الغانم: ما يعزينا في فقده أن صنوه تسلم الراية من بعده

مجلس الأمة يؤبن سمو الأمير الراحل

7 أكتوبر 2020 09:08 ص
عقد مجلس الأمة اليوم جلسة خاصة لتأبين سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.

وقال رئيس المجلس مرزوق الغانم مؤبنا سمو الأمير الراحل: "أي تعبير يمكن أن يصور ما تكتوي به الجوارح؟ وأي تصوير يمكن أن يعبر عما تنطوي به الجوارح، ذلك أن هناك دوما، امورا تكون فوق طاقة الوصف، وتعجز عنها اللغة. مضيفا: إن

يوم الثلاثاء الماضي كان يوما عصيبا على بلدي الكويت، يوما خيم الحزن فيه على كل بيت، ألقت الفاجعة فيه ثقلها على الناس، وحلَّ عليهم ما لا قبل لهم به من الشدة والباس.

وتابع: يوم الثلاثاء الماضي، فقدت الأرض واحدا من أعظم رجالها ، بل فقدت جبلا من جبالها ، كان له من الرزانة والرصانة ، بقدر ما له في القلوب من المحبة والمكانة.

وأضاف: يوم الثلاثاء الماضي، رحل الأمير الإنسان والإنسان الأمير ، الأب والحامي وحارس الدستور ، توفي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ، طيب الله ثراه.

وتابع: كيف لا تبكي البلاد قائدها العظيم، وربانها الحكيم، الذي قاد سفينتها وسط العواصف الهوجاء ، ورسا بها على شاطئ الأمن والرخاء ، وكان لها قلبا حانيا ، وساعدا بانيا ، وصمام أمان ، ومبعث اطمئنان.

وقال الغانم: أقف اليوم معزيا فيه، مؤبنا له، وفي نفسي من صفاته المضيئة ، وسماته الوضيئة ، ما لا يسطره بنان ، ولا يصوره بيان. كان - رحمه الله - بارا بشعبه، ممتلئا قلبه بحبه، يسعى في حاجته، ويسهر على راحته، ويمتزج بتفاصيل حياته ، ويسعى جهده لتحقيق تطلعاته. وكان في محيطه الإقليمي رسول سلام، ومبعوث وئام، يسعى لابعاد الاختلاف، وإدناء الائتلاف، ويجتهد ما وسعه الاجتهاد، في إشاعة روح المحبة والوداد.

وأضاف: كان - رحمه الله - مسكونا بقضايا أمته العربية والاسلامية، وخاصة تلك القضايا التي يعاني فيها الإنسان ويكون ضحية التصارعات والاحترابات، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني. وكان على امتداد المكان ، وحيث وجد الإنسان ، سحابا لا يَكِف ماؤه ، وجودا لا يَقِف عطاؤه ، فلا تفقد أرض أثره ، ولا يجهل أحد خبره.

ومهما أطنب في ذكر صفاته، والتحدث عن كريم سماته ، فسأظل مقصرا بحقه

فرحمه الله رحمة الأبرار ، ورفع مقامه في الأخيار ، وجعل قراره في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

وأشر الغانن الى أن "ما يعزينا عن فقده ، مَن تسلم الراية من بعده ، وهو صنوه في العطاء والبذل والكفاح ، وشريكه فيما تحقق في البلاد من نجاح ، حضرة صاحب السمو أمير البلاد نواف الأحمد الجابر الصباح ، الذي اضطلع بحمل مسؤولية البناء ، ومواصلة مسيرة التنمية والعطاء ، ولسان حاله يقول:

نبني كما كانت أوائلنا

تبني ونصنع مثلما صنعوا

وهكذا يستمر وطننا ، في أيدٍ أمينة كريمة ، تضع مصلحة البلاد والعباد فوق كل اعتبار.

جبر الله مصابنا بفقيد البلاد الكبير ، وأميرها الأثير ، وأيد الله خلفه بتأييده ، وأمده بتسديده ، وأدام على بلادنا أمنها ورخاءها ، ووحدتها وإخاءها ، إنه على ذلك قدير ، وبالإجابة جدير ، وهو نعم المولى ونعم النصير".

