الالتزام بالإحرام تدريب للنفس على الطاعة وتنمية الإرادة وتقويتها
مناسك العمرة ترفع اللياقة الصحية... ولبيك اللهم لبيك العلاج النفسي والروحي
1 يناير 1970
06:07 م
| اعداد د. أحمد سامح |
العمرة هي زيارة بيت الله الحرام لأداء المناسك من إحرام وطواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة والحلق والتقصير.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عمرة في رمضان تعْدِل حجة معي».
ومن منظور طبي ورؤية صحافية علمية لأداء المناسك نجد أن فيها فوائد صحية وطبية عظيمة جسدية ونفسية فضلا عن الأجر الذي هو الغفران.
فارتداء ملابس الاحرام تدريب للنفس على الطاعة والالتزام وتنمية الارادة وتقويتها ويمنح الشعور بالمساواة بين البشر فيكون في ذلك تطهير للقلوب من الأحقاد والحسد والضغينة التي هي أم الأمراض النفسية.
وكذلك الشعور بالغفران يجعل النفس البشرية مطمئنة فتكون بعيدة كل البعد عن الأمراض العصبية والنفسية التي لا تصيب إلا النفس القلقة المضطربة.
ومناسك العمرة من طواف وسعي وهرولة تحتاج أن يعد المسلم نفسه لأداء هذه المناسك وذلك برفع مستوى لياقته البدنية.
ولقد أثبت الطب الحديث ان ماء زمزم شفاء نزل به الوحي وأراد المولى عز وجل أن يكون علاجاً ربانياً مجانياً. ارتداء ملابس الإحرام له مكتسبات نفسية جليلة وأداء مناسك العمرة من طواف وسعي وتلبية «لبيك اللهم لبيك...» هو أعظم علاج نفسي وأنجع وسيلة شفاء للجسد والنفس المتعبين بفعل حياة العصر التي ضيعتها المنافسة الشديدة التي تخلق الأحقاد بين الناس.
لذلك كان لا بد من رحلة العمرة لتطهير النفس من الهموم التي أرهقتها.
رفع مستوى اللياقة الصحية
الاستعداد لتأدية مناسك العمرة يرفع مستوى اللياقة البدنية والصحية للمسلم.
وهو تدريب للتغلب على المشقات والتضحية بالراحة والدعة.
وذلك تربية للمسلم على أن يكون في وضع استعداد لمواجهة الشدائد والصبر على المكاره ومواجهة الحياة كما فطرها الله بأزهارها وأشواكها بشهدها ومرها وبذلك يقوى المسلم على مقاومة رغبات النفس في التطلع لحياة الدعة والرفاهية.
الإحرام والمكتسبات النفسية
لباس الاحرام فيه راحة للجسد ويشعر المعتمر المحرم بالمساواة بين البشر وانهم متساوون أمام رب العالمين فلا ينفع الإنسان إلا عمله الصالح.
وفي لباس الإحرام تذكير للإنسان بالكفن الذي يرسخ في وجدانه انه لا ينفع الإنسان سلطانه وثروته وجاهه وأولاده وهذا الشعور يخفف على الإنسان احساسه بالاخفاق والفشل في تحقيق مآربه الدنيوية.
والشعور بالمساواة ينزع الحسد والحقد من النفوس التي هي أم الأمراض النفسية.
وفي الالتزام بالاحرام وأداء المناسك تدريب للنفس على الطاعة والالتزام وتقوية الإرادة وتنميتها وبذلك تكون في مأمن من الاصابة بالأمراض النفسية لأن النفس المطمئنة التي تملك الارادة القوية لا تُصاب بالأمراض النفسية.
أداء المناسك شفاء لأمراض العصر
في تأدية المناسك من طواف وسعي اختبار للياقة الصحية والبدنية للمعتمر ليكتشف مدى ما لحق به من أمراض العصر التي نعاني منها.
ففي الطواف حول الكعبة المشرفة يهرول المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى «وهو الاسراع في المشي مع مقاربة الخطى»، وكذلك في السعي بين الصفا والمروة يهرول المعتمر أثناء أشواط السعي السبعة ما بين العلمين الأخضرين.
فقد يشعر البعض بألم المفاصل ويعاني من النهجان والخفقان وألم المفاصل يكون بسبب الاصابة بالخشونة التي تعيق حركة مفاصل الركبتين والظهر والعنق وتصاب العضلات والأربطة حول هذه المفاصل بالتيبس نتيجة قلة الحركة وعدم اعتماد المشي وسيلة للانتقال وتأثير مكيفات الهواء الباردة وزيادة الوزن والسمنة.
