البعض يذهب إلى المأذون مرتين ... أو أكثر
حسين فهمي... دونجوان السينما المصرية / 15
1 يناير 1970
05:07 ص
|القاهرة - من علا بدوي|
ما أسرع الزواج في أوساط المشاهير، وخاصة الوسط الفني، وما أسرع الطلاق أيضا، حالات الزواج والطلاق في هذا الوسط، الذي يختلف جذريا عن غيره من الأوساط الأخرى، دائما ما يكتنفها الغموض، وتحيط بها الاشاعات، فتصبح مادة دسمة للاجتهادات التي تتسم غالبا بسوء النية.
ولكن بعيدا عن سوء النية وحسنها... فإن الأمر الذي لا خلاف عليه أن هناك فنانات وفنانين كثيرين، وعبر عقود متعاقبة، مروا بتجارب زواج فاشلة، فكان زواجهم على ورقة طلاق، وهو ما يعد ظاهرة تكاد تكون محصورة.
وربما يكون السبب الذي يقف وراء التعجيل بالطلاق في زواج الفنانين، أن زواجهم لا يكون مبنيا على الحد الأدنى من الأسس والعناصر التي توفر الاستقرار الأسري والعائلي، ولكنه يكون مجرد نزوة عابرة، ربما أراد أصحابها أن يحيطوها بسياج من الشرعية والحلال.
وما أكثر الفنانات والفنانين، الذين مروا بتجارب عدة من الزواج والطلاق، من دون أن تكون هناك أسباب مقنعة للارتباط أو الانفصال.
ويفسر البعض تلك الظاهرة، بأن الفنانة أو الفنان يكون في حال مزاجية ونفسية متقلبة ترفض الاستقرار، وهذه الحال من الصعب استيعابها، واحتواؤها، الأمر الذي يعجل بإسدال الستار مبكرا في حالات زواج فنية عديدة.
وفي هذه السلسلة... نستعرض جانبا من تلك الحالات، التي دأب أصحابها على التردد على المأذون، فلم يكتفوا بمرة واحدة، مثل الكثيرين من الناس، ولكنهم أدمنوا الزواج والانفصال مثل الفنانة الراحلة تحية كاريوكا التي تزوجت وانفصلت نحو 14 مرة - والشحرورة صباح، وغيرها ممن تتضمنهم هذه الحلقات، التي تلقي الضوء على بعض الفنانين الذين ذهبوا للمأذون مرتين... أو أكثر.
رغم اقترابه من عامه السبعين، إلا أن الممثل المصري حسين فهمي لايزال محافظا على وسامته ولياقته، التي عرف بها قبل 40 عاما، وتحديدا منذ أول طلة لها في السينما المصرية.
اشتهر الفنان الكبير بجاذبيته التي جعلته فارس أحلام النساء... ولكن قلبه لم يختر منهن سوى 5 فقط، تزوجهن، وتباينت فترة ارتباطه بهن طولا وقصرا، وتظل ميرفت أمين أشهر زوجاته، ودام زواجهن نحو 12 عاما، قدما خلالها للسينما المصرية باقة من أهم أفلامها الرومانسية، ومنذ عامين تزوج «الواد التقيل» اللقب الذي أطلق عليه منذ فيلم «خللي بالك من زوزو» الممثلة الشابة لقاء سويدان، ويعيشان حياة هادئة ومستقرة.
اجتمعت لـ «حسين فهمي» مقومات الوسامة والجاذبية والثقة بالنفس، حتى أطلق عليه لقب «دونجوان السينما المصرية»، و«فارس أحلام الفتيات» حتى وقتنا الحالي. نشأ في عائلة أرستقراطية ولم يقفز فجأة إلى النجومية كنجوم عصرنا الحاليين، وإنما شق طريقة مجتازا جميع مراحلها، بدأ نجاحاته خطوة بخطوة حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من مكانة مرموقة في الساحة الفنية، فهو من أهم النجوم المعاصرين.
البداية قاهرية
ولد حسين فهمي بالقاهرة في 22 مارس العام1940، وهو الأخ الأكبر للفنان مصطفى فهمي، ويعتبر من جيل الشباب في سينما السبعينات والثمانينات، تحول إلى التلفزيون منذ التسعينات، تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فترة من الفترات.
حصل على بكالوريوس وإخراج سينمائي من معهد السينما بالقاهرة، ثم سافر لأميركا وحصل هناك على دراسات عليا - قسم إخراج من جامعة «كاليفورنيا» نشأ في بيت سياسي، فأهله جميعا سياسيون، خاضوا معركة الحياة السياسية، جده الكبير كان رئيس مجلس الشورى - وهو مؤسس حلوان وأول من اكتشفها - وعاش فيها في عهد الخديوي توفيق، وجده محمد باشا فهمي كان ناظر الخاصة الملكية في عهد السلطان حسين كامل وكان عضوا في مجلس الشيوخ، ووالده محمود باشا فهمي كان سكرتيرا لمجلس الشيوخ ودرس العلوم السياسية في باريس.
كان المخرج الراحل حسن الإمام أول من استقبله عند عودته من الولايات المتحدة الأميركية... شاب وسيم قادم من أميركا «طازج» إنه النموذج الأمثل للدونجوان، هكذا تخيله الإمام أمام الكاميرا وقدمه في فيلمه «دلال المصرية» العام 1969.
وهذا ما سرق من حسين فهمي حلم الإخراج، رؤية الإمام لهذا الوجه الجديد كانت في محلها ونجح اكتشافه نجاحا كبيرا، خاصة في قنبلة العام 1972 مع الفيلم الاستعراضي الكبير «خلي بالك من زوزو»، كان حسين فهمي ورقة رابحة شاركه البطولة في هذا الفيلم سندريلا الشاشة سعاد حسني ليقدما معا فيلما استعراضيا غنائيا لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا.
وأهلته وسامته لتقديم «4» أفلام في تلك السنة، كان من يشاهد حسين فهمي في لحظات الانفعال في وسط هذا الزخم الاستعراضي الذي أثارته زوزو، يدرك كم يحاول هذا الممثل توصيل شيء غير تقاطيع وجهه.
كان الأمر يحتاج منه إلى تمرد صريح على نفسه، ومخرج جريء.مثل المخرج الكبير حسين كمال فتح الباب أمام بطلنا الوسيم ليخرج بعضا من موهبته قبل أن ينساها خلف قناع الوسامة، حينما قدمه في «دمي ودموعي وابتسامتي» الذي حصل فهمي عن دوره فيه على جائزة أحسن ممثل. ليفتح الباب من ورائه لحسام الدين مصطفى لكي يقدم فهمي في تمصير رائعة ديستويفسكي «الإخوة الأعداء»، الذي قدم فيه دور الابن الأكثر تمردا، إلا أن هذا التمرد لم يدم، ليعود فهمي من جديد لـ«أميرة حبي أنا»، ودور فتى الشاشة.
الوجه الناجح
ظلت الأمور تسير هكذا ما بين استهلاك لهذا الوجه الناجح، ولقطات سريعة تظهر موهبة حقيقية سرعان ما تختفي لمصلحة العامل الأول في نجومية صاحبها، ففي العام 1977 قدم فهمي تسعة أفلام دفعة واحدة، إلا أن الفيلم الوحيد الذي يذكر له فيها هو «حافية على جسر الذهب»، الذي قدم فيه العاملين الوسامة والأداء المقنع المركب، وشاركه فيه البطولة ميرفت أمين وعادل أدهم.
من جديد يحن فهمي إلى الممثل فقط داخله، وتأتيه الفرصة على يد علي عبدالخالق ليقدمه في دور معقد، مع محمود عبد العزيز ونور الشريف، ففي فيلم «العار» قدم عبدالخالق... فهمي ممثلا فقط، لم يعتمد ولو في أي مشهد على وسامته، جعله وكيل نيابة صارما، ذا شارب ولون شعره قاتم، حسنا إنه رجل عادي.
كان هذا هو التحدي الحقيقي أمامه، وكان هذا الدافع وراء إخراج صورة شكري وكيل النيابة في هذه الصورة المقنعة تماما، في دور سيظل أفضل أدواره على الإطلاق.
وكان هناك إصرار على حصره داخل دور الدنجوان المحنك بالخبرة، عندما توجه إلى التلفزيون تاركا الساحة السينمائية إلى الأجيال الشابة الجديدة لعب حسين فهمي دور الرجل الناضج الوسيم ذي الخبرة الذي يأخذ بعقول الفتيات الصغيرات فيقعن في غرامه. أفضل ما قدمه التلفزيون إلى حسين فهمي هي تلك الأدوار الكوميدية مثل «يا نساء العالم اتحدوا»، التي يشعر المشاهد وهو يراقب أداءه فيها، أن فهمي سعيد بهذا النوع الذي لم يقدمه إلا قليلا في مشواره التمثيلي طوال 4 عقود.
المسرح أيضا كان له نصيب من تلك المسيرة، وإن لم يزد الأمر على مسرحيات لم تتعد أصابع اليد الواحدة، مثل المسرحية المثيرة للجدل «أهلا يا بكوات»، برفقة عزت العلايلي، التي حققت نجاحا ساحقا وقت عرضها في الثمانينات، وأُعيد تقديمها خلال تلك السنة، بعد تعديلات طفيفة بالسيناريو لمواكبة الأحداث الجارية.
كما قدم «انقلاب» و«كعب عالي»... كما حصل على جوائزه منها: جائزة «أحسن ممثل» عن دوره في أفلام «دمي ودموعي وابتسامتي» و«الإخوة الأعداء» و«الرصاصة لا تزال في جيبي»، كما حصل على جائزة أحسن بحث سينمائي عن علاقة المخرج بالممثل عام 1983... وتولى الفنان «حسين فهمي» رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام 1998. وتولى أيضا في فترة معينة سفير النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة لعام 2002.
حياته العاطفية
تزوج حسين فهمي 5 مرات.الأولى من نادية محرم بعد تخرجه مباشرة وأنجب منها أولاده.
ثم تزوج من الفنانة المصرية ميرفت أمين خلال الفترة من 1974 حتى 1986 وأنجب منها ابنتهما منة الله.حيث التقى بها أثناء تصوير فيلم «نغم في حياتي» وكان في هذا الوقت متزوجا من السيدة نادية محرم التي شاركته حلو الحياة ومرها ووقفت إلى جانبه في رحلة أميركا أثناء دراسته للإخراج هناك وبعد انتشار الشائعات بينه وبين ميرفت أمين، ووصل الأمر للنشر بالصحف والمجلات قرر الانفصال عنها ليتم الزواج أثناء اشتراكهما في بطولة فيلم «مكالمة بعد منتصف الليل» إخراج حلمي رفلة.
فكان فيه مشهد كامل للزواج في الفيلم وترتدي فيه ميرفت أمين فستان الزفاف، هذا المشهد كان ضمن أحداث الفيلم وفي الوقت ذاته كان حقيقيا، حيث تم زفافهما في نفس اليوم واستمرت فترة زواجهما قرابة الـ «12» وأنجبا خلالها ابنتهما الوحيدة «منة الله».
وحينما تعددت المشاكل اتفقا على ضرورة الاحتفاظ باحترامهما المتبادل وقررا الانفصال ثم تزوج من «نينا» بعد انفصاله عن ميرفت وكانت ابنة أحد السفراء، ولم يستمر الزواج طويلا وانفصلا ليتزوج من خبيرة الكمبيوتر هالة فتحي... حيث أعلن النجم الوسيم حسين فهمي خبر زواجه الرابع من خبيرة الكمبيوتر «هالة فتحي» في مهرجان القاهرة السينمائي.
وقبلها بأسابيع قليلة عقد قرانه عليها وسافرا إلى الأردن لحضور مهرجان «جرش» وقضاء بعض أيام شهر العسل وبعودتهم ظهرت العروس بجواره ليلة افتتاح المهرجان مشاركة له فرحته.
وأخيرا تزوج من الممثلة المصرية الشابة لقاء سويدان، وتم الزواج في نهاية العام 2007. ولقاء ممثلة مصرية مثلت في مسلسل «حكايات زوج معاصر» في العام 2004.
قدمت مجموعة من الأعمال، منها مسلسل «لو كنت ناسي» العام 2009، والذي يجري إنتاجه حاليا، واتجهت مؤخرا نحو الغناء واعترفت في أكثر من لقاء تلفزيوني بأنها تعيش مع الفنان حسين فهمي... أجمل قصة حب وتم زواجهما في حفل خاص اقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين في 28مايو 2008، وعقد القران بفندق سويس اير، في حفل حضره شقيقه المتزوج حديثا، مصطفى فهمي وزوجته رانيا فريد شوقي والنجم هاني رمزي.
وقدم حسين فهمي للسينما المصرية 112 فيلما منها: قصاقيص العشاق - 2001 أبناء الشيطان - 2000 وعنبر والألوان - 2000 اختفاء جعفر المصري - 1998، قشر البندق - 1995، حكمت فهمي - 1994.
كما قدم فهمي العديد من المسلسلات التلفزيونية، منها حق مشروع - 2007 مواطن بدرجة وزير - 2006 الشارد - 2005 أصحاب المقام الرفيع - 2004 أولاد الأكابر - 2004 تعال نحلم ببكره - 2004 يا ورد مين يشتريك وغيرها، كما قدم مسرحية أهلا يا بكوات العام 2000.