صور من الحياة القديمة في جزيرة فيلكا

الزراعة... ونقل مياه الشرب / 3

1 يناير 1970 05:59 ص
| خالد سالم محمد |
تعد جزيرة «فيلكا» من الآثار التاريخية المهمة في الكويت القديمة، وان عصورا عديدة مرت عليها تشير إلى حضارتها، وما تميزت به قديما من ثقل حضاري وتجاري في الخليج العربي.
وسنبحر مع الباحث خالد سالم محمد عبر بعض فصول كتابه المهم «صور من الحياة القديمة في جزيرة فيلكا»، والذي تحدث فيه عن هذه الجزيرة التي هي من اهم جزر الكويت وتقع عند مدخل «الجون» في مواجهة العاصمة من جهة الشرق على بعد عشرين كيلو مترا، تحدها من الجهة الشمالية الغربية جزيرة «مسكان» ومن الجهة الجنوبية الشرقية جزيرة «عوهة»، طولها اثنا عشر كيلو مترا وعرضها في بعض الجهات ستة كيلومترات. على شكل مثلث مستطيل الاضلاع.
وعدد سكانها حسب احصائية عام 1980 «4844» نسمة منهم «2552» غير كويتي، وهي الجزيرة الكويتية الوحيدة الآهلة بالسكان وتعتبر ثاني جزر الكويت مساحة بعد جزيرة بوبيان.
وتقوم جزيرة فيلكا على سهل طيني ضحل المياه شكلته رواسب شط العرب، سطحها منبسط فيما عدا بعض التلال المتناثرة، اعلاها «تل شبيجة» في الجهة الجنوبية من الجزيرة، شواطئها رملية ناعمة، مناخها قاري بارد شتاء وحار صيفا، اما فصلا الربيع والخريف فالجو معتدل، هذا وتقل نسبة الغبار في هواء الجزيرة معظم السنة (1).
جزيرة فيلكا عريقة في القدم، وقد اكتشفت فيها آثار تعود إلى عصور ما قبل الميلاد خصوصا العصر الهلينستي «القرن الثالث ق. م.» والذي بلغت فيه فيلكا اوج ازدهارها.
وتنقسم فيلكا الآن من الناحية العمرانية إلى:
-1 فيلكا القديمة:
وتمثلها قرية «الزور» على الساحل الغربي وتمتد من منطقة «البلط» في شمالي الجزيرة وحتى آبار «الممزر» في جنوبها. وقد سكنها الأهالي حوالي عام 1773 بعد ان هجروا قراهم القديمة بسبب الاوبئة. ويمتاز ساحل الزور بطابعه القديم حيث المباني التي يعود تاريخ بناء بعضها إلى بداية هذا القرن.
-2 فيلكا الحديثة:
ويفصلها عن فيلكا القديمة في الوقت الحاضر شارع الميناء الذي يحاذي منطقة «الممزر» التي اشتهرت بآبار المياه العذبة والتي كانت السفن التجارية الكبيرة وسفن الغوص على اللؤلؤ تتزود منها بالمياه قبل سفرها.
وتمتاز فيلكا الحديثة بمبانيها العصرية، وفللها الجميلة وقد انتقلت اليها معظم مرافق الدولة.
وسكان جزيرة فيلكا هم شريحة من شرائح المجتمع الكويتي بعاداته وتقاليده واصالته، ولموقع الجزيرة وعزلتها في الماضي بعض الاثر في حياتهم الاجتماعية والمعيشية خصوصا مجتمع ما قبل النفط.

اشتهرت جزيرة فيلكا كما قلنا منذ القدم بخصوبة اراضيها وكثرة مزارعها وبساتينها، فقد كانت الاراضي المحيطة بالبيوت وتلك المنتشرة قرب تلالها ومنخفضاتها تزرع على مدار السنة، وتنتج كميات وافرة من القمح والشعير والذرة والطماطم والبطيخ وغيرها من مختلف انواع الخضراوات، فكانت الاراضي على امتداد البصر تكسوها الخضرة والسنابل، وعندما يأتي موسم الحصاد يكوم القمح بعد درسه في اماكن خاصة من اراضي الجزيرة خصوصا في منطقة «البيادر» وقد ذكر الزراعة كل الرحالين والمؤرخين الذين مروا بالجزيرة منذ بداية القرن الماضي.
قال «فيلكس جونز» عندما زار الجزيرة عام 1839 - ان الاهالي يستنبتون البصل والبطيخ وكميات من القمح.
وقل «لوريمر» عام 1904 - ويزرع في الجزيرة القمح والشعير في الممرات الطينية، ويقال انه يجمع من القمح سنويا من الجزيرة ما يصل إلى 6000 رطل كما يبلغ الانتاج الكلي للحبوب حوالي ثلاثين طنا سنويا، وتبذر المحاصيل في اكتوبر وتحصد في ابريل، كما يزرع هنا إلى جانب القمح البرسيم الحجازي وبعض الخضراوات العادية كالبصل والجزر والفجل.
زراعة الجزر
ابرز المنتوجات الزراعية بعد القمح كانت زراعة الجزر، فقد اشتهرت الجزيرة بانتاج نوع خاص منه امتاز بحلاوة طعمه ولونه الوردي الجذاب، وكانت سفن الاهالي تصدر منه إلى مدينة الكويت كميات كبيرة، حيث هناك تجار يتسلمونه منهم ويعرضونه في سوق الخضار، حيث ينادي عليه «جزر فيلجه» وذلك لرغبة الناس في شرائه.
كما اشتهرت الجزيرة بانتاج نوع خاص من الخيار الكبير يطلقون عليه «طروح» وكان الباعة المتجولون من الذين يملكون او يعملون في المزارع ينادون على بضاعتهم هذه وهم يجوبون ازقة الجزيرة صباحا ومساء.
الركايات «البساتين»
هناك مزارع خاصة اشتهرت بانتاج كميات وفيرة من مختلف انواع الخضار وبعض الفواكه، ويطلق على هذه المزارع اسم «ركايات» جمع «ركاية» اي مزرعة وتحاط هذه «الركايات» عادة بسور من القصب او الخوص لحماية الزرع من عبث الحيوانات. كما ان كل «ركاية» تشتمل على بئر للماء العذب يسقي ارضها بواسطة جداول متشبعة.
وحتى منتصف الستينات كانت توجد واحدة من هذه «الركايات» ونظرا لملوحة المياه وانصراف الناس للعمل في الوزارات الحكومية اهملت الزراعة وحبذا لو ان الحكومة الرشيدة وهي الآن بصدد تنظيم الجزيرة وتشجيرها تعمل على احياء المزارع القديمة، حيث ان تربة الجزيرة صالحة جدا ومنتجة اذا ما توفر لها الماء والعناية والخبرة.
اشجار النخيل والسدر
كانت الجزيرة وإلى عهد قريب تغص ببساتين النخيل والسدر والاثل، ومعظم بيوت الاهالي ملحق بها احواش يزرع فيها هذا النوع من الاشجار ويطلق عليها اسم «بكش» ومفردها «بكشة» وهي كلمة محرفة عن لفظة «باهجة» التركية ومعناها الحديقة وباهجة اصلها من كلمة بهجة العربية.
واشجار النخيل والسدر هي الاشجار التي تنمو بكثرة في هذه «البكش» المنتشرة في جميع انحاء الجزيرة، بالاضافة إلى مناطق اخرى داخل بر الجزيرة مثل الصباحية والقرينية والراس وسعيدة وغالب نخيل الجزيرة من النوع الصغير وتكاد لا تتعدى النخلة اكثر من قامة الانسان، الا ان هناك مناطق تنمو فيها اشجار النخيل الباسقة مثل الصباحية، والبلح الذي تنتجه هذه النخيل صغير الحجم حلو الطعم. ام اشجار السدر فكانت تنمو بكثرة في البيوت، ويكاد لا يخلو بيت من سدرة او نخلة، وبعض انوع السدر ينتج ثمرا من دون نواة، وثمر السدر هو النبق ويطلق عليه الاهالي «كنار» يجنى منه سنويا كمية كبيرة ويصدر احيانا إلى اسواق الكويت.