وأبنت الحكومة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مستذكرة إنجازات الراحل الكبير واعماله وتضحياته التي شملت المجالات والميادين كافة.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح الذي ألقى كلمة الحكومة خلال الجلسة إن سموه مارس دورا إيجابيا على مدار عقود طويلة في رأب الصدع والمصالحات العربية وسعيه الدؤوب لدعم التضامن العربي والإسلامي. وأضاف الصالح ان ' سمو الأمير الراحل لم يكن رجلا عاديا بل رجل بأمة فما ترك والدنا العزيز في سجل حياته من صفحات مضيئة تجسد كل مظاهر التضحية والبذل والعطاء وأسس منهجا مبتكرا في العمل السياسي والدبلوماسي تحكمه المبادئ والقيم والأخلاق'. وفيما يلي نص بيان الحكومة خلال جلسة التأبين: بسم الله الرحمن الرحيم {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}. صدق الله العظيم (الأحزاب 26). بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه. لله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى. الأخ الرئيس... الإخوة والأخوات الأعضاء المحترمين ودعنا بالأمس قامة عالية، ورمزا بارزا من رموز الشموخ الوطني، وفقدت الأمة ابنا بارا من أبنائها المخلصين، وزعيما مميزا أعطى الكثير لشعبه وأمته، كرس حياته وعطاءه لخدمة وطنه وأمته. إننا اليوم لا نرثي رمزا عاديا، إنه رجل بأمة، فما تركه والدنا العزيز سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد -طيب الله ثراه- في سجل حياته، صفحات ناصعة مضيئة تجسد كل مظاهر التضحية والبذل والعطاء. وأسس منهجا مبتكرا في العمل السياسي والدبلوماسي تحكمه المبادئ والقيم والأخلاق، ورسم الإطار الذي تقوم عليه الثوابت الأساسية لسياسة الكويت بما عرف عنها من الاتزان والالتزام والحكمة. نستذكر بكل الوفاء والاعتزاز إنجازات الراحل الكبير وأعماله وتضحياته التي شملت المجالات والميادين كافة، نستذكر دوره الإيجابي الذي مارسه على مدى عقود طويلة في رأب الصدع والمصالحات العربية، وسعيه الدؤوب لدعم التضامن العربي والإسلامي، نستذكر جولاته المكوكية لمختلف دول العالم للحفاظ على سيادة الكويت ورفع اسمها ومكانتها. وشهد عهده أول انتخابات شاركت بها المرأة بعد حصولها على حقوقها السياسية وتمكينها من الانتخاب والترشح لمجلس الأمة. ومن ينسى دور فقيدنا الغالي الريادي في أعمال المجلس التأسيسي ولجانه في إعداد دستور البلاد. إن إنجازات هذا الرجل العظيم تتجاوز قدراتنا على استحضارها. لقد كان -رحمه الله- مبادرا لمساعدة الشعوب المنكوبة من أجل تخفيف معاناتهم، حريصا على تقديم العون لكل محتاج، ونصرة الأشقاء فعمت مشاريع الكويت الإنسانية مختلف بقاع العالم، ما أكسب الكويت مكانتها العالمية المرموقة. الأخ الرئيس... الإخوة الأعضاء مازالت كلمات سموه -رحمه الله- وتوجيهاته ونصائحه الأبوية في هذه القاعة تصدح في مسامعنا، تحث على المحافظة على أمن الكويت، وتعزيز معاني الولاء والمواطنة وروح المسؤولية والحرص على التلاحم والتمسك بالوحدة الوطنية، وتجسيد الممارسة الديمقراطية الواعية، فما أحرانا بتجسيد تلك التوجيهات والنصائح الصادرة من قلب ووجدان والد حكيم مخلص. الإخوة والأخوات المحترمين،،، بقدر ما تنفطر قلوبنا على فقدان والدنا العزيز، تخالطنا مشاعر الفرح والاعتزاز والفخر إزاء ما شهدناه من مشاعر الحب والتقدير والاحترام لهذا الرمز العظيم، محليا وخليجيا وعربيا وإسلاميا ودوليا على المستويين الشعبي والرسمي، فأي فخر هذا؟! هنيئا لك يا صباح الحب والخير كل هذا الحب الصادق وهذا التقدير المستحق، وهنيئا للكويت بقائدها الإنسان. اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه، وأكرم نزله مع الشهداء والأبرار، نسأله تعالى أن يجزيه عنا جميعا خير الجزاء، وستبقى يا بوناصر خالدا في ذاكرة التاريخ. وإذا كانت مشاعر الحزن والألم لفقدان راحلنا الكبيرتغمرنا، فإن ما يخفف مصابنا هو أن يتولى عضده ورفيق دربه حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه- استكمال مسيرته المباركة نحو تحقيق آمالنا وطموحاتنا نحو غد زاهر بإذنه تعالى على ذات النهج والثوابت الوطنية التي عرفت بها الكويت وأهلها الأوفياء، ضارعين إلى العلي القدير أن يلهمه السداد والتوفيق لكل ما فيه خير ورفعة كويتنا الغالية وأمتنا العربية والإسلامية معاهدين سموه -حفظه الله ورعاه- على العمل معا وبذل قصارى الجهود لتحقيق الغايات الوطنية المرجوة والسلام.

ثم بدأ أعضاء مجلس الأمة يتحدثون مؤبنين سمو الأمير الراحل، فقالت النائب صفاء الهاشم: كان زعيما وأبا ورمزا ومدرسة ديبلوماسية، وأشار النائب علي الدقباسي الى ان أفضل تأبين لصاحب السمو هو الالتزام بخارطة الطريق الوطنية التي دعا إليها وطبقها بحكمة ورباطة جأش. فيما قال النائب صالح عاشور إنه حاكم كبير أحب الكويت وأهلها فأحبته الكويت وأهلها.

