يقام بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية

بلدية الكويت تنشئ مرصد التنمية الحضرية

1 يناير 1970 03:31 م
توصلت بلدية الكويت وبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية إلى اتفاق يقضي باعداد خطة عمل لانشاء مرصد التنمية الحضرية للبلدية.
وقال المهندس احمد المنفوحي نائب مدير عام البلدية لقطاع التطوير والمعلومات ان «هذا التوجه انما يمثل خطوة جادة للاسهام في تنفيذ برنامج عمل الحكومة».
جاء ذلك خلال زيارة عمل قام بها المنفوحي على رأس وفد من بلدية الكويت ضم كلا من المهندس جمال الخشتي ومجدي مأمون حيث كان في استقبالهم رئيس مكتب برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية في الكويت الدكتور طارق الشيخ والمهندسة رقية الحسن خبيرة التنمية الحضرية بالمكتب بالاضافة إلى سارة الدويسان استشاري البرنامج الوطني للمكتب.
واشار المنفوحي إلى ان وزير الاشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية الدكتور فاضل صفر يحرص على ضرورة الاهتمام بقياس معدلات التنمية الحضرية والاداء البلدي من خلال مؤشرات تنموية معتمده دوليا حتى يسهل اجراء الدراسات والتحليلات لمعدلات التنمية في بلدية الكويت وعمل مقارنات عادلة للانجاز التنموي ودعم العمل البلدي بالمؤشرات والدراسات التحليلية ما يسهل على الدراسات الدولية عقد مقارنات متوازنة بين الكويت والمدن الاخرى حول العالم فيساهم في المتابعة العملية لمعدلات الانجاز لتنفيذ النطق السامي لصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا عالميا.
وتابع المنفوحي ان «المدن تأخذ حيويتها وبهاءها من سكانها ويعكس سكان المدينة بحويتهم فعالية ما تقدمه المدينة لهم ويؤثر بحياتهم من جميع نواحيها ولكي تقوم المدينة بخدمة سكانها بكفاءة وتوفير سبل العيش السهل والميسور لهم وبكافة المستويات لابد للقائمين عليها استكشاف ومعرفة الاحتياجات التنموية للساكنين واستباقها بوضع آليات وطرق مختلفة لعل ابرزها فعالية هو انشاء نظام مراقبة ورصد لما يدور فعليا في المدينة بمفهوم قياس الاداء او استكشاف الحاجات المستقبلية لسكان المدينة والسعي إلى توفيرها في خطة واقعية تعتمد الامكانات وتؤشر للتحديات.
من جانبه، قال الدكتور طارق الشيخ ان «انشاء مرصد حضري محلي هو خطوة عملية وفعالة لاعتماد الاسلوب العالمي الحديث والمعتمد دوليا لاستكشاف ورصد احتياجات المدينة والعمل على توفيرها وهذا من شأنه ان يوفر هذا المعلومات الاساسية حول كافة القطاعات التنموية في المدن كما يوفر آلية لقياس حسن الاداء ويستنبط مؤشرات تنموية بعضها نابع من واقع محلي ومختلف تسهم بشكل فاعل في تغيير او اصلاح السياسات التنموية الحضرية».
وثمن الدكتور الشيخ مبادرة بلدية الكويت وحماسة المهندس المنفوحي لانشاء المرصد والعمل الجاد السريع للاسهم في تنفيذ برنامج عمل الحكومة والذي تم اعداده بحرفية، مشيرا إلى ان برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية قد قام بانشاء المرصد الحضري العالمي في عام 1997 لانتاج المؤشرات الحضرية التي تتصل باجندة الموئل والتي تمثل الوثيقة السياسية الرئيسية المنبثقة عن مؤتمر الامم المتحدة عام 1996 للمستوطنات البشرية (الموئل II) في اسطنبول والتي اقرتها حكومة الكويت واشاد بأجندة الموئل التي تطرح دائما البيانات حول جوانب محددة في ميادين الاسكان والتنمية الاجتماعية ومحاربة الفقر وادارة البيئة والتنمية الاقتصادية والحكم الحضري.
وأشار الدكتور الشيخ الى ان وزراء بلديات دول مجلس التعاون الخليجي قد أقروا في اجتماعهم الاخير انشاء المراصد الحضرية بمدن دولهم بناء على تجربة المملكة العربية السعودية الناجحة متمثلة في مرصد المدينة المنورة.
وأوضح بأن «الهابيتات» ومن خلال ممارستها لدعم المراصد الحضرية تبين لها مدى محدودية البيانات والمعلومات المجمعة من المدن في سبيل تحديد المشاكل الحضرية بدقة لكي يتسنى اتخاذ قرار تنموي سليم يوظف الموارد المتاحة بكفاءة، وفي ظل الحاجة لإيجاد نظم مطورة «لتجميع وتحليل البيانات المحلية فقد شرع المرصد الحضري العالمي لبرنامج الأمم للمستوطنات البشرية في العمل مع البلدان والمدن لبناء قدرة» المراقبة الحضرية على مستوى المدن ومستوى الدول وقد ساعد البرنامج على انشاء 199 مرصدا حضريا على المستوى الوطني والمدن منها 9 في الدول العربية وعلى سبيل المثال لا الحصر مرصد المدينة المنورة في السعودية والذي حاز على جائزة شرف الأمم المتحدة للعام الحالي لتميزه ونشره الوعي وطنيا وإقليميا عن اهمية الرصد الحضري وقد وفر برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية التوجيه والارشاد للحكومات الوطنية والسلطات البلدية حول كل من منهجية القياس والتعريفات والمؤشرات والمتغيرات التي يتم استخدامها في عملية متابعة التنمية.
واتفق المنفوحي والشيخ ان من اهم المعوقات التي تواجه متخذي القرار البلدي ان كثيرا من المخططين وصانعي القرار يعملون في بيئة مجهولة نظرا لنقص المعلومات التفصيلية للخصائص الديموغرافية والاقتصادية والثقافية والطبيعية والبيئية في المدن وبالتالي يعملون على تخصيص الموارد لقضايا آنية والمشروعات العاجلة بدلا من الاستثمار في ايجاد التغيير المستمر على المدى الطويل ما ينتج عنه ضعف في تنفيذ الخطط الطموحة نتيجة لعدم وجود دراسات تحليلية واقعية للمقدرة التنفيذية للقطاعات المنوط بها تنفيذ الخطة.
وثمن المهندس المنفوحي دور برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في تعاون البناء مع بلدية الكويت وفي الوقت نفسه أبدى الدكتور الشيخ امتنان البرنامج للكويت شعبا وحكومة وخص بالشكر الشيخ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الدكتور محمد الصباح وقيادات وزارة الخارجية لوقوفهم القوي خلف المكتب وتوفيرهم كافة أوجه المساندة لضمان حسن قيامه بالانشطة الموكلة اليه على الصعيدين المحلي والاقليمي مبديا سعادته العميقة بتواجده بين إخوانه وأشقائه بمنظمة المدن العربية وتعاونهم اللامحدود كما ثمن جهود وزير الاشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية الدكتور فاضل صفر لاهتمامه بتوثيق التعاون مع المؤسسات الدولية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لتحقيق الاستفادة المرجوة لشعب الكويت من تواجدها على أراضيه.
ومن جانبها، سلطت خبيرة التنمية الحضرية ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية المهندسة رقية الحسن الضوء على خطة العمل المستقبلية في هذا الاتجاه وقالت بأنها «تتضمن البدء في إعداد مستندات مشروع التعاون مع البرنامج والشروط المرجعية لإنشاء المرصد وقيام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بإعداد دراسة المرصد الحضري السريع لمدينة الكويت لتحديد الحضرية ووضع المؤشرات ذات الأولوية بأسلوب تشاركي في إطار برنامج عمل الحكومة بالاضافة الى عقد ورشة عمل بالبلدية برعاية الدكتور فاضل صفر عن المراصد الحضرية لتعريف المهتمين بتجارب المرصد الحضري العالمي وتقديم امثلة لآلية إنشاء المراصد المحلية بالدول العربية مثل المملكة العربية السعودية، لبنان، وسورية ودورها في انتاج المؤشرات التي تساعد في خطة التنمية المحلية والتعاون مع بلدية الكويت لعقد ورشة عمل لعرض دراسة الرصد الحضري السريع لمدينة الكويت وإنشاء المرصد الحضري خلال المنتدى الحضري العالمي في مارس 2010 في مدينة ريو دي جنيرو في البرازيل.