أشقاء... من الطفولة إلى الشهرة

فريد وأسمهان الأطرش... إبداع على إيقاع الأوجاع / 8

1 يناير 1970 10:20 ص
|القاهرةـ - من مختار محمود|
أي أسرة في أي مكان... تجتاحها السعادة، عندما يحقق أحد أفرادها نجاحا، يجلب عليه الشهرة، ويضعه تحت الأضواء، نجما متوهجا، يشار إليه بالبنان في مجاله أو مجتمعه وحتى خارجه، وتتهافت على نشر أخباره الصحف والمجلات، ومن ثمَّ يكون مثار فخر لها واعتزازا ليس لأسرته أو مجتمعه الصغير وفقط، ولكن قد يكون لدولته وأمته.
ولكن تلك السعادة سوف تتضاعف... عندما ينجح شقيقان، ويتألقان في مجال عملهما، ويغدوان نجمين في سماء الشهرة والذيوع، وهناك نماذج عربية وغربية من هنا أو من هناك. حققت تلك المعادلة الصعبة، تغلبت على العقبات، وحفرت في الصخر، ووصلت إلى قمة النجومية، وذروة التوهج، حتى انها ظلت باقية في الذاكرة، بالرغم من مرور عقود عدة على رحيلها.
النماذج التي نرصدها لأشقاء أو إخوة مشاهير، تتوزع بين العلم والسياسة والرياضة، والفن، ويجسد كل نموذج منها نبراسا للتحدي والإصرار على النجاح والتميز، ولاسيما أن معظم تلك النماذج، ولدت في أجواء صعبة لا تعرف رفاهية العيش، ولا لذة الحياة، وهو ما دفعها في البداية إلى تحقيق المستحيل، ثم ضاعف سعادتها، عندما وصلت إلى ما وصلت إليه.
ونعرض في تلك الحلقات لأشهر الأشقاء والإخوة... الذين حققوا الشهرة سواء في مجال واحد، أو مجالين مختلفين، فهناك من تألق فنيا «الأخوان رحباني» و«الشقيقان الأطرش»، وهناك من توهج رياضيا مثل «التوأم حسن».
كما أن هناك أشقاء... شقَّ كل منهم طريقه في الحياة في مجال مختلف، ووصل إلى قمة النجاح والتألق «الشقيقان الباز مثال حي»، كما نرصد بدايات كل منهما، وكيف كانت دافعا لهما للإبحار ضد الصعاب والعقبات وتجاوزها، وتحقيق النجاح والشهرة والخلود في ذاكرة البشر، باعتبارهما دليلا حيا على الإصرار والتحدي.
وفي السطور حكايات... تعرفنا عليها... ومواقف توقفنا عندها... وصور نادرة تحكي مسيرة الأشقاء.

في إحدى العائلات العريقة التي كانت تقيم في منطقة جبل الدروز في سورية في منتصف القرن الماضي ولد المطرب والملحن الكبير فريد الأطرش هو وشقيقته الراحلة المطربة أسمهان.
وكان لعائلتهما دور كبير ومهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي لسورية العام 1923، وكان سلطان باشا الأطرش «جد فريد وأسمهان»... هو من أطلق شرارة الثورة السورية الكبرى العام 1925 ضد الفرنسين الذين كانوا يحتلون سورية ويسلبون خيراتها.
تزوج أبوهم فهد فرحان إسماعيل الأطرش «3» مرات... كانت الأولى العام 1899 من السيدة طرفة الأطرش وأنجب منها ابنه طلال... وكانت زيجته الثانية عام1909 من السيده علياء المنذر وأنجب منها خمسة أولاد: ثلاثة ذكور وهم: أنور وفريد وفؤاد وبنتان وهما: وداد و(آمال) الاسم الحقيقي لـ «أسمهان».
أما زيجته الثالثة... فكانت من السيدة ميسرة الأطرش في العام 1921 وأنجب منها 4 أطفال: منير ومنيرة وكرجية واعتدال.
في العام 1924 توفي الأب وترك عائلته المكونة من «3» زوجات وعشرة أبناء وكان على كل أم أن تتولى شؤون أبنائها وأن تتكفل بالإنفاق عليهم بعد وفاة الأب وهو ماجعل السيدة علياء المنذر والدة فريد وأسمهان تواجه متاعب عديدة في تربية أبنائها الثلاثة فريد وآمال وفؤاد.
