مع بداية انطلاق منصات التعليم الإلكتروني في وزارة التربية باستخدم برنامج«مايكروسفت تيمز» أمس، شهدت المنصة مواقف طريفة ما بين المعلمين والطلاب وأولياء امورهم، وكان حال المعلمين ما بين الضاحك والمتضايق والحانق، فإشراف أولياء الأمور على الفصول الافتراضية لابنائهم ساهم في مواقف محرجة ومضحكة في آن واحد، وكان سيد الموقف «الأمهات» اللاتي لم يدعن أبناءهن في بحر «التيمز» عالقين وكن «الطالب المجهول» خلف الشاشات، لتلقين أبنائهن على مسمع من المعلمين والمعلمات، ومتابعة تعليمهم.
ومن هذه المواقف التي حصلت مع معلم في إحدى المدارس المتوسطة، يطالب أحد الطلاب بإغلاق «المايك» ولكن الطالب لا يستجيب، حتى قال له المعلم سأقوم بتسجيلك غياب، فرد صوت مصغر لأمه تقول «المايك معلق يا أستاذ»، فضحك المعلم شاكراً والدة التلميذ على اهتمامها، طالباً منها تنبيه ابنها لمتابعة الدرس.
معلم آخر روى أنّه طلب من الطلاب في الفريق التعليمي «الصف» ان يجيبوا على عدد من الاسئلة وهو العارف بمستوى طلابه التعليمي من العام الماضي في الفصل بأنّهم ضعيفون في المشاركة، فمع بدء الاسئلة تفاجأ بمعظم طلبة الفصل يرفع يده الكترونيا للإجابة عن الأسئلة، ومع كل طالب يجيب يسمع صوت والدة الطالب تعينه على الاجابة بالهمس، ومع إحراج المعلم طلب من الطلاب الجلوس في مكان خالٍ من أي صوت، وفي حال سمع صوت احد من اسرته ولو همساً سيسجل الطالب غياباً.
ولم تخلُ منصات التواصل الاجتماعي من الطرائف والتعليقات على الفيديوهات مع بداية اليوم الاول لـ«تيمز»، فهذا يسأل وزير التربية والتعليم العالي، «عزيزي وزير التربية ممكن تشرح لي شلون راح تكون حصة البدنية،... وآخر شيء حصة البدنية تصير بالحوش؟» وفي تعليق آخر «الحين فهمني حساب واجتماعيات وعربي عن بُعد، لكن اللي ما قدرت أفهمها تربية بدنية عن بُعد شلون؟ شنو تبون الطالب يطامر قبال الايباد»، وآخر اقترح في حصة البدنية أن على كل طالب «يجيب بليستيشن ويباري المدرس».
وإلى المشاكل التي عانى منها العديد من أولياء الأمور والطلبة خلال الدخول إلى المنصة، فكثير من الطلبة عانوا من ضعف شبكة الانترنت وتم تسجيل دخولهم بصعوبة، لكن البث المباشر لا يكون ظاهراً في غالبية الأوقات، كما أنّ هناك تفاوتاً في ما بين وصول الصوت ورد الطالب بسبب النت، وانقطاع الشبكة الموقت لدى بعض الطلبة «لاج» تسبب بخروجهم من الحصة الافتراضية وضياع جزء من الشرح عليهم مع «حنق» المعلم او المعلمة على الطلبة باعتبار أنّهم خرجوا من الحصة بمحض إرادتهم. ولم يكن المعلم أسعد حالاً من أولياء الأمور مع بعض الطلبة المستهترين، فهناك من الطلبة في الصفوف المتوسطة، والتي غابت عنهم رقابة أولياء الأمور، يعتقدون انّهم في «تيمز» لعبة «بوبجي» او «فورت نايت» ويتجاهلون إغلاق المايك ويعلقون تعليقات خارج إطار الدرس، ويستغلون الدردشة لدعوة زملائهم للعب أون لاين، ناهيك عن سوء الأدب مع المعلم أو المعلمة أحياناً، وهذا الأمر يحتاج إلى ضبط من جانب الأسرة والمدرسة.
ومن المشاكل التي تصادف المتعلّمين على «التيمز» أنّ تصميم بعض الواجبات يتم على برنامجي «ورد» او «اكسل» مما يترتب عليه عدم ظهور التنسيق المطلوب في الهواتف والتابلت، مما يضطر الكثير من الأسر الاستعانة بأجهزة اللاب توب التي شحّت من السوق في الوقت الحالي، لمعرفة مراد المعلم من الواجب أو المذكرة التي يرسلها في قسم الواجبات.