سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / رمضان جانا وفرحنا به

1 يناير 1970 04:35 ص
هذه مفردات جميلة كنا نستمع اليها في عقد الستينات من القرن الماضي لاغنية من التراث المصري الشقيق، وحقيقة بأن لقدوم شهر الخير فرحة، وقبل ان يأتي أيضا له فرحة، والفرحة في وقتنا هذا قد تختلف كثيرا عنها في الايام الماضية، فكنا قبل ان نستقبل قدوم الشهر الفضيل نحتفل بالناصفوه واهازيجها الطيبة، وكذلك نحتفل بيوم القريش الذي يتناول فيه الناس اكلات متنوعة من انتاجهم ويردد فيه المثل الشعبي: «اليوم القريش وباجر نطوي الكريش».
هكذا كنا نعيش اياما قبل رمضان قديما ولكن في ايامنا هذه نرى الطوابير وقد اصطفت في الجمعيات التعاونية وهم يتهافتون على انواع محددة من الاكل والشرب كأن ليس لها مثيل، وهم يتدافعون كأنما ستأتي مجاعة، اما احتفالهم في القريش فهو نصب الولائم الكبيرة ويكون ذلك في اوقات دوامهم، وقد لا يحتفلون في القريش في وقته المحدد وان جميع الذين احتفلوا بالقريش قبل اليوم الثلاثين من شهر شعبان فإنهم لم يدركوه، وعندما يأتي الشهر الفضيل فإن بعضهم يستقبل هذا الشهر بعديد من المسلسلات والبرامج التي تفوق في اعدادها ايام الشهر الفضيل، وربما لياليه ايضا جل هذه البرامج لا تهدف إلى أهداف هذا الشهر الفضيل وغاياته، واذا كنا نتنفس غذاء امهاتنا قديما في هذا الشهر، فاننا نتنفس في هذه الايام انفاس كومار وجاكوب وكأنما الصراع الذي قمنا به لجلب الغذاء قبيل الشهر الفضيل تبدد بين هذه الأيدي.
شهر كريم يقبل على الدنيا بالسعادة والحبور ويقبل بإذن الله الكريم على ديرتنا الحبيبة بالأمن والخير والاستقرار، وإنما الفرحة في هذا الشهر الكريم للذين انفاسهم فيه تسبيح، ونومهم فيه عبادة ودعواتهم فيه مقبولة، فأولئك هم الفائزون وعساكم من عواده.


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي