د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / سمو رئيس مجلس الوزراء واللجوء إلى القضاء

1 يناير 1970 04:59 م
الحمد لله أننا في بلد يلجأ فيه رئيس وزرائه إلى القضاء ليختصم إليه، ولو كنا في بلد آخر لبات زوار الليل أكثر من نجوم السماء أو حبات الرمال، وشخصياً أعتقد أن خطوة الشيخ ناصر المحمد في الاحتكام إلى القانون لإنصافه تحسب له لا ضده.

قد يخالفني بعض الناس، وليكن، فلا بأس من الخلاف، وقد يقول بعضهم انني حكومي، فأرد عليه بأن يراجع مقالاتي السابقة ليعرف رأيي الصريح في الحكومة الحالية وماذا كتبت بشأن بعض ممارساتها، ولكن في هذا الموضوع فأنا أقف في صف رئيس الوزراء، لأنها ممارسة ديموقراطية حسب نصوص الدستور، وإن كنت أعترض على تكليف المحامي عماد السيف بتسلم هذا الملف الحساس كونه كاتب رأي، ويا ليته اعتذر حتى يرفع عن نفسه الحرج أمام زملاء شارع الصحافة.

ولذا فأنا أختلف في هذا في الشأن مع الأستاذ أحمد الديين وغيره ممن طالبوا سمو رئيس الوزراء العدول عن هذه الخطوة، لأننا في بلد يحكمه القانون، وبصفته مواطناً قبل أن يكون رئيس مجلس الوزراء فإنه يحق له أن يدافع عن نفسه بشتى الصور القانونية، خصوصاً ضد من يتهمه بلا برهان.

لقد اختلف الكتاب بين مادح وقادح في أداء الحكومات الست للشيخ ناصر المحمد، ومازالوا وسيستمرون، وهي ظاهرة صحية طالما كانت وفق الأطر القانونية، وضمن حدود الأدب التي جبل عليها الشعب الكويتي، ولقد احتمل سمو رئيس الوزراء كثيرا من التجني والاتهامات الباطلة دون دليل سوى ما يدور في أذهان بعض المتوهمين، وقد تطاول بعض هذا النقد سياق الأداء ومسؤوليات المنصب الحكومي إلى شخصانية تشتم سطورها وفي طيات حروفها رائحة التشفي والانتقام وتصفية حسابات سياسية، تجاوز فيها بعضهم حدود اللياقة واللباقة.

هذه أول مرة أدافع فيها عن سمو الرئيس، ليس لشخصه وإن كان يستحق، فالجميع يقدره على المستوى الشخصي، خصومه قبل حلفائه، ولكني بصدد الدفاع عن مفهوم دولة المؤسسات، والتأكيد على ممارسة ديموقراطية، فشيء جميل أن يلجأ رئيس السلطة التنفيذية الذي بيده مقاليد الأمور إلى القضاء للفصل في منازعات شخصية، حتى لو كانت من باب التعبير وحرية الرأي، إلا إذا كان بعضهم لا يثق في القضاء، فهذا أمر آخر!

في الأفق

سمو رئيس مجلس الوزراء... شيء جميل تكريسكم مبدأ الفصل بين السلطات، والأجمل تمسككم بنصوص وروح الدستور في اختيار القوي الأمين على حقوق الأمة، فقد سئم الشعب من بعض وزرائك الذين يضعونك في حرج دائم، وأهل الكويت قالوها من قبل «الضرس ليمنه رقل من شلعته لابد»، ودمتم سالمين.





د.عبداللطيف الصريخ

مستشار في التنمية البشرية

[email protected]