بدوره، أشار النائب صلاح خورشيد الى أن أمير الإنسانية رحل جسدا ولكنه سيبقى في قلوبنا، وقال النائب رياض العدساني إن سموه جعل الكويت مركزا للإنسانية ورمزا عاليا نفتخر به، فيما لفت النائب عادل الدمخي الى أننا نفتخر بأميرنا الراحل الذي حافظ على هوية البلد وقضايا الأمة وقاوم التطبيع.

وقال النائب عبدالله الرومي إن سمو الأمير الراحلبنى للكويت مكانة عظيمة.. والعالم أجمع عبر عن تميز هذا القائد وهذا العطاء، ولفت النائب عودة الرويعي إنه لن يرحل أثر ووجود ومآثر سمو الأمير الراحل، وقال النائب عدنان عبدالصمد إن سموه اكتسب احترام العالم بحكمته وعمله الإنساني والتزامه الدائم بثوابت الأمة.

وقال النائب خالد الشطي إن صباح الكويت سيظل مشرقا في ظل الشيخ نواف الأحمد، ولفت النائب احمد الفضل الى أن سمو الأمير كان حاميا للدستور وسدا شامخا ومثالا للتواضع الرفيع والحكمة الفياضة، وأكد النائب عبدالله الكندري إن سموه أعطى الكثير للبلد وهو حكيم العرب وصانع السلام.

من جانبه، أوضح النائب محمد الدلال إن سمو الأمير الراحل كرس مفهوم الأمة والقومية العربية وحرص على المشاركة الشعبية، فيما لفت النائب يوسف الفضالة الى أن سموه كان متمسكا بالدستور وأكد في الكثير من المناسبات أنه من يحمي هذه الوثيقة، وقال النائب عبدالكريم الكندري إن سموه كان حريصا على رأب الصدع والإصلاح بين الإخوة.

وأكد النائب ماجد المطيري أننا لن ننسى توصياته على الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات وتطوير العمل البرلماني، فيما نوه النائب محمد هايف الى انه كان داعما للعمل الخيري والإنساني الذي لم تشغله عنه التقلبات السياسية، وأفاد النائب حمود الخضير بأنه لم يدخر جهدا في نصرة الضعفاء ونشر السلام.

وقال النائب بدر الملا إن سموه لم يترك عملا إنسانيا إلا وكانت له بصمة فيه، فيما لفت النائب سعدون حماد إن الكويت أصبحت في عهد الأمير الراحل مركزا للعمل الإنساني، وقال النائب عبدالله فهاد إن سموه والد الأيتام ورجل اللاتطبيع.

وأشار النائب سعد الخنفور الى ان سموه كان محضر خير في كل الأزمات الخليجية والعربية، وقال النائب فيصل الكندري إن سموه حرص على اللحمة الوطنية ووأد الفتن، وبين النائب أسامة الشاهين أننا نستذكر مناقب سموه وصنائع الخير التي قام بها والتي امتدت لبقاع عدة في العالم.

بدوره، قال النائب ثامر السويط إن سموه كان ركيزة الاستقرار بالنسبة لنا ككويتيين وأحد صناع نهضتنا التي نفتخر بها، وأشار النائب طلال الجلال الى ان أعمال وأقواه سموه ستبقى خالدة يذكرها الجميع وتتعلم منها الأجيال، وأفاد النائب محمد الهدية: بأن سموه وقف سدا منيعا أمام التطبيع فكان القدوة للكثير من الدول.

وقال النائب محمد الحويلة إن أمير السلام والحكمة والإنسانية باق في قلوبنا وذاكرتنا، وأوضح النائب خليل أبل أننا استطعنا بحكمة سموه أن نتجاوز الأزمات التي مرت بها المنطقة، فيما أشار النائب خليل الصالح الى أن سموه كان أيقونة العمل الإنساني ويشهد العالم بدوره الكبير في معالجة المشاكل المعقدة.

وبين النائب عبدالوهاب البابطين أن التوافد الدولي للتعزية بوفاة بسمو الأمير الراحل دليل على دور سموه في حمل قضايا الأمة، وقال النائب نايف المرداس: فقدنا أحد أوفى رجالات الكويت وعلما بارزا في كل الميادين، فيما بين النائب خالد العتيبي إن سموه دفع باتجاه تحقيق الأمن والسلام في شتى الدول.

وقال النائب خلف دميثير إن سموه شمعة مضيئة في تاريخ الكويت ولن ننسى مآثره ما حيينا، ولفت النائب عسكر العنزي الى انه كان دائما يحثنا على الترابط وعدم التفرقة بين أطياف المجتمع، وأكد النائب الحميدي السبيعي أن سموه كان يدعو إلى الحرص على النظام الديمقراطي والدستوري.

كما أكد النائب عيسى الكندري إنه قد تحقق في عهد سمو الأمير الراحل الرخاء والأمن وتمتع المواطنون فيه بالحريات وزيادة رفاهيتهم.