وداعاً مسند العصر العلامة الشيخ زكريا محمد عبدالسلام
1 يناير 1970
09:03 م
=قبل أيام قلائل وفي صباح يوم الاثنين الماضي توفي أعلى الأسانيد في القراءات العشر بالعالم الإسلامي الإمام زكريا محمد عبدالسلام والذي أفنى عمره في اقراء القرآن الكريم وتدريسه ولم يخل يوماً بيته من قارئ للقرآن أو قارئة، وقد استمر هذا الأمر إلى قبل وفاته، وبوفاته رحمه الله فإن سند القرآن بالقراءات العشر نزل رتبة، وهذا تعريف به رحمه الله:
اسمه ونسبه:
هو فضيلة العلامة الشيخ زكريا بن محمد بن علي بن عبدالسلام الجماجموني الدسوقي المالكي مذهبا الشاذلي طريقة.
مولده ونشأته:
يقول الشيخ رحمه الله: ولدت في قرية من قرى مصر تسمى قرية جماجمون تابعة لمركز دسوق - محافظة كفر الشيخ - ولدت بمنزل والدي في شارع الفقهاء 4/6/1927 وكان والدي الحاج محمد علي عبدالسلام رحمه الله حجة وثقة في علم القراءات ومرجعا يرجع اليه عند الحاجة حيث تلقى تعليمه على شيخه بالمسجد الإبراهيمي بدسوق ومكث على تعليم كتاب الله بقرية جماجمون حتى نقل إلى الرفيق الأعلى في عام 1929م تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.
طلبه للعلم:
يقول الشيخ حفظه الله: وعندما بلغت السادسة من عمري تلقيت مبادئ التعليم في القرية وحفظت كتاب الله بروايته على شيخي الشيخ الفاضلي علي أبوليلة بالمسجد الإبراهيمي بدسوق تغمده الله برحمته، ودرست عليه الشاطبية للإمام الشاطبي، والدرة والعشرة من الطيبة للإمام ابن الجزري رضي الله عنه فأجازني بسنده المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما قرأت عليه.
وفي عام 1957 - 1958م التحقت بكلية اللغة العربية - قسم قراءات - بالقاهرة فتلقيت على أساتذتي بأسانيدهم في كلية اللغة العربية ونجحت في امتحان شعبة التجويد عام 1958م بدرجة امتياز، وفي يوم 11/9/1967م مُنحت درجة الشهادة العليا للقراءات بكلية الدراسات العربية، وفي عام 1969 حصلت على شهادة تخصص القراءات بكلية اللغة العربية للقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر والعلوم المتعلقة بالقرآن الكريم من رسم وضبط وفواصل والعلوم العربية والشرعية، وكان ترتيبي الثاني من الناجحين.
عمله:
وفي يوم 16/6/1968 عُينت مدرساً بالأزهر بمعهد بلصفورة التابع لسوهاج، ثم نُقلت لمعهد دمنهور الديني، ثم إلى دسوق الديني بنين، وفي 16/11/1973 سافرت في بعثة في الخارج مدرساً بالمملكة العربية السعودية، وانتهت البعثة في يوم 8/10/1977 وعدت منها إلى معهد دسوق الديني مدرس أول وخطيباً بوزارة الأوقاف بمسجد سليم بجماجمون.
وفي يوم 18/3/1986 رُقيت إلى مفتش بالمعاهد الإعدادية والثانوية بمنطقة كفر الشيخ الأزهرية حتى أحلت على المعاش، ومازلت بحمد الله وفضله أقوم بتبليغ رسالة علم القراءات وعلوم القرآن بقرية جماجمون.
قدومه للكويت:
قد تشرفت الكويت بزيارته لها وهو من أعلى المشايخ سندا ممن قدموا دولة الكويت لقراءة القرآن وإقرائه، كما يعد هو الوحيد من أعلى الأسانيد على المستوى العالمي على حد علمي بالقراءات العشر الصغرى، وفي القراءات العشر الكبرى، كذلك وكانت الزيارة بدعوة من قطاع المساجد بوزارة الأوقاف بدولة الكويت حيث مكث فيها شهرا كاملا يقرأ القرآن الكريم والقراءات.
تلامذته:
وقد تتلمذ عليه الكثير من طلبة العلم خصوصا في الآونة الأخيرة حيث يفد الناس إلى بيته في جماجمون للقراءة عليه والاستجازة منه في القرآن الكريم وفي احدى رواياته أو قراءاته وممن قرأ عليه حين قدومه للكويت كل الآتية أسماؤهم:
فمن الرجال: أحمد خضر الطرابلسي، سعد جمال البعيجان، عامر عبدالرحمن الرفاعي، عبدالله محمد الهزيم، عبدالعزيز فاضل العنزي، فهد نجم البدر، فواز مشاري الكليب، محمد يوسف المزيني، مطلق خميس العازمي، د. وليد عبدالله المنيس، د. وليد محمد العلي، وكاتب هذه الأحرف ياسر إبراهيم المزروعي.
ومن النساء: دلال راشد العجمي، سلوى سعد البعيجان، عايشة عبدالرحمن الصفي، عروب يوسف المطوع، غنيمة إبراهيم الميعان، فاطمة محمد الشيبة، مها عبدالله الحوطي، نضال عبدالله المزين، نورية خضير الشهاب، هناء سعود المير.
وفاته:
وبعد أن رجع إلى بلاده مرت عليه كثير من الأمراض لكنه لم يزل يدرس القرآن ويتردد عليه طلبة العلم رغبة بالاستفادة منه وعلو السند منه، كما أجريت له عمليات في القلب وفي الكلى خلال هذه السنة وفي آخر أيامه اشتد عليه المرض، وتوفي صباح يوم الاثنين 25 ذي القعدة 1430هـ الموافق 2009م ودفن في اليوم الثاني من وفاته في بلده جماجمون بكفر الشيخ بجمهورية مصر، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه أعلى فراديس الجنان.
كتبه د. ياسر إبراهيم المزروعي