كانت الأميرة علياء تملك صوتا جميلا... مكنها من أن تعمل فترة طويلة مطربة في الحفلات والأفراح لتنفق على أولادها وظلت تواصل عملها إلى أن كبر الأبناء وبدآ يحملان المسؤولية عنها حيث عمل فريد في مجال الغناء ولحقت به أسمهان بعد ذلك بينما سلك فؤاد طريقا آخر غيرهما.
في العام 1968 ماتت الأم وتركت أبناءها كل يسلك طريقه ويعيش حياته بالطريقة التي اختارها ولكنها كانت حتى آخر لحظة في حياتها قلقة على مستقبل ابنتها الوحيدة أسمهان وكانت دائما تقول: إن أسمهان متهورة ولا تحسن التصرف في حياتها.
أجواء صعبة
كانت هذه هي الأجواء التي نشأ فيها كل من أسمهان وفريد اللذين أصبحا فيما بعد من أشهر وأهم المطربين في تاريخ الغناء العربي.
أما عن بدايتهما فقد ولد فريد الأطرش العام 1915 وعانى منذ صغره من الحرمان من رؤية والده... ومن اضطراره إلى التنقل والسفر بين سورية، والقاهرة... مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم - فهد الأطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسورية.
عاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته وأخويه فؤاد وأسمهان... وحينما أرادت أمه الحاقه بإحدى المدارس الفرنسية اضطرت إلى تغيير اسم عائلته فأصبحت كوسا بدلا من الأطرش حتى يسمح له بدخول المدرسة وحتى لا يعلم القائمون على المدرسة انه ينتمي لعائلة الأطرش فلا يقبلونه وهذا ما كان يضايقه كثيرا.
لكنه تحامل على نفسه حتى يستطيع اكمال دراسته وإسعاد والدته... وذات يوم زار المدرسة الفنان الفرنسي «هنري هوواين»، واستمع لغناء فريد فأعجب به وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة. فطرد فريد من المدرسة بعد أن علمت إدارة المدرسة بانتمائه لعائلة الأطرش التي أذاقت الفرنسيين العذاب... بعدها التحق بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك واستنفدت والدته المال الذي تمتلكه وانقطعت أخبار الوالد. فقررت الغناء في الأفراح لأن العمل في الأديرة لم يعد يكفي فوافق فريد وفؤاد بشرط مرافقتها حيثما تذهب.
موهبة لافتة
حرصت والدة فريد على بقائه في المدرسة وإكمال دراسته... غير أن زكي باشا صديق العائلة كان يؤمن بموهبته وكان يعرف - حسب الموقع الإلكتروني للفنان فريد الأطرش - أنه سيكون واحدا من أنجح المطربين لذلك نصحه بالالتحاق بمعهد الموسيقى وأوصى به مصطفى رضا عميد المعهد خيرا... وتم قبوله بالمعهد.
يومها شعر فريد انه ولد من جديد... والى جانب دراسته في المعهد بدأ يعمل في بيع القماش من أجل إعانة والدته وإخوته وبعد عام من دخوله المعهد بدأ يبحث عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى بفريد غصن والمطرب إبراهيم حمودة الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود. أقام زكي باشا حفلة يعود ريعها إلى الثوار.
أطل فريد في تلك الليلة على المسرح وغنى أغنية وطنية ونجح في طلته الأولى. بعد جملة من النصائح اهتدى فريد إلى بديعة مصابني التي ألحقته مع مجموعة المغنين ونجح أخيرا في إقناعها بالغناء وحده. ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت أموره المالية تتدهور إلى الوراء. بدأ فريد العمل في محطة «شتال» الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام.
وأصرت اللجنة على عدم تأجيله ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد، ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع فاستشاره فريد في ما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة فوافق مدحت بشرط الامتثال أمام اللجنة، وكانوا نفس الأشخاص الذين امتحنوه سابقا إضافة إلى مدحت، وغنى فريد أغنية الليالي والموال. لينتصر أخيرا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة، وسجل أغنيته الأولى (يا ريتني طير لاطير حواليك) كلمات وألحان يحيى اللبابيدي فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.
أشهر العازفين
استعان فريد بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين كأحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس وغيرهما وزود فرقته بآلات غربية إضافة إلى الآلات الشرقية وسجل الأغنية الأولى وألحقها بثانية (بحب من غير أمل) وبعد التسجيل خرج خاسرا لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور. عرف فريد عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان اتصاله بالقمار شيئا من تلك العادات السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وعرف أيضا بحبه للخيل.
ذات يوم وفيما كان في ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة وعلم في الوقت نفسه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة فترك موت أخته أثرا عميقا في قلبه وخيل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه. تعرض إلى ذبحة صدرية وبقي سجين غرفته، تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات، اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل. وبينما كان يكد في عمله سقط من جديد واعتبر الأطباء سقطته هذه هي النهائية، ولكن في الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام فكانت السقطة الثالثة وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياة، فطلب منه الأطباء الراحة والرحمة لنفسه لأن قلبه يتربص به.
وهكذا بعد كل ما ذاقه من تجارب وما صادف من عقبات عرف حقيقة لايتطرق إليها شك وهي أن البقاء للأصلح. توفي في مستشفى الحايك في بيروت إثر أزمة قلبية وذلك في السادس والعشرين من ديسمبر العام 1974.
بين القمم
كان فريد يفتخر بظهوره ونجاحه وسط قمم الغناء والموسيقى كأم كلثوم وعبدالوهاب والقصبجي والسنباطي، واستطاع أن يحفر اسمه بعناية بينهم وأفلح في احتلال موقع مهم بين أفضل المطربين والملحنين في تاريخ الأغنية العربية ففريد هو أول من أدخل الأوبريت بصورته الناضجة والشاملة في السينما المصرية من خلال فيلم (انتصار الشباب) في الأربعينات بعد أن عرفت السينما قبل ذلك بوادر هذا الفن على نحو بسيط.
كما يتميز فريد بعزف أخاذ ومتقن. قل أن أنجبت الساحة العربية مثله ولقب بـ «ملك العود» فهو ليس عازفا محترفاً فحسب بل إن العزف كان جزءا من عمله كملحن وفي يوم ما جعل الجمهور يصفق لـ «18» دقيقة.
أما أبرز مقطوعاته الموسيقية فهي نوتة «لحن الخلود وزهرة في خيالي ورقصة العبيد ونادية وزمردة ورقصة الجواري» وغيرها ومثل فريد 31 فيلماً أولها انتصار الشباب وآخرها نغم في حياتي وأنتج منها 18 فيلما على حسابه الخاص.
كان فريد أبيَّ النفس وعزيزها ويبذل من أجل الأصدقاء كل ما يملكه وبلا حساب لكن ذات يوم اتصل به وفد عربي من الاصدقاء للسلام عليه فدعاهم لحفلة في اليوم التالي برغم انه لم يكن يملك ولا فلسا واحدا.
ثم طلب من أحد الأصدقاء الذين يعطيهم بلا حساب أن يسلفه مئة دينار وحين صعد الصديق إلى غرفة امه ليطلب المبلغ سمعها فريد تقول لابنها إنه يلعب قمار ودائما مدين للآخرين فهرب فريد الأطرش من البيت وعاد إلى منزله خائبا ثم رن جرس الهاتف ليسمع فريد خبرا جعله يستريح اذ اعتذر الوفد العربي لأن حادثا ما جعلهم يسافرون فورا فأخرج فريد المصحف الشريف من جيبه وقبله وقال «مادام المصحف معي فإن الله يحفظني من كل حرج».
عزوف عن الزواج
أما لماذا لم يتزوج فريد؟... فإن الحكايات التي تحدثت عن ذلك كثيرة بعضها أصابتها الدقة والبعض الآخر محض كذب! وحقيقة عدم زواجه هي أن الأطباء نصحوه بعدم الزواج، كما أنه رأى أن الزواج يجعله مقيدا في حركته وسفره وفنه حسب اعتقاده وكذلك تهرب من الزواج لأن العائلة تريده زوجا لامرأة من عائلة الأطرش التي تحافظ على قدسية الزواج ولا يتم الطلاق فيها إلا بدفع الدماء كمؤخر طلاق.
4 جنسيات
فريد هو الفنان العربي الوحيد الذي يحمل «4» جنسيات عربية في آن واحد هي «المصرية واللبنانية والسورية والسودانية»... ومن أمنياته التي لم تتحقق هي حضور عرض فيلمه الأخير «نغم في حياتي» لكنه رحل قبل رؤيته بأيام، كما لم تتحقق أمنيته في التلحين لأم كلثوم وعبدالحليم بالرغم من المحاولات العديدة التي جرت في هذا الاتجاه.
أصغر مطربة في الأوبرا
هذا عن فريد أما شقيقته أسمهان فولدت في 24 نوفمبر العام 1917 واسمها الحقيقي آمال فهد فرحان إسماعيل الأطرش ولدت آمال الصغيرة في عرض البحر على متن إحدى سفن الشحن اليونانية التي كانت متجهة إلى بيروت حينما كانت والدتها عائدة من رحلة مع والدها.
