حميد المالكي / فريق العمل الوطني العراقي

1 يناير 1970 06:25 ص

عندما تشتد الأزمات تتفجر الطاقات الخيرة المجبولة على حب الحياة، اذ تستنفر الضمائر الحية اعز ما تمتلكه من مشاعر وجدانية نبيلة تسمو على المصالح الشخصية الأنانية وتستعيد وهج اولئك الرجال العظام الذين صنعوا الملاحم واجترحوا المآثر في سبيل رفعة الإنسان وسعادته واحترام كرامته، وفي هذا الاطار تأتي تجربة «فريق العمل الوطني العراقي» برئاسة الاستاذ سعد عاصم الجنابي كأول ممارسة علنية خيرية مؤسسة على برنامج شامل وعالي التنظيم كهيئة خيرية وطنية وهب فيها الجنابي أمواله الخاصة في العمل الخيري لمسح أحزان والتخفيف من الآلام واغاثة الملهوفين الذين استعصت مشاكلهم وتعاظمت مصائبهم ولم يجدوا لها حلولا عند احد غير هذا الانسان، عند هذا العاصم الجنابي الذي انكر ذاته واذابها شمعة تنير ظلام المرضى والفقراء.

الجنابي رئيس التجمع الجمهوري العراقي عرف اهمية العمل الخيري المباشر، وفي هذا الوقت الذي تمر به بلاده لهو افضل بكثير من الانشغال بالتجمعات السياسية وطموحات السلطة وصراعاتها، وان امواله التي يمتلكها لا يمكن ان تخلده اذا احتفظ بها لنفسه، بينما هناك الالاف من ابناء وطنه يعانون ويمكن لتلك الاموال ان تحل بعض ما يعانون فيستريح اصحابها، ولو انه يؤمن ان الحلول الجزئية الفردية الموقتة ليست مفيدة اذا لم يكن هناك حل جذري وطني شامل، وهذا ما يقوله صراحة الذين يقابلهم من اصحاب الحاجات بعد ان يقرر مساعدتهم الفورية.

كم نحن بحاجة إلى امثال هذا الرجل العظيم وهل سيتحرك كانزو الاموال ليقتدوا به؟ الجواب ربما سنجده خلال الاسابيع المقبلة، لان علنية العمل الخيري خير من سريته واثبتت جدواها.


حميد المالكي


كاتب عراقي

[email protected]