ما نعرفه عن القواعد المرورية، أن أي مركبة تسير عكس السير تتم مخالفتها وفق القانون الذي يحكم الحركة المرورية، وعامة ما تكون نادرة في حال توافر الإرشادات المرورية السليمة في دولة تطبق القانون!
نبدأ بهذا المثال محاولة الربط بين سير خطة العمل الحكومية التنموية المطلوب تنفيذها وطبيعة حركة السير المرورية؟
مشاريع خطة العمل الحكومية أشبه بالمركبات المتأثرة حركتها بقائديها، فهل قادة مؤسسات
الدولة المختلفة على المستوى الاحترافي المطلوب؟
هذا هو السؤال المطروح ويجب على الحكومة الإجابة عنه لأن أجندة خطة العمل من الناحية النظرية واضحة المعالم (أشبه بالقانون المروري)، والترهل الذي تعاني منه أجهزة الدولة يشير إلى وجود قادة غير جاهزين إلى قيادة أطراف الخطة الحكومية المشاريع، (أشبه بالمركبات)، وبالتالي سنجد العراقيل في التنفيذ ما لم تتم إعادة تقييم شامل للقادة المسؤولين عن تطبيق خطة العمل الحكومية.
الظاهر من المعطيات أنه توجد أجندة تسير عكس تجاه السير، والمؤشرات واضحة في الخدمات التي تقدمها مؤسسات الدولة وانتقادات أعضاء مجلس الأمة حسب صفتهم الرقابية حيث انهم يشككون في قدرة الحكومة على تنفيذ خطة العمل الحكومية.
باعتقادي أن الكويت في حاجة إلى توفير أرضية مناسبة للعمل الاستراتيجي الذي يتطلب قادة متمكنين من الفكر الاستراتيجي، الذي تعتبر جزئيتي التنفيذ والمراقبة والمتابعة من أهم أطراف مثلث خطة العمل (خطة العمل، تنفيذ الخطة، مراقبة ومتابعة التنفيذ لمشاريع).
ولو نظرنا إلى الصحة، الأشغال، البلدية، التعليم، الإسكان، الاقتصاد، الكهرباء والماء، ومستواهم في البلد لتولد اليقين لدينا بأن التركيبة الحالية للقادة غير مؤهلة لتنفيذ خطة العمل الحكومية نظراً إلى المشاكل التي تعاني منها الدولة، ناهيك عن التسييس الذي يصاحب تلك القضايا عند مناقشتها!
نحن أمام معضلة حقيقية، فالخطة الطموحة التي عرضتها الحكومة جدية من الجانب النظري ولكنها تفتقد لأهميتها من الجانب العملي حينما نشاهد الأمثلة الحية، وعلى سبيل المثال مشروع الجامعة وتكلفته الخيالية، استاد جابر، مستشفى جابر، قضية محطة مشرف، وتدهور المستوى التعليمي، تدني الخدمات الصحية، وغيرها! هذه القضايا لم يحاسب المتسبب في تأخيرها وتراجع مستواها التشغيلي فكيف سيتم تنفيذ خطة العمل الحكومية إذا!
إنها أجندة عكس السير التي أشرنا إليها في بداية المقال ومن دون توافر قيادة سليمة فلن تجد الكويت الجهاز التنفيذي السبل الداعمة لتنفيذ خطة العمل الاستراتيجية ... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]