مع بداية الخريف وبداية العام الدراسي تنتشر بسرعة بين الأطفال

خريف المرض «4» / الحمى القرمزية... مرض هلعت له قلوب الأمهات

1 يناير 1970 09:54 ص
| بقلم د. أحمد سامح | خريف المرض هكذا اطلقنا على خريف هذا العام فلقد صادف الأطباء هذا العام حالات كثيرة جداً من المرضى الذين يعانون من ارتفاع درجة حرارة أجسامهم وكان السؤال هل هي انفلونزا موسمية أم انفلونزا «H1N1» ام هي نزلة برد.

وعند دخول فصل الخريف فإن هناك امراضا ترفع درجة الحرارة وتسبب ألما في الحلق والجسم والمفاصل فتختلط الأعراض التي تسببها امراض الخريف من انفلونزا «H1N1» وتزيد الموقف ارتباكاً وقلقاً.

فمع بداية الخريف ومع بداية العام الدراسي حيث يتواجد الأطفال في الأماكن المغلقة معظم الأوقات في دور الحضانة ورياض الأطفال والتلاميذ في المراحل الابتدائية.

وفي المرحلة الابتدائية يكون الأطفال اكثر عرضة للاصابة بالجراثيم والميكروبات خصوصاً الميكروب السبحي الذي ينتج عنه افراز سموم «Toxins» تتسبب باصابتهم بمرض الحمى القرمزية وتهلع الأم حينما تسمع من الطبيب هذا التشخيص» وفي حقيقة الأمر ان الحمى القرمزية هي الاصابة بالميكروب السبحي ولكنه لا يقتصر تأثيره على التهاب الحلق واللوزتين بل يفرز سموم «Toxins» تؤثر على كثير من أنسجة الجسم مسببة ظهور أعراض نتيجة افراز هذه السموم ووصولها إلى الدم ثم انسجة الجسم.

والحمى القرمزية مرض يعد ذا مسلك حاد وعادة يصيب الأطفال من سن سنتين إلى عشر سنوات ولا نعرف الاصابة بها قبل ستة أشهر من العمر بغض النظر عن المناعة المكتسبة من الأم.

عزيزي القارئ عزيزتي الأم يجب علاج الحمى القرمزية سريعاً وعلى النحو الصحيح حتى لا تحدث المضاعفات التي تنال من القلب والكلى والمفاصل باستخدام المضادات الحيوية القوية والراحة التامة وان يكون الطعام سهل الهضم.

لقد كانت الحمى القرمزية مرضا يهلع له قلوب الأمهات واثارت الرعب في نفوسهن في زمن عدم توافر المضادات الحيوية ولم تكن قوية بنفس الدرجة من القوة التي تتصف بها المضادات الحيوية الحديثة.



تنتشر الحمى القرمزية بسرعة مع بداية الخريف ومع بداية العام الدراسي حيث يتواجد الأطفال في الأماكن المغلقة في رياض الأطفال والمدارس خصوصاً في المرحلة الابتدائية.

وسميت بهذا الاسم «الحمى القرمزية» لأن لون الطفح الجلدي يكون قرمزياً.

فترة حضانة المرض

فترة حضانة مرض الحمى القرمزية ونعني بها الفترة التي يغزو فيها الميكروب الجسم حتى ظهور اعراض المرض وهي ما بين يومين إلى خمسة أيام وهو مرض ذو مسلك حاد وينتشر بسرعة بين الأطفال.

طريق انتشار العدوى

تنتقل العدوى بالحمى القرمزية من الطفل المريض إلى السليم بطريقة مباشرة عبر الرذاذ المتطاير اثناء العطس من أنف وحلق المريض واثناء الكلام واثناء السعال.

وكذلك من الممكن ان تنتقل العدوى عن طريق استعمال مناديل المريض أو المنشفة نفسها أو استعمال لعب الطفل المريض المصاب بالميكروب السبحي وكذلك كتب وأدوات المريض المدرسية.

وتنتقل العدوى عن طريق الطعام والماء الملوث بالميكروب السبحي ايضاً.

ويمكن ان تنتقل عن طريق حامل المرض وهو ذلك الشخص الذي يبدو ظاهرياً سليما ومعافى ولكنه يحمل جرثومة الحمى القرمزية داخل حلقه.

أعراض الحمى القرمزية

تبدأ اعراض الحمى القرمزية بارتفاع في درجة الحرارة وغثيان وقيء وصعوبة في البلع.

وقد يعاني الطفل من الهذيان والتشنج بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة.

وتتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة ثم يظهر خلال يوم أو يومين من ارتفاع الحرارة طفح جلدي على شكل بقع حمراء ويصبح لون الوجه شديد الاحمرار تاركاً حول الفم دائرة بيضاء وهو ما يعرف بالقناع القرمزي.

ويبدأ الطفح الجلدي حول الرقبة ثم يظهر بعد ذلك على جذع الجسم والأطراف.

ويكون على هيئة طفح جلدي أحمر محبب منتشر بكثافة ويبيض عندما نضغط على هذا الطفح الجلدي الأحمر ويبدأ في الاختفاء بعد 3 - 4 أيام ثم يحدث له عملية تقشير ويكون مثل «الردة - النخالة».

وفي بداية المرض ولبضعة أيام يغطى اللسان بطبقة يميل لونها للون الأبيض التي تختفي وتترك وراءها اللون الأحمر فيكون الغشاء المخاطي للسان مثل ثمرة الفراولة نتيجة الحبيبات والبروزات الصغيرة الحمراء التي تغطي اللسان.

وبعد اسبوع تقريباً يبدأ الطفح الجلدي في الاختفاء ويبدأ الجلد في التقشر في المواضع التي كانت البقع موجودة فيها ويمكن التعجيل بهذه العملية عن طريق عمل حمامات الماء الدافئ.

ولتجنب مضاعفات الحمى القرمزية الخطيرة التي تحدث في مرحلة متأخرة مثل التهاب الكلى من الأفضل القيام بتحليل البول وفحصه في المختبر مرة كل اسبوع على الأقل لمدة شهر من الاصابة بالمرض.

مضاعفات الحمى القرمزية

قد تظهر الحمى القرمزية اما بصورة خطيرة أو ضعيفة والمرض في صورته الحقيقية لا تصاحبه اعراض الغثيان والقيء وارتفاع درجة الحرارة كما ان الطفح الجلدي يستمر يوماً أو يومين فقط مع احمرار طفيف في الجلد دون ان يتخذ اللسان ذلك الشكل المميز للاصابة بهذا المرض.

لكن الحمى القرمزية في صورتها الخطيرة يمكن تمييزها في مرحلتين هما:

• مرحلة مبكرة: تتميز بأعراضها الشديدة التي تكون في صورة رعشة وألم في الرأس مع الحمى «درجة الحرارة 41.4C درجة مئوية» بالاضافة الى قيء وآلام في البطن.

• مرحلة متأخرة: تظهر في اليومين الرابع والخامس من بداية المرض وتتميز بتورم الغدد الليمفاوية في الرقبة مع ظهور طفح جلدي بنفسجي.

ومن مضاعفات الحمى القرمزية المبكرة التهاب الاذن الوسطى والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الغدد اللميفاوية العنقية على جانبي الرقبة.

وقد ينتشر الميكروب السبحي الى الرئة محدثاً الالتهاب الرئوي أو الى المفاصل محدثاً التهاب المفاصل الصديدي.

وقد تحدث مضاعفات التهاب غشاء القلب «التامور» والتهاب سحايا المخ.

المضاعفات المتأخرة

من المضاعفات المتأخرة للاصابة بالميكروب السبحي كالتهاب الحلق والتهاب اللوزتين الصديدي والتهابات الجلد والحمى القرمزية والتي تحدث بعد مرور حوالي عشرين يوماً من تاريخ الاصابة بالمرض وتؤثر على أعضاء وأنسجة الجسم الحيوية مثل:

• الكلى: يحدث التهاب «كبيبات» الكلى الحاد الذي يتميز في بدايته بانتفاخ في المنطقة المحيطة بالعينين ونقص كمية البول ويصبح غامقاً أو دموياً ويرتفع ضغط الدم في الطفل المصاب بالتهاب الكلى وعند اجراء تحليل دم تكون نسبة البولينا مرتفعة في الدم.

• المفاصل: تصاب المفاصل الكبيرة مثل الركبتين والكوعين والرسخين والكاحلين بالتورم والاحمرار والألم عند الحركة وكأنها مصابة بأعراض مرض روماتيزم المفاصل.

• الحمى الروماتيزمية: ترتفع درجة حرارة المريض ويستمر الارتفاع في درجة الحرارة فترة طويلة.

