د. حنان المطوع / يا مرحبا / المصدر الوحيد للدخل... ناضب!
1 يناير 1970
07:22 ص
يظل النفط في الكويت هو المصدر الرئيسي للدخل القومي وذلك بنسبة تصل إلى حوالي 95 في المئة من دخل الدولة، ولذلك نحن نتأثر بشكل مباشر بصعود أو هبوط أسعار النفط العالمية... وذلك منذ عقود، ولكن حتى الآن لم نجد من يدرس هذه المشكلة بشكل علمي وينفذ خططاً تخرجنا من هذا المأزق، حتى لا نظل تحت رحمة زيادة وانخفاض الأسعار العالمية. مع الأسف غاب التخطيط المستقبلي لبلدنا ولا ننظر إلاّ تحت أقدامنا.
لم يتم تناول مشكلة أنّ النفطَ مصدر شبه وحيد للدخل إلا في قليل من الخطب أثناء الندوات الانتخابية، وما إن ينجحَ المرشح حتى نجده ينسى هذه القضية التي لا يعلم عنها سوى القشور، ولم يكلف نفسه عناء متابعة ما كان يتحدث عنه في ندواته قبل الانتخابات. وتمر الأعوام ويقل مخزون الكويت من النفط وتصبح مهددة بانقطاع مصدر الدخل كل دقيقة أكثر من سابقتها، فالنفط ثروة ناضبة ولا نعلم متى بالضبط ستنضب لكن أكثَر المتفائلين يضعون حداً لنضوب النفط يُقدر بمئة عام، أما المتشائمون فيرجحون ألاّ تزيد المدة على 30 عاماً مقبلة، وقامت مجلة «ميد» المتخصصة بنشر تقارير سابقة عن هذا الموضوع ولكن لم نجد ردود أفعال تذكر تجاه هذا.
ما يجعلني أتحدث عن مستقبلنا الاقتصادي هو تلك التقارير التي نقرأها بين حين وآخر عن الأزمة المالية العالمية، وعن أنَّ دولا كثيرة بدأت في التعافي، بينما الكويت لم يظهر فيها أي بادرة تنبئ عن الانتعاش والتحسن الاقتصادي، ولربما يمتد الأمر لأعوام، هذا ونحن نمتلك النفط فما بالنا عندما لا يكون لدينا نفط؟! ولأننا مقبلون على دور انعقاد جديد في 27 أكتوبر الجاري فمن المفترض أن ننبه المواطنين أعضاء مجلس الأمة إلى أن مستقبل بلدهم في خطر وعليهم أن يضعوا هذا الموضوع في حساباتهم.
ما يجعل لدي بعض التفاؤل بخصوص المستقبل في الكويت هو أن لدينا ثروة كبيرة لم يتم الاهتمام بها حتى الآن نتيجة سوء التخطيط أو ربما انعدامه تماماً، وهذه الثروة التي لا تنضب أبداً ومتوافرة في الكويت بشكل جيد هذه الثروة المتمثلة في الطاقة الشمسية، فرغم أن هناك محاولات عالمية لخلق طاقة بديلة، متمثلة في الطاقة النووية وغيرها، إلا أن الطاقة الشمسية تظل هي الأبرز وهي الطاقة صديقة البيئة والسهلة المنال، وهذه الطاقة الموجودة لدينا لا تتوافر في معظم الدول الصناعية بالشكل المطلوب بينما تتوافر في دول أخرى غير صناعية أهمها الكويت.
لا أعلم ما حجم العمل الذي يقوم به المتخصصون في الطاقة الشمسية في الكويت هذا إن وجد! ولكنه بأي حال غير كاف وغير استثماري وغير مفيد حتى الآن وإلا لطالعتنا الصحف بالانجازات والنجاحات، ولذلك نريد من السلطتين أن ينتبها لهذا الأمر، وألاّ يهدأ بالهما إلا بعد أن يوفرا للأجيال القادمة ما يساعدهم على مواجهة الحياة في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة والتي ربما ستكون أصعب في المستقبل. أريد من السلطتين أن ينظرا إلى الدول الغربية التي تحاول بكل ما أوتيت من علم وإمكانات أن تخلق الطاقات البديلة من الرياح والشمس والماء. ألا يوجد عندنا هذه الطاقات مثلهم، ألسنا في حاجة إلى الطاقة مثلهم؟!
كان من الأجدر أن تقوم شركة نفط الكويت بالتخطيط لتنمية أبحاث الطاقة البديلة والعمل عليها أفضل من أن توجه كل طاقتها لإنتاج 4 مليون برميل نفط يوميا في 2020 حسب إستراتيجيتها المعلنة، فنحن الآن ننتج 2.8 مليون برميل تقريباً وهذا يكفي لسد احتياجاتنا، وما نبيعه اليوم بـ 60 دولارا ربما نبيعه غدا بمئة، لذلك علينا ألا نتعجل في استخراج وبيع النفط، ولكن ما علينا أن نتعجل فيه هو خلق الطاقات البديلة والمصادر الأخرى للدخل لتظل الكويت تنعم بخيرات الله، ويظل المواطن أفضل حالاً من مواطنين في دول أخرى انعدم فيها التخطيط في السابق فحصدوا سوء التخطيط وهو الفقر، والجهل، والمرض. ألا توافقوني في الرأي؟
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية