السعوديان الهذلي وعسيري القادمان من اليمن... في دائرة الشك

منفذ الهجوم على الأمير محمد بن نايف زرع المتفجرات في منطقة حساسة بجسمه

1 يناير 1970 07:32 م
الرياض، دبي - إيلاف، العربية. نت، رويترز - تضاربت الأنباء الصادرة في اليومين الماضيين حول هوية منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة، التي تعرّض لها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية، في حين تحدثت مصادر لـ «العربية. نت» امس،عن تفاصيل اللحظات الفاصلة التي شهدت قيام الإرهابي بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، حيث قام بزرع المتفجرات في منطقة حساسة من جسده - فتحة الشرج - وهو ما أتاح له اجتياز عمليات التفتيش الروتينية.
ووفقا لتقرير نشر في وكالة الأنباء الألمانية، فإن الإرهابي أحمد قطيم محمد الهذلي، سعودي الجنسية، أحد المطلوبين الأمنيين في قائمة الـ 85 التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية في الثامن من فبراير الماضي.
وأوضحت المصادر أن الهذلي مطلوب في قضايا إرهابية وأجرى اتصالاً هاتفياً قبل يومين من تنفيذ العملية الإرهابية على وزارة الداخلية مؤكدا «أنه في جدة ويرغب في تسليم نفسه وأنه يطلب أن يقابل الأمير محمد بن نايف، حيث ان لديه معلومات يرغب في نقلها للأمير شخصيا» وجاء أحمد قطيم محمد الهذلي رقم 10 في قائمة الـ85 مطلوبا.
وكان وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي قال ان الإرهابي الذي حاول اغتيال الأمير محمد بن نايف، «قدم من محافظة مأرب من اليمن زاعما أنه يريد تسليم نفسه إلى المسؤولين في المملكة، وانه يريد توجيه زملائه لترك تنظيم القاعدة».
الى ذلك، جاء في بيان على الانترنت نسب الى «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، أن منفذ محاولة الاغتيال، سعودي آخر على القائمة ذاتها ويدعى، عبد الله حسن طالع عسيري (أبو الخير) ويبلغ من العمر 23 سنة، قدم هو الآخر من اليمن عن طريق مدينة نجران الحدودية.
واشار الى ان عسيري سافر جوا الى جدة من نجران قرب الحدود اليمنية بعدما دخل من اليمن ليفجر نفسه في وزارة الداخلية.
واضاف البيان: «تخطى كل حواجز التفتيش في مطار نجران وجدة ونقل على متن طائرة الامير نايف الخاصة».
وذكرت قناة «العربية» التلفزيونية الفضائية ان عسيري سعودي يبلغ من العمر 23 عاما وان شقيقه ابراهيم على قائمة المطلوبين ايضا.
وتحدثت مصادر لـ «العربية. نت» امس، عن تفاصيل اللحظات الفاصلة التي شهدت قيام الإرهابي بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، حيث قام بزرع المتفجرات في منطقة حساسة من جسده - فتحة الشرج - وهو ما أتاح له اجتياز عمليات التفتيش الروتينية.
وأكد خبراء متفجرات أن العبوة الناسفة يمكن زرعها في مناطق حساسة بالجسم وفقا لاشتراطات خاصة.
وسار سيناريو اللحظات الفاصلة التي سبقت التفجير على نحو درامي، حيث اتصل الإرهابي المطلوب بوزارة الداخلية وطلب أن يعلن توبته بين يدي الأمير.
وفي مساء الخميس الماضي، تقدم الإرهابي إلى قصر الأمير في جدة، وخضع لعمليات التفتيش الروتينية التي لم تكتشف المتفجرات التي أخفيت داخل الشرج. وتم إبلاغ الأمير بوصول المذكور، فانتقل إلى الغرفة الملحقة بمكتبه داخل القصر، ومساحتها لا تتجاوز ستة أمتار في سبعة أمتار، واستعد لاستقبال الإرهابي الذي سيعلن توبته.
تقدم الإرهابي إلى داخل الغرفة وتحرك الأمير صوب الباب لاستقباله، وبادره بحفاوة بالغة، ثم دعاه للجلوس على كنبة، وتحرك إلى يمينه على كنبة أخرى لا تبعد عن الإرهابي إلا مسافة تتراوح بين متر ونصف المتر والمترين. وفي هذه اللحظة انشغل الأمير بمكالمة على هاتف جوال، ثم انفجرت العبوة لتمزق جسد الإرهابي إلى أشلاء صغيرة. ولم يصب الأمير إلا بجرحين صغيرين في يده وأسفل عينيه. ولم يستغرق مكوثه في المستشفى سوى ساعات قليلة.
خبير متفجرات يتابع التحقيقات في الحادث قال لـ «العربية.نت» إن نجاة الأمير جاءت بمثابة «معجزة» نظراً لقربه الشديد من العبوة لحظة انفجارها، مشيراً إلى أن العبوة كانت مصممة لتنفجر في اتجاه عمودي.
أما شهود العيان فقالوا إن آثار دماء الإرهابي والانفجار تبدو واضحة في كل أركان الغرفة باستثناء الموقع الذي كان يجلس به الأمير محمد بن نايف.
فالأثاث الذي كان موجوداً في الغرفة لحظة الهجوم رفع بالكامل ويخضع لتحقيقات أجهزة الأدلة الجنائية.
إلى ذلك، قالت مصادر إن عناصر «القاعدة» دشنت بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف على هذا النحو غير المسبوق، استخدام أساليب جديدة في زراعة المتفجرات داخل الإرهابيين.
من ناحية اخرى، ذكر شهود مساء اول من امس، أن قصر الأمير محمد بن نايف في جدة مكتظ عن آخره بوفود التهنئة على نجاته، وأن أجهزة الأمن تسمح للجميع بالدخول بعد التأكد من هويّاتهم وتفتيشهم، وقالوا إن إجراءات الأمن مشددة لكنها لا تعوق استقبال الوفود.