فوائد من قصة يوسف الصدَّيق

1 يناير 1970 09:47 م
تعتبر قصة نبي الله يوسف عليه السلام من احسن القصص القرآني، ولكثرة ما فيها من عبر ودروس وعظات فقد استنبط الامام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - منها مئة فائدة جمعها الاستاذ الدكتور وليد بن محمد بن عبدالله العلي استاذ العقيدة في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية جامعة الكويت في كتاب اسماه «الروض الانيق في الفوائد المستنبطة من قصة يوسف الصديق».
وقد قسمه إلى اجزاء يشتمل كل جزء على فائدة او اكثر وسنقوم بعرضها تباعا طوال شهر رمضان المبارك ليستفيد بها اكبر قدر من القراء الاعزاء.


«الجزء الثامن والعشرون»

الفائدة السابعة والتسعون:
كان العباس قد خرج قبل فتح مكة بأهله وعياله مسلما مهاجرا، فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة، وقيل: فوق ذلك، وكان ممن لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في الطريق ابن عمه ابو سفيان بن الحارث وعبدالله بن ابي امية، لقياه بالأبواء، وهما ابن عمه وابن عمته، فاعرض عنهما: لما كان يلقاه منهما من شدة الأذى والهجو، فقالت له ام سلمة: لا يكن ابن عمك وابن عمتك اشقى الناس بك، وقال علي لابي سفيان - فيما حكاه ابو عمر -: (انت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال اخوة يوسف ليوسف: (تالله لقد ءاثرك الله علينا وان كنا لخاطئين)، فإنه لايرضى ان يكون احد أحسن منه قولا. ففعل ذلك ابو سفيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين)، فأنشده ابو سفيان ابياتا: منها:
لعمرك إني حين احمل راية
لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكالمدلج الحيران أظلم ليله
فهذا اواني حين أهدى فاهتدي
هداني هاد غير نفسي ودلني
على الله من طردت كل مطرد
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: انت طردتني كل مطرد، وحسن اسلمه بعد ذلك، ويقال: انه ما رفع رأسه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اسلم حياء منه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه، وشهد له بالجنة، وقال ارجو ان يكون خلفا من حمزة، ولما حضرته الوفاة قال: لا تبكوا عليَّ فوالله ما نطقت بخطيئة منذ اسلمت (زاد المعاد3/400 - 401).
الفائدة الثامنة والتسعون:
- فتح النبي صلى الله عليه وسلم باب الكعبة وقريش قد ملأت المسجد صفوفا ينتظرون ماذا يصنع فأخذ بعضادتي الباب وهم تحته فقال: لا إله إلا الله وحده ولاشريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده، الا كل مأثرة او مال او دم فهو تحت قدميَّ هاتين، إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، إلا وقتل الخطأ شبه العمد السوط والعصا: ففيه الدية مغلظة، مئة من الابل، اربعون منها في بطونها أولادها. يامعشر قريش ان الله قد اذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من ادم، وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)، ثم قال: يا معشر قريش ما ترون اني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، اخ كريم وابن اخ كريم، قال فإني اقول لكم كما قال يوسف لاخوته (لا تثريب عليكم اليوم)، اذهبوا فأنتم الطلقاء (زاد المعاد 3/407 - 408).
الفوائد المستنطبة من قول الله تعالى: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه ابي يأت بصيرا واتوني بأهلكم اجمعين) (الاية 93).
الفائدة التاسعة والتسعون:
(اذهبوا بقميصي): قال الامام احمد شمّ ريحه من مسيرة سبعة أيام (بدائع الفوائد 3/100).
الفائدة المئة:
- اقبال الليل عند المحبين: كقميص يوسف في اجفان يعقوب (بدائع الفوائد 3/185).
الفائدة الحادية بعد المئة:
الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: (ولما فصلت العير قال ابوهم اني لأجد ريح يوسف لولا ان تفندون) (الاية 94).
- تمر بالمتهجدين سيارة النجوم، فيبعثون مع كل فيج (الجماعة من الناس) رسالة، فتسلم اخباره الجواب الى ركب السحر، فتهب لمجيئها رياح الاسحار، فيقول المنتظر: (اني لاجد ريح يوسف) (بدائع الفوائد 3/204).
الفائدة الثانية بعد المئة:
الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: (فلما ان جاء البشير ألقه على وجهه فارتد بصيرا قال ألم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون) (الاية 96).
- اذا كان التسبيب: حسن ادخال (أن) بعدها زائدة: اشعارا بمعنى المفعول من اجله، وان لم يكن مفعولا من أجله، نحو قوله (فلما جاءت رسلنا لوطا)، و(فلما أن جاء البشير) ونحوه، واذا كان التعقيب مجردا من التسبيب، لم يحسن زيادة (أن) بعدها، وتأمله في القرآن الكريم (بدائع الفوائد 1/84).
الفائدة الثالثة بعد المئة:
الفائدة المستنبطة من قول الله تعالى: (قال سوف استغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) (الآية 98).
- آخر دعاءه إلى السحر (بدائع الفوائد 3/97).