ونوعية الغذاء وقلة الحركة حتى داخل المنزل بسبب استخدام أجهزة الريموت كنترول لتشغيل الأجهزة الكهربائية كل هذا أصاب الإنسان بالخمول والكسل وزيادة الوزن ونتج عنه أمراض السكري وارتفاع الكوليسترول وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والاصابة بالجلطات التي تسد شرايين القلب والمخ والأطراف والكلى.
فأثناء أداء المناسك يشعر الإنسان الذي أصابه أحد أمراض العصر بالنهجان والخفقان وإذا كانت الحالة متقدمة يشعر بألم في الصدر وهذا انذار بأن يهتم بصحته ويجري الفحوص على القلب والشرايين.
لبيك اللهم لبيك... العلاج النفسي
لبيك اللهم لبيك فيها راحة للنفس القلقة وتهدئة للأعصاب المتوترة ومناجاة لله سبحانه وتعالى تشعر المسلم بالقوة والتماسك والاستقرار النفسي وتشفي الصدور وتفرج الكروب.
وشعور المعتمر بأنه بين يدي الله فيغفر ذنوبه التي أثقلت نفسه بالمعاناة والندم على ارتكاب المعاصي والذنوب فينشرح صدر المسلم بالغفران فتحل الطمأنينة والسعادة محل القلق والتوتر والخوف والندم والحزن.
وبذلك يعود المسلم بنفس مطمئنة وصدر منشرح بعد أداء مناسك العمرة ليكتسب مناعة ضد الأمراض النفسية والعصبية، فكما يقول علماء الطب النفسي «النفس المطمئنة تملك الوقاية من الأمراض العصبية والنفسية».
كذلك الشعور بالغفران والهدوء النفسي والاستقرار العاطفي ثبت أنه يقوي عمل جهاز المناعة الذي يتأثر كثيرا بالحالة النفسية فالسعادة والرضا والشعور بالاطمئنان يقوي المناعة.
أما الشعور بالندم والقلق والاحباط فيضعف جهاز المناعة فيصاب الإنسان بالأمراض والأورام والسرطانات وتظهر عليه مظاهر الشيخوخة مبكراً.
كذلك الشعور بالغفران والسعادة يقيان الإنسان من الاصابة بالأمراض النفسية الجسمانية «النفسجسمانية» وهي الأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي.
الاستشفاء بماء زمزم
ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لأبي ذر وقد أقام بين الكعبة واستارها أربعين يوما وليلة عن ماء زمزم وليس له طعام غيره «انه طعام طعم» وزاد غير مسلم باسناده «وشفاء سقم» أي شفاء من المرض.
ماء زمزم علاج رباني مجاني
أوضحت الدراسات الطبية والأبحاث العلمية الحديثة ان نسب الأملاح المعدنية الموجودة في ماء زمزم هي بالضبط النسب نفسها الموجودة في المحاليل الطبية لمعالجة هبوط الدورة الدموية وهبوط ضغط الدم ومعالجة الجفاف والانهاك الحراري الذي ينتج عن فقدان الماء والأملاح الحيوية بسبب التعرق الغزير خصوصا عند التعرض لجو حار رطب.
وتستخدم الأملاح الحيوية في علاج الجفاف الناتج عن التقيؤ المستمر والاسهال الشديد.
فتعيد الحيوية والنشاط للإنسان وتعوضه عما يفقده وكأن الله سبحانه وتعالى خلق هذه المياه المباركة لتكون وقاية للحجاج والمعتمرين من الجفاف الذي قد ينتج عن التعرق الشديد.
وكذلك وقاية من حدوث هبوط في الدورة الدموية وايضا حماية من الاصابة بالانهاك الحراري الذي قد يودي بحياة الإنسان نتيجة فقدان السوائل والأملاح الحيوية عند التعرض للحرارة المرتفعة والرطوبة العالية والتعرق الغزير.
لقد أراد الله عز وجل أن يكون ماء زمزم علاجا ربانيا مجانيا وخاليا من الجراثيم والكيمياويات الضارة وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين.
لاحتوائها على أوميغا - 3 ومضادات الأكسدة والفيتامينات
المكسرات تقوّي المناعة ... وتحمي القلب والشرايين وتعالج السرطانات
المكسرات من اغذية رمضان المعروفة منذ القدم والتي يقبل الناس على شرائها في رمضان وثبت علميا ان لها فوائد صحية وغذائية فهي تقلل الكوليسترول الذي يسبب تصلب الشرايين فتحمي القلب من الجلطات وكذلك تحمي شرايين المخ والكلى والاطراف.
