نادين البدير / استئصال الأزمات

1 يناير 1970 11:19 ص
| نادين البدير |

دول افريقية عديدة لا تزال تجري عمليات ختان للمرأة بنسبة 90في المئة (وفقا لمنظمة الامم المتحدة) بما يؤدي إلى تشويه نفسي وجسدي وبرود جنسي للضحية.

القبائل الافريقية ترى ان مصدر انحراف الانثى هي المنطقة المتوسطة من الجسد التي تحمل الشهوة الجنسية، لذا قامت باستئصالها.

أما القبائل العربية فختانها مهين لكنه خجول بعض الشيء، يقع في قمة الجسد، حيث الشهوة الفكرية. حيث الاسئلة وحيث الجدل.

الختان الافريقي جريمته دموية تتم في لحظة الطفولة وتقضي على كل شيء أما ختان الرأس فتعذيب نفسي حياتي يحمل تمييزا ضد المرأة رغم مصادقة الانظمة العربية على اتفاقيات تحرم التمييز.

هدف الختانين العلوي والسفلي مشترك استئصال شهوتي الجسد والعقل. منع اللذة. منع الشهوة. حبس الدماغ. ودرء الانحراف.

ففيما يعتقد أن الختان السفلي يقضي على شهوة المرأة ومتعتها، يؤمن كثيرون بأن ختان الرأس سيمنع شهوة الرجل.

الافارقة كانوا اذكى انتزعوا العضو الذي لم يرق لهم. ومهما تناطح المرأة الافريقية وتصرخ ما حدث لها في صغرها فلن تتمكن ابدا من استعادة ما فقدته، أما ختان الرأس العربي فلا يؤمن تهديده، وبأي لحظة قد ترد فكرة حرقه.

واليوم صار لذلك الختان العلوي شأن كبير عربي واسلامي.

قضية يرتفع جدلها ليصل إلى درجة مرموقة فيناقشها سياسيون، رؤساء دول، وزراء، فنانون، واعضاء برلمانات.

في الكويت انتصرت الارادة السياسية ذات التوجه الانفتاحي لكن ارادة نائبات الامة كانت اساسا وركيزة لانتصار تلك الارادة السياسية.

بقي اولئك الذين يخشون على انفسهم من الفتنة واولئك الذين يفصلون الجنس عن العاطفة ويعتقدون ان رابطا واحدا يعيش المسافة بين جميع النساء والرجال هو رابط الجسد.

وسط خشيتهم من امرأة كاشفة سافرة وعدم قدرتهم على السيطرة على نزعاتهم، فالحل الافضل ان يتساوى الذكور والاناث في الطرق التي تهدئ من الانجذاب.

هكذا تجتث المشكلة وتنتهي أزمات كثيرة وجدلية المشاركة النسائية البرلمانية وخروج المرأة وسفورها والاختلاط والفصل والحب والجنس والاغواء.

الختان الافريقي يمنع شهوة المرأة والسيطرة الذكورية على عقل المرأة لن يمنعا الطرف الاهم في العلاقة، صاحب الشأن الذي يُخشى عليه (الرجل) من الانحراف.

ليتساو الرجال والنساء في اساليب العفة ولتنته العلاقة الطبيعية الجدلية المزعجة من جذورها... الحياة ستكون اجمل وابسط.





كاتبة وإعلامية سعودية

[email protected]