في العام 1922 اندلعت ثورة جبل العرب بقيادة الأمير سلطان باشا الأطرش زعيم الثورة السورية ضد الاستعمار الفرنسي وقد كان فهد الأطرش له يد عظيمة في مقاومة الاحتلال الفرنسي، ولكنه خاف على عائلته من بطش الفرنسيين فقرر أن يرسل زوجته علياء مع أبنائه الثلاثة إلى مصر ليكونوا بعيدا عن الأحداث.
بدأت الأم علياء المنذر تنتقل بأبنائها متجهة نحو القاهرة، لكنها عند وصولها للقنطرة لم يسمح لها بدخول الأراضي المصرية لأنها لم تكن تحمل جواز سفر، إلا أنها استطاعت الوصول إلى الزعيم سعد باشا زغلول تلفونيا، الذي كان على علاقة طيبة بعائلة الأطرش، فتوسط لها وسمح لها بدخول القاهرة، واستقروا فيها في شارع البحر.
وقد انضمت أسمهان إلى شقيقها فريد الأطرش كمطربة ناشئة في صالة ماري منصور بالقاهرة، وفي العام 1923سجلت أسمهان أول أسطوانة غنائية لها كتب عليها اسمها وعمرها لم يتجاوز 15 عاما نظير 20 جنيها.
بعدها بـ 10 سنوات تقريبا تم السماح لأسمهان بالغناء بدار الأوبرا الملكية المصرية وكانت أصغر مطربة تغني في الأوبرا.
وفي العام 1933 سجلت أسمهان 8 أغنيات مازال الناس يتداولونها حتى يومنا هذا، من هذه الأغاني «كلمة يا نور العيون» و«اسمع البلبل» و«كنت الأماني» التي كانت من كلمات يوسف بدروس وألحان محمد القصبجي.
حضر إلى القاهرة حسن الأطرش ابن عم أسمهان ليمنعها من الغناء ولكنه ما إن رآها حتى طلب يدها للزواج، وبالفعل تزوجته أسمهان أو الأميرة آمال كما كانت تلقب في وطنها الأم، وعاشت في جبل الدروز ببيروت.
وفي الرابع عشر من شهر يوليو العام 1937ولدت أسمهان ابنتها الوحيدة كاميليا حسن الأطرش، والتي تعيش حتى اليوم في لبنان.
لم تتحمل أسمهان البقاء بعيدا عن الغناء والفن، فقررت العودة إلى مصر وإلى الغناء مرة أخرى وغنت «أين الليالي» للشاعر أحمد رامي وألحان محمد القصبجي، وغنت «أوف يابا»، «نويت أداري» من ألحان أخيها الموسيقار فريد الأطرش.
في العام 1939 انقطعت العلاقات بينها وبين الأمير حسن الأطرش.
صداقة التابعي
تعرفت أسمهان على الكاتب الكبير محمد التابعي في منزل الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب، وكان هذا التعارف هو بداية علاقة صداقة قوية بينهما ووصلت هذه الصداقة إلى مرحلة الحب في ما بعد وكتب التابعي لأسمهان قصة حياتها التي روتها هي له بنفسها.
تعرفت أسمهان كذلك على رئيس الديوان الملكي في ذلك الوقت أحمد حسنين باشا، وكانت نتيجة هذا التعارف أن وقع أحمد حسنين في غرامها وأن اكتسبت هي عدوة لدودة وهي الملكة نازلي والدة الملك فاروق والتي كانت تحب حسنين باشا وتغير عليه إلى حد الجنون.
بدافع الغيرة والانتقام قررت الملكة نازلي طرد أسمهان من مصر، وبالفعل اتصلت برئيس الوزراء ووزير الداخلية حسين سري باشا والذي تولى عملية تنفيذ القرار، مبلغا أسمهان بأن إقامتها في مصر انتهت وأن عليها أن تغادر خلال أسبوع، ليصيبها هذا القرار الخطير بالجزع والحزن الشديدين، ولم تجد من يقف بجانبها سوى الصحافي الكبير صديقها محمد التابعي الذي تمكن بصداقته لكبار المسؤولين أن يوقف تنفيذ هذا القرار وتجددت إقامتها مرة أخرى في مصر.
في العام 1941 تزوجت أسمهان من المخرج أحمد بدرخان - عرفيا - بسبب قوانين الحكومة المصرية التي تحرم على أي مأذون شرعي أن يعقد زواج أجنبية من مصري.