تركي العازمي / التلوث وفزعة الخبراء!

1 يناير 1970 04:51 ص
إنني أعجب لحال الكويت... لدينا جامعة، معهد أبحاث علمية، إدارات بيئية، وهيئة عامة للبيئة وناشطون في علوم البيئة ومازلنا نفتقر للخبراء... ثم ماذا تعني لنا كلمة خبير؟
الخبير هو الشخص الذي يحمل شهادة علمية في مجال معين وقد صقلها بخبرة فنية في مجال متصل بالتخصص العلمي ودورات علمية وأبحاث، وغالباً ما تكون هذه الموارد والسبل متوافرة للاخوة الخريجين الأجانب والكويتيين أيضاً، ولكن الظاهر أن فقدان الثقة في الطاقات الوطنية ما زال مسيطراً على الأمر.
هل تذكرون قضية اطفاء آبار النفط، وخبراء حريق الجهراء... كانوا شبابنا محط إعجاب «الخواجات»!
من هو المتسبب في التلوث البيئي سواء في محطة مشرف أو ميناء عبدالله أو أي قضية بيئية أخرى؟ طبعاً دربهم أخضر ولم نلحظ أي ردة فعل بقدر الضرر الحاصل في البيئة.
وهل نفتقد إلى خبراء كويتيين؟ لا أظن ذلك على الأقل من زاوية المؤهلات العلمية والدورات التدريبية!
يقول المثل «من أمن العقوبة أساء الأدب»، ونحن الآن نشاهد التلوث وفزعة الخبراء الكوريين معادلة حية ماثلة أمامنا، فإن كنا نفتقر للخبراء فواجب علينا مراجعة القصور في هذا المفهوم كي لا نصبح على كوارث مستقبلية ننتظر بعدها فزعة الخبراء الأجانب!
نحن في حاجة إلى جهاز خاص بالكوارث من مهامه إيفاد الكوادر الفنية الكويتية من تخصصات مختلفة (بيئة، صحة، كهرباء، وماء، وغير ذلك) في دورات متخصصة وتبادل خبرات مع الشركات العالمية كي تكون في القرب منا متى ما حصل طارئ، وأن يكون لهم دور بحثي مسنود بدعم قانوني يخولهم في تحويل كل طرف أو
جهة مخالفة إلى جهات الاختصاص القانونية، فمن دون رادع قانوني سنجد المخالفات البيئية مستمرة.
الثقة مطلوبة في هذا الوقت بالذات، وأصحاب القرار عليهم حسن الاختيار والتوكل على الله في رسم معالم جهاز/ هيئة الكوارث، وتوفير الدعم المعنوي والمادي لها، وسن قوانين فعالة لحماية البلد والعباد. والله المستعان.


تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]