سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / القهوة

1 يناير 1970 04:35 ص
القهوة من المشروبات القديمة التي يعد لها إعداداً كبيراً قبل أن تصب للضيوف، وان التراث العربي مملوء بالمقطوعات الشعرية التي تتحدث عن القهوة وتروي أحاديثها، وأطلق الناس على الأماكن التي تقدم فيها القهوة اسم المقاهي، واتخذ كثير من المفكرين والفنانين مقاهي معينة للجلوس فيها، كذلك أصحاب المهن والحرف اتخذوا من بعض المقاهي مقاراً لهم وجميع المقاهي

تفتح في أوقات معينة ولها أوقات محددة للإغلاق إلى يومنا الحاضر، ففي بعض الدول تحدد أوقات لفتح المقاهي.

وفي الآونة الأخيرة اشتدت المناقشات وعظمت الحوارات عندما أصدرت اللجنة المشتركة من بلدية الكويت ووزارة الداخلية قراراً لتحديد أوقات فتح المقاهي المنتشرة على امتداد أراضي هذه الديرة الحبيبة نظراً لوجود بعض الممارسات غير اللائقة في بعض المقاهي فقامت الدنيا ولم تقعد.

منهم من قال إن هذا القانون هو تفعيل لقانون الأمانة العامة لمجلس الوزراء الصادر في عام 2007، والذي ينص على تسكير المحال التجارية في المناطق السكنية، ومنهم من يقول لا بد وأن تفتح المقاهي على مدار الساعة نظراً لأن بعض الموظفين يكون عملهم على نظام الورديات ولا بد أن يرتادوا المقاهي وقت انتهاء دوامهم.

ومنهم من قال إغلاق المقاهي هو تكميم للأفواه وآخرون يقولون انه تكبيل للحريات، والمتأمل عزيزي القارئ لهذه الآراء يمكن أن يستنبط بأن بعض الناس يحللون المواقف على ضوء ما يشتهون إنما بعض المقاهي اتخذت من التدخين غاية لها في الوقت الذي نرى التقارير الطبية تعج بالوبال العظيم والضرر المبين من آفات التدخين، والمقاهي أيضاً أماكن لتبديد أوقات الشباب والذين يدعون إلى عدم تحديد أوقات فتح المقاهي لا يريدون خيراً للشباب والموظفين الذين يواصلون الليل بالنهار وهم جالسون على هذه المقاهي حتى تتبدد صحتهم وانتاجهم الوظيفي وعطاؤهم العلمي.

آثار سيئة كثيرة تنتج عن استمرار مواصلة فتح المقاهي، إنما في تحديد أوقات فتحها خير في سكون الناس في بيوتها، واستقرار الرجال والنساء الذين يجوبون الشوارع ليلاً في بيوتهم ويخمد الدخان المنبعث من أدوات التدخين حتى تصفى رئة الناس وأرجاء البيئة المختلفة من انبعاث السموم الضارة.

ودعنا صديقي القارئ نقرأ ما قاله الأديب:

ففتش على قهوةٍ طعمةٍ

مهيلةٍ تنعش الأكبدي

فإن مات منا فقيد بها

فقل ذاك بالقهوة استفقدى





سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي