د. إبراهيم الهدبان / لماذا التشكيك في وطنية الآخرين؟

1 يناير 1970 06:28 ص
كتب الأخ محمد عبدالقادر الجاسم في موقعه خبراً مفاده اعتزام سمو رئيس مجلس الوزراء اسناد منصب مدير الجهاز المركزي للاحصاء للدكتور عبدالله سهر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت. إلى هنا ويبقى الخبر في مجال إعلام وإبلاغ القارئ بهكذا معلومة، إلا أن الأخ الفاضل استطرد مبيناً أن هذا المنصب حساس، ويتيح لشاغله الاطلاع على أسرار الأسر الكويتية، وبناء عليه فيتطلب هذا المنصب موافقة أمنية متعلقة بمن يشغله، وهنا خرج الأخ عبدالقادر من مجال الخبر إلى مجال الطعن والتشهير بالأخ المرشح، وكأنه يقول ان عبدالله سهر لا يمكن ائتمانه على أسرار الأسر الكويتية لسبب ما، وأنه لا يمتلك الضوء الأخضر أمنياً لشغل هذا المنصب. ونحن لن نرد على موضوع التشكيك في وطنية الرجل وولائه لأن عبدالله سهر كان يتظاهر معي ومع عشرات الكويتيين في مدينة دايتون في ولاية أوهايو في الأيام الأولى للغزو البغيض، وهذه المظاهرة مسجلة على كاميرات الفيديو دون أي خوف من انتقام الغزاة من أي كويتي يتحرك بشكل علني ضدهم. من جهة أخرى فإن مواقف الأخ عبدالله سهر في الجامعة ودفاعه المستميت عن حقوق أعضاء هيئة التدريس الكويتيين من السنة والشيعة، وعن حقوق الوافدين بغض النظر عن جنسياتهم، ووقوفه ليل نهار ضد الإدارة الجامعية متحملاً الأذى الذي قد يصيبه بسبب هذه المواقف تنفي عنه صفة التعصب الطائفي وتثبت عليه صفة الشجاعة الأدبية في مواجهة الظلم أياً كان مصدره.

أعتقد أن التشكيك في وطنية وولاء بعضنا البعض لن يعود بالنفع على وحدتنا الوطنية وعلى انتمائنا لهذا البلد المعطاء، وأن التحريض هو جريمة لن تزيد الوضع إلا سوءا لأن الموضوع سوف يصبح مع الوقت أشبه بمحاكم التفتيش في الأندلس، وسوف يفتت الوطن الواحد أكثر فأكثر.

 



د. إبراهيم الهدبان

أكاديمي كويتي

[email protected]