ويظهر شحوب في الوجه ويصاب المريض بصعوبة في التنفس مع شعور بالخمول والاحساس بالتعب عند بذل أي مجهود وينخفض ضغط الدم ويصاب القلب بجميع أنسجته بالالتهاب فيحدث التهاب الغشاء التامور والتهاب اليافي عضلة القلب وكذلك التهاب الغشاء الداخلي المبطن للقلب وصمامات القلب.

وعموماً فإن كل هذه المضاعفات نادرة الحدوث إلا في الحالات التي لم يتم علاجها على النحو الصحيح.

علاج الحمى القرمزية

• علاج الحمى القرمزية فور تشخيصها وذلك باشراف الطبيب المتخصص نظراً لخطورة وكثرة مضاعفاتها.

• عزل الطفل المريض داخل غرفة نظيفة وجيدة التهوية مع مراعاة الراحة التامة في الفراش خاصة اذا كان هناك ارتفاع شديد في درجة الحرارة.

• يجب أن يكون طعام الطفل المريض سهل الهضم مع الاكثار من اعطائه عصير الفواكه وزيادة السوائل.

• يصف الطبيب المضادات الحيوية القوية الفعالة الكفيلة بالقضاء على البكتيريا ومنع حدوث المضاعفات.

• يصف الطبيب بعض الادوية التي تخفض درجة حرارة جسم الطفل وتخفيف ألم الحلق واللوزتين.

• الاهتمام بنظافة الطفل والعناية بالجلد والأغشية المخاطية واستعمال بعض مراهم الجلد الملطفة.

• المبادرة بعلاج مضاعفات المرض في حالة حدوثها لا قدر الله.

الوقاية من الحمى القرمزية

• يجب اتباع القواعد الصحية السليمة والاهتمام بنظافة الطفل الشخصية ونظافة ادواته الخاصة.

• تجنب مخالطة المرضى المصابين بالحمى القرمزية والتهابات الميكروب السبحي مثل التهاب الحلق واللوزتين والجلد.

• عدم استخدام ادوات المرضى أو لعبهم او متعلقاتهم الشخصية.

• عزل الطفل المصاب بالحمى القرمزية عن اخوته مع الراحة التامة في الفراش وعدم تعريضه لتيارات الهواء.

• تخصيص ادوات خاصة للطفل المريض وبخاصة المناديل والفوط بحيث لا يستعملها شخص غيره.

• غلي الحليب جيداً قبل تناوله مع الاهتمام بعدم تلوث الماء والطعام.

• مكافحة الحشرات الطائرة كالذباب وغيره والحمل على نظافة البيئة وسلامتها.

• التهوية الجيدة للمنزل مع الغذاء الصحي المتوازن السليم يزيد مناعة جسم الانسان في مقاومة الاصابة بالأمراض.

• الاهتمام بعلاج التهابات الحلق واللوزتين الحاد والمزمن علاجاً مكثفاً مع التأكد من اختفاء الميكروب السبحي تماماً عند المريض.





الحليب يحمي من جلطة القلب والسكتة الدماغية!



أفادت دراسة حديثة نشرت مقتطفات من نتائجها في مجلة القلب «Heart» الطبية ان الأطفال الذين يتناولون الألبان ومنتجاتها بكثرة - مثل الحليب والجبن - تكون أمامهم فرص عيش أطول من أولئك الذين لا يتناولونها بكثرة.

ورصدت الدراسة التي أعدها باحثون من جامعتي بريستول وكوينزلاند حياة 4274 طفلا بريطانيا عاشوا منذ الثلاثينات وعلى مدى 65 عاما.

ولاحظ العلماء ان هؤلاء الذين كان غذاؤهم غنيا بجرعات الكالسيوم عندما كانوا أطفالا كانوا أقل عرضة للاصابة بالذبحة الصدرية أو الجلطة الدماغية وهي أعراض مميتة.

وتبين في الدراسة انه إلى العادات الغذائية للأسر ظهر ان الجرعات الزائدة من الكالسيوم والألبان ومنتجاتها - وعلى الأخص الحليب - خفضت معدلات الوفيات بنسبة الربع.

وظهر ان تناول جرعات أعلى من الكالسيوم أو ما يعادل ربع لتر أو 200 غرام من الحليب يمكن أن يقلص الموت بسبب الجلطة الدماغية بنسبة 60 في المئة.

وخلصت الدراسة إلى انه: «على الرغم من ان الألبان تحتوي على دهون كوليسترول قد يؤثر على جدران الشرايين إلا ان التناول الكثير لها يرفع من نسب التعرض لأمراض القلب بين من شملتهم الدراسة.





أدوية الحساسية تكافح السكري والسمنة



أفاد باحثون ان أدوية الحساسية والربو التي تُباع دون وصفة طبية قد ساعدت فئرانا مصابة بالسكري والسمنة على فقد الوزن والسيطرة على معدلات السكر في الدم.

وربطت ثلاث دراسات بشدة بين السمنة ومرض السكري النوع الثاني «Type 2» وخلل في نظام المناعة.

وأكد الباحثون ان هذه النتائج قد تقود إلى انتاج عقاقير أفضل أو ربما لقاحات لمعالجة آثار الحالتين.

وترتفع معدلات الاصابة بالسمنة والنوع السكري من مرض السكري «Type 2» في أنحاء العالم إذ يتناول الناس المزيد من الطعام ويمارسون قدرا أقل من التمرينات الرياضية.

ووجد الدكتور جوبينج شي في كلية هارفارد للطب في الولايات المتحدة ان الخلايا التي تخرج عن السيطرة في حال الاصابة بالحساسية والربو كانت كثيرة في الأنسجة الدهنية في البشر والفئران المصابين بالسمنة ومرض السكري.

وعمل الباحثون على إصابة الفئران بالسمنة والسكري عن طريق الإفراط في اطعامها ثم أعطوا بعض الفئران اثنين من الأدوية المضادة للحساسية أحدهما تنتجه شركة «نوفاريتس ايه جي» باسم «زاديتور».

وأكد ان العقارين ساعدا في توازن الخلايا الخارجة عن السيطرة في مرض الربو والحساسية.

والفئران التي أطعمت غذاء صحيا تحسنت حالتها إلى حد ما، أما تلك التي أعطت أيا من العقارين فقد تحسنت بصورة كبيرة في حين ان الفئران التي تناولت العقار وأطعمت طعاما صحيا فقد أظهرت شفاء بنسبة 100 في المئة تقريبا في جميع الحالات.





علاج تلف شبكية العين بالخلايا الجذعية



تمكن علماء أميركيون من اصلاح تلف في شبكية العين في فئران التجارب عن طريق استخدام خلايا جذعية معدلة أخذت من نخاع العظم في خطوة اعتبرها الباحثون أملا جديدا في علاج مشكلات الشبكية التي تسبب العمى عند كبار السن.

وتحولت الخلايا المعدلة جينيا إلى خلايا بصرية بعد أن تم زرعها في الشبكية بنجاح.

ويعتقد العلماء ان هذا التحول جاء بعد احتكاك هذه الخلايا بالخلايا التالفة ونجح الباحثون في ادراج مكونات كيميائية ساعدت على عملية العلاج وتسهيل تأقلم الخلايا المعدلة مع محيطها داخل الشبكية.

وبعد 28 يوماً من تلقي الخلايا المعدلة يبدأ اختلاف بين هذه الأخيرة والخلايا الأصلية الموجودة في الشبكية وكان تجاوبها طبيعيا خلال القياسات المخبرية لحاسة البصر.

ويقول الباحثون في جامعة فلوريدا: «إن هذا النجاح العلمي يؤكد انه في الامكان برمجة الخلايا الجذعية لاصلاح الخلل الذي يطرأ على الخلايا والأنسجة الحيوية بما في ذلك الشرايين.

وتقول الأستاذة في كلية الطب بالجامعة ماريا جرانت: «حسب علمنا هذه أول مرة يتم فيها التحكم في خلية جذعية وبرمجتها جينيا لتصبح نوعا جديدا من الخلايا»، وتقول جرانت: «إن تقبل الشبكية لخلايا معدلة يعني اننا نجحنا في خداع النسيج الحيوي الذي تقبلها على انها من خلايا مماثلة لنسيجه نفسه».

وتقول جرانت: «ان العلاج بالخلايا المبرمجة يمكن أن يكون فعالا عند 85 في المئة من المرضى الذين يعانون من تدهور الشبكية بسبب التقدم في السن».

وذكر فريق البحث ان تجارب العلاج بخلايا المنشأ «الخلايا الجذعية Stem cell» التي أجريت على الحيوانات لم تظهر آثارا جانبية وان الباب مفتوح الآن للقيام بدراسة سريرية على المرضى من البشر.

وتقدم الخلايا الجذعية «خلايا المنشأ» فرصة للطب التجديدي وتوفر امكانات كبيرة لشفاء أمراض مثل باركنسون والزهايمر والسكري من النوع الأول لكن الأبحاث في هذا المجال لا تزال محدودة لأن الخلايا مأخوذة من أجنة.