خادم الحرمين لمساعد وزير الداخلية: «هذه تضحية لكن أنت خاطرت... كان يفترض أن الحرس يفتشونه»

محمد بن نايف ينجو من محاولة اغتيال والانفجار يمزق جسد الانتحاري 70 قطعة

1 يناير 1970 12:56 م
| الرياض - من صبحي رخا |
نجا مساعد وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف، ليل الخميس - الجمعة، من محاولة اغتيال انتحارية نفذها متطرف مطلوب، تمكن من دخول مجلس الامير في منزله في جدة بعد ما زعم انه يريد التوبة، وفق ما أعلنت السلطات السعودية.
وتبنى «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة الاسلامية»، (ا ف ب) العملية في بيان نقله مركز «سايت» الاميركي لرصد المواقع الاسلامية على الانترنت، واوضح المركز انه سيورد تفاصيل في شأن التبني لاحقا.
واوضح بيان للديوان الملكي، أوردته «وكالة الانباء السعودية»، ان في الساعة 23.30 بالتوقيت المحلي (20.30 ت غ) واثناء استقبال الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية المهنئين بشهر رمضان «وبينهم احد المطلوبين من المجرمين الارهابيين الذي اعلن مسبقا عن رغبته في تسليم نفسه» امام الامير محمد و«اثناء اجراءات التفتيش قام هذا المطلوب بتفجير نفسه من خلال عبوة مزروعة في جسمه».
ولم يورد البيان على وجه الدقة كيفية تفجير الانتحاري نفسه، في حين اشار بعض المصادر الاعلامية السعودية الى استخدام هاتف جوال في العملية، وقد تعثر وسقط الانتحاري، قبل أن يصل إلى الامير، الذي اكد ان جسد الانتحاري تقطع بفعل الانفجار «الى 70 قطعة».
واضاف البيان ان محمد بن نايف «اصيب (...) باصابات طفيفة لا تذكر ولم يصب احد بأي اصابات تذكر وقد غادر سموه المستشفى بعد اجراء الفحوصات اللازمة».
وزار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الامير محمد في المستشفى للاطمئنان على صحته.
وأظهرت صور لتلفزيون «الاخبارية» السعودي، المقابلة وحديثا دار بين الملك عبدالله والامير محمد الذي بدا بصحة جيدة، إلا أن الاصبع الوسطى في يده اليسرى كان مربوطا بالشاش. كما نقل عن مصادر طبية (د ب ا) أن الأمير محمد «أصيب إصابة طفيفة في عينه».
وهنأ خادم الحرمين، الامير على سلامته، مشيرا الى «التضحية» التي أقدم عليها، غير انه اشار ايضا الى تقصير في عمل جهاز الامن ما سمح بهذا الاختراق الذي كاد يودي بحياة احد افراد الاسرة الحاكمة في السعودية. وقال مخاطبا الامير محمد: «هذه تضحية لكن أنت خاطرت. كان يفترض ان الحرس يفتشونه (الانتحاري)».
ورد مساعد وزير الداخلية على الفور، «الخطأ مني انا قلت لا احد يلمسه» بعد ما اكد لدى طلب القدوم الى مجلس الامير محمد، انه ينوي التوبة بين يديه.
واضاف الامير ان هذه العملية «لا تزيدنا الا تصميما على استئصال الفئة الضالة كلها». وتستخدم عبارة «الفئة الضالة» في الخطاب السعودي للاشارة الى المتطرفين الاسلاميين من اتباع تنظيم «القاعدة».
كما أجرى ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الموجود في المغرب لقضاء فترة النقاهة، اتصالاً هاتفياً بالأمير محمد، اطمأن خلاله على صحته. ونوه بالجهود الكبيرة والمميزة التي يقوم بها محمد بن نايف في خدمة أمن الوطن والمواطن، داعياً الله العلي القدير أن «يحفظ بلادنا آمنة مستقرة وأن يدحض كيد المعتدين».
وهذا أول هجوم يستهدف في شكل مباشر، احد اعضاء العائلة المالكة، منذ بدء موجة من أعمال العنف من قبل متعاطفين مع تنظيم «القاعدة» عام 2003 في المملكة.
وفي 2004 صدم متشددون بمركبة محملة بالمتفجرات مدخل مقر وزارة الداخلية في الرياض، وتردد حينها أن المحاولة كانت تستهدف موكب الأمير محمد لدى دخوله الوزارة، لكن هذه المعلومات لم تتأكد رسميا.
وبرز اسم الأمير محمد خلال المواجهات الأمنية التي اندلعت إثر الهجمات الإرهابية التي طالت السعودية، ووقف فيها كذراع يمنى قوية لوالده وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي عرف عنه بأنه مهندس العمليات الأمنية الأول والتي حققت نجاحاً كبيراً، سواء على مستوى المواجهات المباشرة، والتي قتل على اثرها قادة وعناصر إرهابية، أو على مستوى المعالجة الفكرية من خلال الحملات الدعوية المكثفة أو من خلال استقبال المتورطين في الداخل والخارج، ومحاولة احتوائهم ودمجهم من جديد في المجتمع السعودي.
وبعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد برقية الى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة أعرب فيها سموه عن استنكاره الشديد للهجوم الارهابي الذي تعرض له الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مؤكدا سموه على موقف الكويت الرافض لمثل هذه الأعمال الارهابية التي تستهدف أرواح الأبرياء الآمنين والتي تتنافى مع تعاليم وقيم ديننا الاسلامي الحنيف، سائلا سموه المولى تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية الشقيقة من كل مكروه ويديم عليها نعمة الأمن والأمان في ظل القيادة الحكيمة لأخيه خادم الحرمين الشريفين. كما بعث سمو أمير البلاد برقيات استنكار مماثلة الى الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام في المملكة العربية السعودية، والأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.