دعا إلى الاهتمام بها والحفاظ على وجودها

نصار الخمسان: ديوانية شعراء النبط... منارة للشعر في الكويت

29 سبتمبر 2020 04:16 م

لم تكن ديوانية شعراء النبط مجرد مبنى، ولم تكن فكرة بدون روح، لكنها منذ تأسيسها عام 1977م، كانت منارة للشعر والشعراء، تخرّج فيها عشرات بل مئات الشعراء.

مدير الديوانية أمين السر نصار الخمسان - الذي واكب نشأتها وترعرع فيها بل ويعتبر ابنها قال: «إن ديوانية شعراء النبط ميراث حضاري مهم يحمل طابعنا الاجتماعي»، مشيراً إلى أن الجميع يتفق على أنها السبب في حفظ جانب مهم وحيوي من التراث الكويتي، والشعراء النجوم والمخضرمين الذين ظهروا عبر برامجها، أو من كانت تسكنهم أمنية الظهور في أحد برامجها.

وتعد الديوانية هي الأولى من نوعها في المنطقة، ومبناها صمم بروعة هندسية مميزة.على شكل خيمة في الصحراء لترمز إلى التاريخ والتراث والأصالة.

وأضاف الخمسان: «إن رسالة الديوانية ما زالت مستمرة نظراً لدورها الكبير في حفظ الهوية الوطنية، ولهذا كانت البادرة الطيّبة الكريمة لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح طيّب الله ثراه ببناء صرح للشعر النبطي، إيمانًا من سموّه بدور الديوانية في حفظ التراث الأصيل الزاخر بالعطاء».

ولإدراك سموّه رحمه الله لدورها الحيوي فقد كان سموّه يزورها باستمرار، ويثني على عطائها في رفد الشعر وتشجيع الشعراء، وكان ينظر إليها على أنها صرح مهم لا يمكن الاستغناء عنه.

وقد سار على هذا النهج سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه، الذي قدم للديوانية كل الدعم، ويحرص على زيارتها، لما لها من أثر فاعل في المجتمع الكويتي.

وأكد الخمسان أن رعاية سمو نائب الأمير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في افتتاح مشروع تطوير ديوانية شعراء النبط، ينم عن اهتمام سموه الكبير بدور الديوانية في المحافظة على الهوية الكويتية وعلى امتداد تراثنا الأصيل للأجيال الحاضرة والقادمة.

واستذكر نصار الخمسان دور الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في وضع الدعائم الأساسية للديوانية، لإيمانه العميق بأن الشعر النبطي يمثل روح الشعب ووجدانه وتفكيره من خلال التشبع بالثراء والعمل على رقي الكلمة.

وقال الخمسان: إن ديوانية شعراء النبط لها قانون ينظم عملها، وتسير وفق نهج قانوني لا تحيد عنه، ولها ضوابط ومحددات يتلاءم مع خط رسالتها وأهدافها.

وشدد على أن الديوانية ستستمر في خط سيرها في الحفاظ على الموروث الشعري، ودعم الشعراء واحتضانهم، بالإضافة الى دورها المهم في توثيق الشعر النبطي، مشيرا إلى أن الديوانية لها برامجها في التلفزيون والإذاعة، وهي تتبع الديوانية ويشارك في هذه البرامج أعضاؤها من الشعراء.

وأوضح أن ديوانية شعراء النبط ليست فقط برنامجاً تلفزيونياً لمجموعة من الشعراء، يلقون الشعر والأدب الشعبي على اختلاف فنونه، بل هي مؤسسة ثقافية حملت على عاتقها تدوين الشعر وحفظه في مكتبة واكبت التطور التكنولوجي في التدوين أولاً بأول، بدءاً من التدوين بالكتابة والطباعة إلى التدوين المصوّر والمسجّل صوتياً.

إلى ذلك احتوت ديوانية شعراء النبط المواهب الشعرية والأدبية، وقدمت لهم الدعم من خلال برامجها في الإذاعة وعلى شاشة تلفزيون الكويت، فخرّجت الديوانية أسماء لامعة في مجال الشعر والأدب الشعبي على مستوى الكويت والمنطقة.

كذلك عملت الديوانية على ربط المجتمع بتراثه، من خلال المهرجانات التي تقيمها في المناسبات، التي تقدّم من خلال مختلف الفنون الشعبية، فحفظتها من الاندثار بفعل ما تشهده الحياة من تطوّر تكنولوجي، استثمرته الديوانية لتعزيز الأدب الشعبي بدلاً من دثره.

وأشار الخمسان إلى أن دول الخليج تحرص على الاهتمام بالشعر النبطي والشعراء، إيماناً منها بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الحيوي، ونحن في الكويت أولت القيادة السياسية اهتماماً بالغاً بالشعر عبر دعمها لديوانية شعراء النبط، التي يجب أن تبقى كما كانت منارة للشعر والشعراء، داعياً إلى الاهتمام بها والحفاظ على وجودها وكيانها.