وقفة / (تجربتي)

1 يناير 1970 06:00 م
|بقلم: فهد الشمري|
لعل من يقرأ عنوان الزاوية حديثة الولادة «تجربتي» يستغرب من عدة أمور ولكنني سأوفر عليه بعضاَ من علامات التعجب تلك لأقول إنني سأتحدث عن تجربة لا يتجاوز عمرها السنتين. ان حال الكثير من الصحافيين والإعلاميين والكتاب في ساحتنا الشعبية وبنسبة كبيرة بدأت دخولها للصحافة من خلال بوابة الشعر وانا لا أكابر على هذا الأمر فكان ذاك هو السبيل وتلك هي الغاية ولله الحمد وصلت لما اصبو إليه , وبعد ان وصلت ماذا وجدت ؟ هنا سأستخدم الحق في استخدام نقطة نهاية السطر لأجيب عن هذا التساؤل.
جميع المتعاملين مع الساحة الشعبية من الزملاء الصحافيين هم شعراء في الأصل ينقص بعضهم ملكة الشعر والبعض الآخر لا يجيد كتابة ما يستطيع به ملامسة الجمهور، وآخرون لم يسلط عليهم الاعلام الضوء وكان هذا هو أحد الأسباب التي دعته للدخول في هذا المجال ولكن وللأسف هناك الكثير ممن سلكوا هذا الطريق يفتقدون لأخلاقيات العمل الصحافي وهذا ما لمسته وشعرت به خلال تلك الفترة فهناك أسماء اقدرها واحترمها ومازلت على ذلك حتى وان طُعنت في شخصي أو في عملي من قبل هؤلاء الأشخاص الذين ما ان يأتي ذكرهم في حديث قلت «الله يذكرهم بالخير» ومضيت.
ان ماوجدته في العمل الصحافي وجهان الاول متعب والثاني ممتع اما الأول فلأنه يأخذ متسعاً كبيراً من وقتك فلا تجد وقتا لتقضي به امور حياتك الاخرى فهناك عمل آخر في انتظارك وهناك أسرة تنتظرك وكل ذلك هيّن ولكن ما يصيبك بعد كل هذا بالتعب من العمل والملل عندما تصطدم بصديق يتربص بك ويكيد لك ويوشي بك عند الغير وما ان تراه حتى تجده كالملاك الطاهر نقي السريرة حسن المعشر وما ان حدث معي ذلك آثرت الابتعاد قليلا عن الساحة لأعيد ترتيب أوراقي والعودة لها مجدداً.
والأمر الثاني فمتعة العمل الصحافي تتلخص في حُسن التعامل وصدق النوايا والتحفيز والتشجيع الذي يحث الصحافي على زيادة الهمّة والإنتاجية في العمل والبحث المستمر عن المواد التي تخدم الساحة الأدبية من جميع أوجهها وتلك هي التي تصقل من مواهب الصحافي وتنّمي علاقاته مع المتعاملين في الساحة الادبية بشكل عام.
أخيراً أقول ما قاله الإمام الشافعي:
إذا شئت ان تحيا سليماً من الأذى
وحظك موفورٌ وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عوراتٌ وللناس ألسن
وعينك أن ابدت إليك معايباً
فصنها وقل ياعين.. للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وفارق ولكن بالتي هي احسنُ

مدير مركز أنهار الاخباري