«الراي» وبطل العالم... في لقطة
1 يناير 1970
01:45 م
كان اللقاء قبل اربع سنوات. كان في الـ24 من العمر. شاب بريطاني طموح، هادئ، ملتزم بالمواعيد، انيق.
اللقاء دخل حيّز التأريخ من خلال عدسة كاميرا جمعت كاتب هذه السطور به غير ان الصورة افتقدت الى الاهمية في ذلك الحين وبقيت بالكاد مترنحة في هامش ذكرى عادية.
شركة هوندا وجهت الدعوة الى «الراي» في العام 2005 لحضور سباق جائزة البحرين الكبرى لسباقات سيارات فورمولا واحد.
وكان من البدهي ان يحظى كاتب هذه السطور بفرصة تبادل اطراف الحديث مع احد سائقَي فريق هوندا، البريطاني جنسون باتون، ومن ثم التقدم بطلب منه لالتقاط صورة... للتاريخ!
في الواقع، لم أطلب تلك الصورة الا حرصاً مني على «مجاملة» باتون واصحاب الدعوة ومن ثم السير في خطى زملاء آخرين تمادوا في تعظيم سائق عادي ظناً منهم انهم يعرفونه وهم لا يعرفون.
قبل سنتين، هدد باتون عالم فورمولا واحد بالاعتزال غير ان احداً لم يكترث. ولكن من هو باتون ليهدد خصوصا مع بزوغ نجم مواطنه لويس هاميلتون بطل العالم 2008؟
في العام الماضي، كاد باتون ان يخلع قفازيه والخوذة نهائيا بعد انسحاب هوندا من عالم الفئة الاولى غير ان الاقدار لعبت دورها الايجابي مع ابن الـ29 حولاً.
البريطاني روس براون يشتري فريق هوندا، يتعاقد مع شركة مرسيدس لتزويده بالمحركات، تنطلق بطولة العالم 2009 وتنتهي لتفرز تتويج باتون بلقب بطل العالم.
لا شك في ان باتون عاد من بعيد جداً جداً وهو يستحق الموقع الريادي الذي بات يشغله في مخيلة الرياضة الميكانيكية خصوصا ان انجازه الفريد جاء على حساب عملاقي الفئة الاولى: فيراري وماكلارين مرسيدس.
صحيح ان الانظمة التي ادخلت على البطولة مطلع 2009 وتلك التي حددت سقف ميزانيات الفرق ادت الى خلط اوراق الجميع غير ان باتون كان ذاك «الجوكر» الذي فرض نفسه امام اوراق اخرى مرميّة على طاولة التحدي.
لا اخفي انني بحثت كثيرا عن صورتي مع باتون بعيد تتويجه باللقب قبل ايام وخلت انني اضعتها الى الابد.
وعندما وجدتها، نفضت عنها غبار الاهمال وابتسمت قائلاً في سري:
آسف يا بطل، وشكراً على الشرف الذي منحتني ايّاه بالوقوف الى جانبك والتقاط صورة خِلتُها مجاملة مني... فباتت اليوم تواضعاً منك.
سهيل الحويك