اما الاماكن التي كانت تنمو فيها هذه الاشجار بكثرة فهي:
-1 منطقة سعيدة
وتقع في اقصى الشمال الغربي من الجزيرة ويروي كبار السن من اهالي الجزيرة انهم شاهدوا اعدادا كثيرة من اشجار النخيل في هذه المنطقة، بالاضافة إلى اعداد اخرى من آبار المياه العذبة. وكان آخرها «جليب بوقبعة».
-2 منطقة الصباحية
اشتهرت هذه المنطقة منذ القدم بكثرة نخيلها الباسق، حتى ان السفن التجارية التي كانت تتجه إلى الجزيرة تستدل عليها من مشاهدتها لهذه النخيل. وحتى بداية هذا القرن كانت هناك حوالي مئة نخلة في هذه المنطقة.
-3 منطقة القرينية
كانت إلى عهد قريب منطقة زراعية تكثر فيها الاشجار المختلفة، وتنتج الخضراوات والفواكه التي تستهلكها الجزيرة، ولا تزال بعض اشجارها باقية إلى اليوم، تشهد بانها كانت في يوم من الايام قلب الجزيرة النابض.
-4 بكشة جابر الصباح
كان يطلق عليها الاهالي «بكشة الحساوي» لانه استثمرها في بعض السنين شخص من الاحساء فعرفت باسمه. اشتهرت بكثرة اشجار النخيل والسدر والاثل وانواع اخرى من مختلف الاشجار وتقع بالقرب منها منطقة «العوينة» التي اشتهرت بالماء العذب الزلال وقد كان اسمها يتردد في بعض الاغاني الكويتية القديمة التي يؤديها المطرب محمود الكويتي، واعتقد ان كلمات والحان هذه الاغاني تعود إلى مطرب الجزيرة وموسيقارها الاول «ابراهيم بن يعقوب» الذي اخذ الطرب عن مطرب الكويت المشهور عبدالله الفرج. وقد تتلمذ عليه كل من المطربين يوسف البكر وعبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي، وعمر حتى جاوز التسعين وتوفي في جزيرة فيلكا.
وهناك اماكن اخرى كانت تنمو فيها هذه الاشجار، بكثرة مثل «بكشة البناي» و«بكشة علي بن حمد»، بالاضافة إلى اماكن اخرى اكثرها ملحق بالمزارع والبيوت في شمال الجزيرة وجنوبها.
أشهر أعشاب الجزيرة
تنبت في اجزاء كبيرة من اراضي جزيرة فيلكا اعشاب مختلفة الاشكال والانواع، خصوصا في برها الواسع، ففي موسم الربيع كانت الاجزاء الخالية من الاراضي الواقعة بين بيوت الاهالي تنبت فيها انواع مختلفة من الاعشاب، مثل «التولة» الخبيز و«الملبو» واصابع العروس والحو والسعد وخليو بوغنام والخبزان واذون الفار العاكول والعنصلان والدعاع والبسباس. وانواع اخرى كثيرة جدا من النباتات البرية.
وبأنواع من الاعشاب القصيرة والطويلة والشوكية وغير الشوكية، بالاضافة إلى اصطباغه باعداد هائلة من الورود البرية المختلفة الألوان والاشكال.
وقد كنا نذهب بصحبة الاهل والجيران إلى البر ايام الجمع، حيث نلهو ونلعب بين الاعشاب خصوصا تلك التي يؤكل بعضها مثل «الجمبزان» وهو نبات بري ذو ورق عريض قليلا وله عرق مغروس في الارض يشبه الفجل، وايضا نبات «اصابع العروس» وهو نبات له زوائد رقيقة بشبه اصابع اليد، بالاضافة إلى نبات «الحو» ذي الزائدة المشرشرة، فكنا نجمع منه كمية كبيرة نعود بها إلى البيت. وهناك نبات «البسباس» وهو نبات بري ذو رائحة عطرة ومذاق طيب، وينبت بكثرة في اماكن بعيدة من بر الجزيرة، مثل «الراس» و«الصباحية»، ونبات «الدعاع» الذي ينمو بكثرة ايضا في اجزاء عديدة من ارض الجزيرة، وهو نبات معروف يؤكل.
كما ان هناك نباتا بريا رقيقا له ورود صفراء رائحته طيبة يسمونه «خليو بوغنام» كنا نجمع ورده الاصفر الناعم ونخلطه بالتمر ونأكله. وكان الصغار يرددون وهم يقطفون ورده «خليو بوغنام وين ايولي وين ينام» وكذلك نبات السعد ذو الرائحة العطرة وينمو بكثرة في المطينة الشمالية قرب بكشة «علي بن حمد» وهذا النبات يستعمل بالاضافة إلى انواع اخرى من نباتات الجزيرة كدواء لبعض الامراض كما ينمو في ارض الجزيرة ايضا «الفقع» خصوصا النوع الذي يسمى «الزبيدي» وتجلب منه قديما كميات كبيرة.
ومعظم اراضي الجزيرة قديما مخصصة لزراعة القمح والشعير والذرة والبرسيم، فقد كانت تنتج من القمح اكثر من حاجتها، حيث يقوم الناس بخزنه في البيوت.
وكان اقتلاع العشب من الارض او حشه وتخزينه في البيوت ممنوعا منعا باتا، وكل من كان يضبط وهو يقوم بهذا العمل، يتعرض للضرب والحبس من قبل أمير الجزيرة.
موسم الأمطار
كانت كمية الامطار التي تهطل على الجزيرة قديما غزيرة، بحيث تظل احيانا مدة اسبوع كامل، مما يجعل اراضيها تتحول إلى مستنقعات. وكثيرا ما ستيقظ الاهالي بعد منتصف الليل ليجدوا بيوتهم قد تحولت إلى بحيرات اصطناعية بعد ان غمرتها المياه، مما يدفعهم جميعا إلى التعاون لتسريب هذه المياه خارج المنزل بايجاد مسلك يؤدي بها إلى البحر.
وكان البعض يصعد إلى اسطح المنازل اثناء تساقط المطر، لكي يضع بعض الطين يسد به المكان الذي يتسرب منه الماء إلى داخل الغرف.
وفي الصباح يجدون ان مياه الامطار التي تساقطت طوال الليل قد ملأت السكك والازقة و«البرايح» القريبة من البيوت. بحيث لا يجد المرء مكانا يابسا يضع فيه قدمه.
وكنا نذهب إلى «المطينة» بعد الظهر لكي نتفرج على الماء الذي يندفع اليها بقوة من «القلة» والبيادر عبر منطقة «الخارور» حيث تتجمع كمية المياه المنحدرة من مرتفعات الجزيرة إلى «المطاين» التي تمتلئ عن آخرها بالمياه ونقف بالقرب من منطقة «الخارور» نتفرج على هذه المياه وهي تتدفق بقوة على شكل شلالات محدثة صوتا عاليا وكان الاهالي يتجمعون في هذا المكان بعد كل مرة ينزل فيها مطر غزير، وكنا نشاهد «سدرة المطينة» التي كانت قائمة عند مدخل المطينة تغمرها المياه، وتظل المطينة ممتلئة بمياه الامطار حتى حلول فصل الصيف.
وموسم سقوط الامطار يحمل معه للأولاد ألعاباً مختلفة. مثل لعبتي «الشكوك» و«الكشاطي». كما كان بعض الأطفال والصبيان يذهبون عند سقوط المطر إلى جذوع اشجار النخيل لجمع مادة صمغية تفرزها جذوعها بعد سقوط المطر مباشرة. يطلق عليها اسم «شريص».
نقل مياه الشرب إلى البيوت
توجد في اراضي جزيرة فيلكا اعداد كبيرة من آبار المياه العذبة، اذ ان ارضها مشبعة بالمياه، وذلك كما يقال بسبب الفلج الذي كان في وسطها وجف مع الأيام وتشبعت ارضها بمياهه. فحتى إلى ما قبل نهاية الخمسينات كان بمجرد ان يحفر في الأرض إلى مسافة قريبة تجد الماء العذب يتفجر بين يديك.
اما اهم آبار المياه العذبة في الجزيرة فكانت تقع في منطقة «المطاين» وبخاصة المطينة الجنوبية. ولقربها من بيوت الأهالي فقد كانت النسوة ينقلن منها المياه إلى بيوتهن، وقديماً كانت المياه متوافرة في الآبار الموجودة في «المطينة» لذلك لا تحتاج النسوة إلى الذهاب لجلب المياه مرات عدة في اليوم، اذ يكفيهن دربان أو ثلاثة، ولكن مع مرور الزمن بدأت مياه هذه الآبار تتغير بعد اسبوع من حفرها لذلك يحتاج إلى حفر آبار جديدة. وغالباً ما تكون مياه الآبار الجديدة قليلة، لذلك فعلى المرأة ان تنتظر فترة طويلة لكي تملأ وعاءها أو جرتها، ما جعل النسوة يتزاحمن على البئر واصبح ملء الجرار بالمناوبة. فكنت تجد عدداً كبيراً منهن يجلسن بالقرب من البئر بانتظار ان يملأن جرارهن. وكن يذهبن في مجموعات إلى المطينة لجلب الماء من آبارها، ففي كل حي يجتمع عدد من النسوة ويحددن وقتاً مناسباً للذهاب إلى المطينة، وغالباً ما يكون هذا الوقت في الصباح الباكر وقبل ارتفاع حرارة الشمس وايضاً بعد صلاة العصر. ويحملن على رؤوسهن آنية من الفخار يطلق عليها اسم «الكلاو» ثم بدأن بعد ذلك باستعمال الصفائح الحديدية «القواطي» الكبيرة. فكانت الواحدة منهن تتفنن في حمل «الكلاو» أو «القوطي» فوق رأسها فتضعه بشكل مائل على احد جوانب الرأس وتضع تحته لفة من الخرق تسمى «الكرينك» لكي تسنده وتثبته على رأسها فلا يقع.
وعند مرور النسوة بالقرب منا كنا نسمع صوت الماء يضرب جوانب الصفائح وهي محمولة فوق رؤوسهن ومائلة إلى احد جوانب الرأس، فتتعجب كيف لا تسقط، وهن سائرات يحثثن الخطى ويتبادلن الاحاديث في ما بينهن، وكان المنظر يتجدد امامنا عدة مرات في اليوم فقد كان وقتها منظراً مألوفاً.
وفي بداية الخمسينات اصبحت معظم آبار المطينة غير صالحة للشرب، ففكر الأهالي في الانتقال إلى منطقة اخرى لجلب المياه منها، وكانت هناك آبار مياه عذبة في جنوب الجزيرة وتبعد عن بيوت الأهالي ثلاثة كيلومترات تقريباً وهذه المنطقة هي سعد وسعيد - والتي تقع بالقرب منها آبار عرفت باسم «جريان».
وكانت مخصصة لأفراد من قبيلة «العوازم» يضعون فيها «حضور» لصيد السمك، وقد حفر هذه الآبار شخص من هؤلاء اسمه «جريان» فأصبحت الآبار تعرف باسمه.
وكانت مياه آبار جريان عذبة، ولكن لبعدها عن بيوت الأهالي كانت النسوة يذهبن اليها في الصباح الباكر بعد صلاة الصبح مباشرة لكي يستطعن ان يجلبن دربين أو ثلاثة قبل ارتفاع حرارة الشمس ومع بدء جلب المياه العذبة من منطقة «جريان» صار بعض الأهالي ينقلونها على الدواب ويبيعونها إلى البيوت لقاء سعر معين.
وبعد ذلك توسع نقل المياه إلى البيوت بواسطة العربات التي تجرها الدواب وكان كل من يملك دابة يذهب لجلب المياه على ظهرها من تلك الآبار البعيدة. وقد كانت هناك كلمات تردد اثناء نقل المياه من آبار جريان وهي «درب جريان انلزم ويلي ويلاه».