كما تحتوي المكسرات على عناصر غذائية تقوي جهاز المناعة وتحمي الخلايا من التلف وتكافح الشيخوخة والابحاث العلمية تثبت صحة اقبال الناس على المكسرات، خصوصا في شهر رمضان.
اللوز يحمي القلب والشرايين
افادت دراسة بريطانية ان اللوز بالاضافة إلى انه مصدر مهم للفيتامينات والمواد المعدنية فإن له فوائد صحية اخرى بسبب تنشيطه لبكتريا حميدة مفيدة للجسم.
وبحسب الدراسة التي اعدها علماء من معهد الابحاث الغذائية في منطقة كلوني في بريطانيا فإن اللوز يزيد معدلات نوع مفيد من البكتريا في الامعاء ويخفض مستويات الكوليسترول الضار ويحمي خلايا الجسم من التلف ويساعد على التقليل من الاصابة بامراض القلب لاحتوائه على مضادات الاكسدة.
وقال الباحثون في المعهد: «ان الجهاز الهضمي يحتفظ بهذه البكتريا وتقوي جهاز المناعة».
واضافوا: «ان اللوز يحتوي على فيتامين «E» وخصائص يمكن ان تساعد على الهضم من خلال زيادته لمستويات هذه البكتريا المفيدة للجسم في الامعاء».
ووجد باحثون اميركيون في دراسة نشرت في مجلة «سيركيوليشن» الصادرة عن جمعية القلب الاميركية ان تناول اللوز يحقق انخفاضا ملحوظاً في عوامل الخطر للاصابة بأمراض القلب التاجية بسبب مكوناته الغذائية الغنية بالاحماض الدهنية الاحادية غير المشبعة التي يعتقد انها المسؤولة عن الخصائص الوقائية والفوائد الصحية عند تناولها مع الغذاء.
واضافت ست دراسات جديدة عرضت في مؤتمر البيولوجيا في واشنطن مزيداً من الاثباتات التي تشجع على اكل اللوز وقد اكدت هذه الدراسات ما اظهرته بحوث سابقة من ان اللوز يخفض مستويات الكوليسترول الضار ويساعد على تقليل الاصابة بامراض القلب وحماية الخلايا من التلف.
ويحتوي اللوز كغيره من المكسرات على الالياف النباتية التي تساعد على خفض الكوليسترول وتنظيم مستوى السكر في الدم وحماية البنكرياس من الاجهاد كما تكافح الالياف النباتية الامساك.
ويحتوى اللوز على فيتامينات «A-E-D» فينشط الطاقة الجنسية ويزيد عدد الحيوانات المنوية ويحسن من كفاءتها.
الجوز يخفض الكوليسترول
لطالما ارتبط تناول الجوز بالمساعدة على سلامة صحة المرء لكن باحثين وجدوا ان هذه المادة تساهم ايضا في تقليص معدلات الكوليسترول.
وجاء في دراسة نشرتها مجلة «جورنال اوف كلينكال نيوتريسن» الاميركية ان للجوز تأثيراً على خفض الكوليسترول الضار وذلك على الرغم من انه لا يقلص المعدلات العامة للدهون في الدم ويحوي الجوز احماضا فريدة يكون لها تأثير ايجابي على تخثر الدم وانتظام خفقان الدم.
واكتشف العلماء ان للجوز اثراً مهماً على مادة «ليبوبروتين» وهي بروتين تلتصق به ذرات من املاح الاحماض الدهنية التي تأكد ان لها علاقة ايجابية في خفض امراض القلب والشرايين.
وعلى الرغم من ان الجوز غني بالسعرات الحرارية فانه لم يطرأ تغير على وزن المرضى الذين اخضعوا لحمية ولو انهم احسوا بارتفاع الطاقة عندهم.
لكن كوليت كيلي وهي عالمة بريطانية متخصصة في شؤون التغذية شددت على ضرورة ان يتنبه متبعو الحميات الخاصة الى مايتناولونه من دهون.
وأوضحت ان الجوز غني بالدهون ولذلك يتعين على الاشخاص ان يتناولوا الجوز بدلاً من الاكلات المشبعة بالدهون كالزبدة والكعك والمعجنات.
وقالت كيلي يجب أن يتذكر الناس أن أجسامهم تحوي معدلات عالية من الدهون وان تناول الجوز قد يزيد من سعراتهم الحرارية الا ان الجوز يمكن ان يكون بديلاً للدهون المشبعة.
