الكتاب أعدته ابنته أنيسة وتضمن مقالاته ومقابلات أجريت معه

قراءة / الشيخ سالم الحمود الجابر الصباح ... في ذاكرة التاريخ

1 يناير 1970 06:40 م
| كتب مدحت علام |
في ضمير الاوطان تسكن شخصيات اثرت وتأثرت بالحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية والعلمية، وظلت اسماؤها متوهجة محفورة في الاذهان بفضل ما قدمته من عطاءات وما بذلته من مجهودات، كما دافعها حب الوطن والاحساس بحضارته والانتماء لناسه، وإن من هذه الشخصيات التي ما زالت ذكراها باقية، المغفور له الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح، الذي شغل مناصب مهمة عبر تاريخ عطاءاته المتميزة، وكانت له رؤية وطنية وانسانية خالصة بفضل كتاباته الصحافية في الصحافة الكويتية.
وقامت ابنته الشيخة أنيسة سالم الحمود الجابر الصباح بإعداد كتاب قيّم عنوانه «في ذاكرة التاريخ»... الشيخ سالم الحمود المبارك الصباح يتحدث عن هذه الشخصية، من خلال سيرة ذاتية له مضمونها كتاباته الصحافية والردود التي وردت عن هذه الكتابات والمقابلات التي ترصد آراءه ومقترحاته بالاضافة الى فصل حول ذكرى وفاته -رحمه الله- وألبوم صور تضمن العديد من المحطات التي مرّ بها عبر نشاطاته الثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
وقالت معدة الكتاب في اهدائها: «أهدي هذه الكلمات المعطرة في حب الكويت لروح والدي الغالي -رحمه الله- ولكل من أحبه ورافقه من قريب او بعيد في حياته الزاهرة بالتجارب المفيدة لنا اهل الكويت والاجيال المقبلة... بصمة حب ووفاء للوطن».
وتشير السيرة الذاتية للفقيد الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الى انه من مواليد الكويت في 28 مارس من العام 1938 وولد في قصر بيان وتلقى تعليمه في مدارس الكويت في المدرسة الشرقية بنين، وانه من طلاب ثانوية الشويخ القسم الادبي، وفي عام 1961 التحق بالخدمة العسكرية، وتخرج برتبة ضابط في الجيش، وأثناء عمله انتسب الى جامعة بيبلهس في كاليفورنيا الاميركية وحصل فيها على الشهادة الجامعية عام 1984 وعُيّن مرافقا عسكريا لسمو امير البلاد رحمه الله الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح في عام 1961، ومع سمو امير البلاد رحمه الله الشيخ صباح السالم الصباح في عام 1965، وأخيرا مع سمو امير البلاد رحمه الله الشيخ جابر الاحمد الجابر المبارك الصباح، كما شغل منصب رئيس الحرس الاميري.
وقالت معدة الكتاب في تصديرها له: «تنتقل الكلمات ما يحتويه العقل من افكار مضيئة تنور لنا دربنا وترشدنا الى الطريق الصحيح، فكيف اذا كان هذا الفكر عاصر القديم والحديث وامتزجت عنده الثقافات العربية والغربية، أحب البحث عن العلم، أحب الناس، أحب الكويت... أقدم لكم هذا الكتاب الصغير في حجمه الكبير في محتواه من معلومات وأفكار احياء لذكرى انسان غالٍ علينا كلنا وفائدة اكبر لوطننا الكويت».
وتضمن الكتاب مقالات بقلم الراحل الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح -رحمه الله- في الصحف الكويتية ليشير في مقال عنوانه «مئة سنة وألف حسنة» الى ذكرى مرور مئة عام لتسلم الشيخ مبارك بن صباح بن جابر الصباح رحمه الله قيادة مؤسسة الكويت الحديثة في مايو 1896 ليقول: «ان حقوق هذا الرجل علينا كثيرة كل في مجاله الذي يقدر عليه من ذكرى له وتذكير لأعماله الجليلة ولكن تبقى الحقوق الكبيرة على من تسلم القيادة من بعده ابتداء من الحرص الشديد على ما خطه لهم من خطط لتدبير امور هذا البلد داخليا وخارجيا لتجنيبه المخاطر والكوارث التي يصنعها الانسان».
بينما قال في مقال عنوانه «الامن والامان والامين والحمد لله رب العالمين». «ان هذه الكلمات الثلاث: الامن والامان والامين المتقاربة في المعنى واللفظ والتركيبة اللغوية هي نعم كبيرة من الباري عز وجل، تستوجب الحمد والشكر»، وبالتالي فقد توصل من خلال هذه الكلمات الثلاث عبر هذه المقالة التي نشرت في «القبس» الى اسقاطات ثرية بالمعاني لبعض الامور المتعلقة بالوطن.
