إعداد: نجاح كرم
بيروت - من محمد حسن حجازي
أربعة أفلام وجدنا فيها باباً يفتح على سينما مصرية جديدة ومتميزة بالامكان الاعتماد عليها لحقبة جديدة متميزة، ومغايرة لكل ما عرفناه في العامين الماضيين من اشرطة متعبة.
ميكانو
لمحمود كامل، عن نص لوائل حمدي مع نور اللبنانية وأول حضور سينمائي للسوري تيم حسن، والمصري خالد الصاوي. ثلاثي خدم الفيلم كثيراً.
جمال نور كان مقدمة لدور جيد قدمته هنا وهو اميرة التي يدفعها فضولها واعجابها بوسامة خالد (تيم) الى الاهتمام به والتقرب منه لمعرفة كيف يفكر وما هي طبيعة مرضه الذي اضطر معه لاستئصال ورم من رأسه وزنه كيلو ونصف الكيلو، وهو حالياً يبدو عادياً كمظهر، لكنه في الواقع ينسى فوراً كل ما يراه، وهو سبب دفع اميرة لكي تعرف حقيقة وضعه بالكامل في وقت كان شقيقه وليد (الصاوي) يستغله في موضوع رسم هندسي لمشروع كبير يعملان معاً للفوز بالمناقصة وربح مبلغ من خلاله.
لكن زوج اميرة السابق (خالد محمود) اراد الانتقام منها بكشف وضعه العقلي في تقرير اوصله الى الجهة الراعية للمشروع فاستبعد مشروعه بالكامل وطرد وليد من عمله وتصورا معاً ان الفاعل هو اميرة، قبل ان تنكشف الحقيقة لاحقاً.
نوبة اضافية يصاب بها خالد يخرج منها في جو النسيان نفسه، فهو رأى اميرة ولم يعرفها، لكنها اصرت رغم كل شيء على المتابعة معه في اعادة شرح لكل التفاصيل عنهما.
تامر كروان يصاحب المشاهد بموسيقى نبيلة جاذبة.
احكي يا شهرزاد
ليسري نصرالله عن نص لوحيد حامد أُريد منه اظهار مدى الغبن الذي يلحق بالنساء من الرجال، حيث يقدم نماذج طالها الاذى من خلال ثلاث محطات، تطل جميعها من خلال برنامج تقدمه مذيعة (منى ذكي) فاهمة وواعية لكل القضايا الاجتماعية التي تؤرق الحياة بين الزوجين عموماً.
الحالة الاولى عن عامل عادي في احد المخازن يرصد منزلاً فيه ثلاث فتيات عازبات، فيوقع بهن واحدة واحدة، وعندما تكشف امره الاخت الكبرى تستدرجه الى المخزن وتضربه برفش ثم تحرق المكان بكامله.
الثانية تتناول طبيبة (المغربية سناء عكرود) يحبها رجل اعمال وسيم (محمود حميدة) ويظل يطوعها حتى يسقط كل دفاعاتها وتقبل معه بعلاقة قبل الزواج واذا بها تبلغه انها حامل فيبلغها انها خانته فهو رجل عاقر لا ينجب لذا فهو يطالبها بعطل وضرر وثمن لسكوته على فضيحتها. وتحاول بأكثر من طريقة ايهامه بقوتها لكنها فوجئت مرة بوجود اسمه بين اعضاء الحكومة المصرية الجديدة، بما يعني انها لن تستطيع الفوز بشيء منه او معه.
الثالثة تكون المذيعة نفسها هي المستهدفة فهي متزوجة حديثاً، ويعمل عريسها صحفياً، حيث نلحظ انه يتقدم سريعاً في مهنته ويحوز اكثر من تهنئة وظيفية، لكن يطلب منه اقناع زوجته بالكف عن تناول القضايا الحساسة، وحين تحدث اليها نهرته ورفضت تدخله في شؤونها المهنية، فاعتبرها معرقلة لتقدمه الوظيفي وتشاجر معها فضربها وضربته وتركها غارقة في دمها.
وتظهر المذيعة امام الكاميرا وهي متورمة الوجه وتقول وهي مبتسمة ما الذي حل بها وجعلها على هذا الشكل.
طبعاً الرجل يضرب على رأسه هنا، فهو الظالم والسلبي والسيئ.
إبراهيم الأبيض
- هو الفيلم الروائي الطويل الثاني لمروان حامد عن نص لعباس ابو الحسن وفيه كم لا يصدق من الدماء، يفوق ما اهرقه اوليفر ستون مع فيلمه «ولدوا قتلة»، لكن بطل الشريط احمد السقا اشار الى ان العمل ينقل الحال الواقعية في مناطق العشوائيات في مصر، ويقول حامد: «لقد انتقد البعض كثرة الدماء مما اخافهم من ان العنف حاضر عندنا الى هذه الدرجة، والحقيقة اننا انما نعرض الواقع بصراحة من اجل ان نلفت انتباه الجميع خصوصاً السلطات الى حقيقة ما يجري في هذه الاماكن».
السقا يتابع رسم صورة الأكشن المميز في كل ما يقدمه، فهو هاوٍ للمطاردات والمصادمات والحركة ويرفض بديلاً عنه يقوم باللقطات الصعبة والخطيرة، فهو يرى بأم عينيه طفلاً مصرع والده امامه على يد متنفذين في المنطقة وعندما يكبر لا يترك امراً سلبياً الا ويعتمده لفرض حضوره وقوته.
بالمقابل يكون معه رفيق مخلص حيناً وخائن وقت العاطفة النسائية ويجسد الدور عمرو واكد، بينما الدور الجميل يقدمه محمود عبد العزيز، ويبدو اقرب الى العراب، وهنا يعوض عما اصابه من «ليلة البيبي دول» سابقاً.
تشارك هند صبري في البطولة ويظل لها ثقل نوعي اينما حلت فكيف حين تشارك السقا عملاً، وكانا اجتمعا قبلاً في «الجزيرة» لشريف عرفة.
الاجدى اسم «ابراهيم الابيض» للفيلم المتين في كل نواحيه.
الفرح
- لسامح عبد العزيز وقد احببنا فكرة الفيلم جداً (احمد عبدالله) والتي تتمحور حول فرح اصطناعي لجمع بعض المال لصاحبه (خالد الصاوي) الذي يريد تحصيل المال لشراء ميكروباص يعينه في اعالة عائلته.
ويدخل على الخط سيد التنظيم الدقيق (محمود الجندي) ومطرب الفرح (صلاح عبدالله) وعريف العرس (ماجد الكدواني) ليحصل ما لم يحسب حسابه احد لقد توفيت والدة صاحب الفرح، ولأن كل شيء معد ومرتب تم اقناعه بأن يتواصل الفرح طبيعياً وتأجيل اعلان الوفاة قليلاً ريثما ينجز الفرح ويتم جمع المال.
الفيلم يطرح وجهتي نظر، اولى تقضي بالتأجيل ويواجه الجميع مواقف صعبة وحالات طلاق بالجملة، والثانية انه اكتفى بالمال الذي تم تحصيله وكرم والدته، ودفنها وحافظ على عائلته خصوصاً زوجته التي احترمته كثيراً على خياره هذا.
ايضاً هذا جانب من حياة العشوائيات في مصر التي لفتت انظار السينمائيين فرصدوا تفاصيل ما فيها.
إعداد: نجاح كرم
[email protected]