ومضات

الأطباء والصفوف الأمامية

28 أكتوبر 2020 10:00 م

منذ فجر الحضارة وسطوع شمسها حظي الأطباء بالتقدير والاحترام وأحياناً بالتبجيل، فها هو الطبيب أبوقراط أو كما يسمى أبوالطب حظي بمنزلة رفيعة ومكانة جليلة في الحضارة اليونانية، وها هو الرازي وابن سينا والخوارزمي وابن النفيس ذاع صيتهم وطار ذكرهم وحظوا بالقرب والتقدير من الخلفاء والسلاطين والملوك علاوة على عامة الشعب، لاشتغالهم بالطب، بالإضافة إلى اشتغالهم ببقية العلوم الدينية والدنيوية كالفلك والرياضيات وعلم المنطق والفقه والفلسفة والأدب والتاريخ.

ولكن مهنة الطب جعلتهم أكثر صيتاً وأعلى قدراً لما لهذه المهنة الإنسانية من أثر عظيم في رفع معاناة المرضى والتخفيف من أوجاعهم وآلامهم، وإعادة البسمة إلى وجوههم بعد أن أبعدها شبح المرض، الطبيب مصدر سعادة وبلسم للناس خصوصاً المرضى، لأن دوره عظيم وفعله مقدر وملموس ومحسوس، دائماً تجده في مقدمة الصفوف في الأزمات والملمات والجوائح، على حساب كل التزاماته العائلية والخاصة، الطبيب كالشمعة التي تضيء للآخرين طريق الشفاء والاستشفاء، بل هو الشمعة ووقودها.

فهو من يصف الدواء ويتابع المريض حتى يتماثل إلى الشفاء ويعود إلى حالته الطبيعية، بعد أن أعاقه المرض عن ممارسة حياته وأقعده عن العمل والكسب، وهذا ما بدا واضحاً وجلياً عندما اجتاح الكويت والعالم فيروس كورونا، فهب الأطباء للتصدي لهذه الجائحة بكل ما أوتوا من علم وخبرة وصبر وتصبر، يستقبلون المرضى ويواسون العائلات، وينشرون الوعي الطبي والثقافة الطبية بين الناس للحد من انتشار المرض وتفشي الوباء.

إيماناً بأن الوقاية خير من العلاج بل هي بوابة العلاج، وطوال أكثر من سبعة أشهر عجاف وقف الأطباء الكويتيون على قدم وساق بكل إمكاناتهم وطاقاتهم، يكافحون الوباء وينشرون الوعي بين الناس، في محاولة حثيثة ومستمرة للحفاظ على الأمن الصحي للبلاد متحملين بذلك كل المتاعب والصعاب، الطب مهنة رفيعة ومن يقوم بها هم نخبة الناس وأفاضلهم.

فالأطباء دائماً في المقدمة وفي الصفوف الأمامية.