وفي مقالة موجزة وwمعبرة عنوانها «منكم وإليكم والسلام عليكم... التعصب» تحدث الشيخ سالم الحمود الجابر الصباح عن الانتخابات في الكويت في ذاك الوقت - ليقول: «ستجري في وطننا العزيز الكويت بعد حوالي الشهر الانتخابات التي يجريها اهله لاختيار من يمثلهم في مجلس الامة والديموقراطية في الكويت قديمة قدم هذا البلد فقد اختير صباح الاول بن جابر - اول حاكم للكويت - سنة 1756 من قبل اهل بلده في جو من المحبة والوئام والتآلف والديموقراطية راضين به غير مرغمين عليه حاكما لهم يأتمرون بأمره ويتشاورون معه في ما يهمهم من الامور الدينية والدنيوية التي فيها مصلحتهم ومصلحة بلدهم، واستمر هذا الاسلوب في اختيار الحكام الذين توالوا على حكم هذا البلد من بعده الى يومنا هذا».
وتحدث في مقال له عنوانه «الذكرى المئوية لرمز الوطنية عن تسلم الشيخ مبارك الصباح - طيب الله ثراه - قيادة الكويت في مايو من سنة 1896 ليقول: «لقد تسلم - رحمه الله - مقاليد الحكم في كويتنا العزيزة في اصعب الاوقات التي مرت عليها منذ تكوينها على يد جده صباح الاول عام 1756، بالاخطار المحدقة دوليا واقليميا تتوالى عليه طوال السنوات الخمس الاولى من حكمه ولكنه بتوفيق من الله جل وعلا وبعزيمة الرجال الاشداء وبمؤازرة الطيبين من اهل الكويت استطاع ان يتغلب على كل تلك الصعاب».
وخص تاريخ 17 مايو بمقال وهو التاريخ الذي تولى فيه ابو الكويت الشيخ مبارك بن صباح بن جابر «مبارك الكبير» مقاليد الحكم في الكويت، مشيرا الى افضال هذا الرجل على هذا البلد.
ثم اشار في مقال الى «رجالات ومواقف مختلفة عبر التاريخ»، متحدثا عن مبارك الكبير وما قدمه للكويت من عطاءات.
وفي الفصل الثاني من الكتاب جمعت معدة الكتاب بعض التعقيبات على مقالات الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح بأقلام بعض الكتاب ومنها تعقيب ورد من الكاتب احمد الديين عنوانه «الاصلاح والمبادرة المنتظرة» والذي قال فيه: «ان دعوة الاصلاح التي يطرحها افراد من اسرة الحكم توضح بالملموس ان هناك اجماعا وطنيا عاما حول ضرورة البدء في الاصلاح السياسي الذي لم يعد مطلبا معزولا تطرحه قوى المعارضة وحدها كما كان عليه الامر قبل سنوات».
وقال المحامي عماد السيف في مقال عنوانه «الأمانة»: «حديث الشيخ سالم الحمود الصباح لـ«القبس» قبل ايام حديث رائع وكبير وهو ليس بمستغرب ممن عاش قريبا وفي كنف مدرسة الشيخ عبدالله السالم الصباح صاحب مدرسة الدستور والديموقراطية».
وتحت عنوان «نعمة الديموقراطية» تحدث الكاتب الدكتور ناجي سعود الزيد عن مقابلة نشرت في جريدة «القبس» مع الشيخ سالم الحمود الجابر الصباح.
في ما كتب الكاتب عبدالمحسن يوسف جمال تحت عنوان «مازالت الكويت عزيزة برجالها» عن حديث الشيخ سالم الذي يكشف عن شخصيات مثقفة من الاسرة، «ثقافة سياسية عميقة وذات بعد شعبي وديموقراطي»، كما تحدث الكاتب سامي عبداللطيف النصف في مقال له بعنوان «سالم الحمود وحكمة الصامتين» عن شخصية سالم الحمود الهادئة وحديثه المستفيض عن الماضي والحاضر والمستقبل.
وفي فصل المقابلات تضمن الكتاب واحدة اجريت مع الشيخ سالم الحمود الجابر المبارك الصباح تحدث فيها عن البدون والبطالة والاسكان والمرأة وابناء الاسرة الحاكمة، ومقابلة اخرى قال فيها: «ليس من مصلحة الوطن ان يكون لدينا مجلس من البصامين والمدعومين»، وغيرها.
ثم تضمن الكتاب اخبارا ونعيا ومقالات وقصائد شعرية كتبت حزنا على وفاة هذه الشخصية المؤثرة في الحياة الكويتية بشكل عام وقالت أنيسة سالم الحمود الصباح في مقال نشر في «القبس» عنوانه «كلمات في حب الوطن»: «كان هاجس الكويت لا يغيب عنك يوما، تتابع اخبار الكويت من بعيد وقريب، وتبحث في الكتب عن الحقائق والمعلومات المتصلة بالكويت، تفكر وتناقش الصغير والكبير في كويت الماضي والحاضر والمستقبل».