ودراسة نشرت في مجلة رابطة التغذية الأميركية وحسب تأكيد رابطة مرضى السكري الأميركية التي أجراها باحثون فرنسيون مفادها ان ثمار الجوز تقلل معدل الوفاة المفاجئة لدى مرضى السكري الذين يعانون من الاصابة بتصلب شرايين القلب التاجية.
وأكد باحثون من جامعة برشلونة ان أغذية شعوب البحر الأبيض المتوسط أفضل الأغذية لصحة القلب ووجد أن الجوز على رأس قائمة هذه الأغذية.
وتوصل الباحثون باشراف الدكتور «لين» من جامعة «ولوتغوغ» في استراليا الى ان الجوز يشكل غذاء متوازن المحتوى من الدهون المفيدة ضمن عملية حساب كمية طاقة الوجبة الغذائية المناسبة لكل مريض وكذلك حساب كمية الدهون المتناولة يومياً.
وبحسب قول الدكتور غيتايتبل من رابطة التغذية الأميركية فإن تناول الجوز هو أسهل طعام يستطيع المرء صنعه لنيل العافية والصحة فطعمه لذيذ ويمكن تناوله محمصاً أو نيئاً.
البندق يعالج السرطان
كشف الباحثون في الولايات المتحدة عن ان البندق قد يمثل مصدراً مهماً ورخيصاً للمادة الكيميائية النشطة الموجودة في دواء «تاكسول» المخصص لعلاج السرطان ما قد يوفر على وزارات الصحة مبالغ مالية طائلة.
فقد اكتشف فريق البحث في جامعة «بورتلاند» الأميركية ان البندق يحتوي على مادة كيميائية مقاومة للسرطان تعرف باسم «باكلينا تسيل» وهي العنصر النشط الذي يتركب منه دواء «التاكسول» الذي يستخدم لمعالجة سرطانات الثدي والمبيض ويطيل حياة المرضى لسنة واحدة ولكنه غالي الثمن ولا يتوافر في معظم البلدان كما أوضحت الدكتورة انجيلا هوفمان رئيسة فريق البحث.
وأفاد باحثون آخرون ان المواد الغذائية الموجودة بالبندق صديقة للقلب والشرايين كونها مصدراً لأوميغا - 3 التي تمنع تخثر الدم وانسداد الشرايين وتخفض ضغط الدم وتقلل خطورة اصابة مرضى السكري بأمراض القلب والشرايين.
وأشار الباحثون الى ان البندق مادة غذائية غنية بفيتامين «E» فهو مصدر للتأكسد ومانع للشيخوخة المبكرة ويمنع مضاعفات السكري.
ويحتوي البندق على فيتامينات «ب» المركبة التي تقوي المناعة وتساعد على الشفاء من الشلل والخرف وتقلل من خطورة الجلطة القلبية.
العناصر الغذائية في المكسرات التي تقوي القدرة الجنسية والخصوبة
من المعلوم أن البروتينات تتكون من مجموعات متراكمة من الأحماض الأمينية وكما يقول الباحثون من قسم التغذية بجامعة هارفارد فإن المكسرات ليست مفيدة للقلب بسبب نوع الدهون غير المشبعة والأوميغا - 3 فيها بل لأن محتواها من نوع من الأحماض الأمينية «أرجنين» وهو آلية أخرى لحماية شرايين القلب والمسكرات تحتوي على كميات جيدة من هذا الحمض الأميني خصوصاً الفستق.
وفائدته تنبع من انه ينتج مركب أوكسيد النيتريك «Nitric Oxide» وهو المادة الفعالة التي تعمل على توسعة الشرايين الضيقة وليونتها.
وكانت هذه الحقيقة العلمية وراء اكتشاف الفياغرا حينما كانت تجرى الأبحاث على أوكسيد النيتريك لزيادة تروية عضلة القلب فقد اكتشف العلماء ان انبساط العضلات الملساء في جدران الشرايين التي تغذي عضلة القلب حدث مثله في العضلات الملساء في جدران شرايين الأوعية الدموية للعضو الذكري فيزيد من تدفق الدم ويحدث الانتصاب القوي كما يدخل الحمض الأميني في تركيب السائل المنوي وسائل غدة البروستاتا وينعش الحيوانات المنوية ويغذيها ويزيد من حركتها وقدرتها على المناورة والحركة لتلقيح البويضة.
كما أن الفيتامينات العديدة الموجودة في المكسرات تعمل على نشاط الجهاز العصبي من خلايا عصبية ومحطات عصبية ومن المعروف ان العملية الجنسية تعتمد على انتقال الاشارات العصبية في جهاز عصبي سليم.