بسبب طقس الصيف من حر ورطوبة وتعرق ولأنهم يحتاجون لتناول كمية كافية من السوائل لمنع تركيز البول

مرضى التهاب الكلى والحصوات البولية عليهم الإفطار في رمضان

1 يناير 1970 05:59 م
اعداد د. أحمد سامح

جعل الله سبحانه وتعالى في الكليتين قدرة عظيمة تستطيع بها تركيز البول لعشرة اضعاف او اكثر وللمحافظة على حجم السوائل في الجسم تحافظ الكليتان على كل قطرة من الماء ولا تطرح الا ما تضطر اليه من البول وكذلك تفعل الكليتان في المحافظة على الاملاح الحيوية والضرورية والتخلص من الزائدة.
ويأتي شهر رمضان المبارك في طقس الصيف الحار وساعات النهار الطويلة فيكون مثل هذا الطقس ذات تأثير كبير على وظائف الكلى ومرضى الكلى وصومهم او الترخيص لهم بالافطار يكون بناء على تقييم الطبيب المعالج المتابع للحالة لأنه من المعروف طبيا ان التهاب الكلى وتكون الحصوات يزداد عند افراز العرق بغزارة وعند الاقلال من شرب الماء والسوائل.
وفي هذا العدد نتحدث عن معاناة الكثير من الناس من الصداع مع بداية الصوم ومن الامساك خاصة في الايام الاولى من رمضان مع نصائح طبية لتجنب هذه المعاناة.
ونجيب عن تساؤل طبي وشرعي هل يمكن تأخير الدورة الشهرية بالهرمونات من اجل صوم رمضان بأكمله؟
ودستور الكويت وقوانين تنص على الغرامة والحبس للمجاهر بالافطار في نهار رمضان ودراسات الصوم تفيد بأن الصوم يزيل الاحباط النفسي.
ونسدي نصائح للصائمين من اجل تجنب الشعور بالعطش في نهار رمضان طويل الساعات المرتفع في درجات الحرارة. جعل الله سبحانه وتعالى في الكليتين قدرة عظيمة ووظائف هائلة حيوية لاستمرار حياة الانسان والتي إذا اضطربت وظائفها اضطربت معها حياة الانسان واصيب بامراض خطيرة عديدة.
ويؤثر طقس الصيف من حر وطوبة وتعرق في وظائف الكلى تأثيرا كبيرا لذلك يتساءل الكثير عن صوم رمضان في اشهر الحر وساعات النهار الطويلة في هذه الايام.
التهاب المسالك البولية والصوم
التهاب المسالك البولية شائع بشكل عام عند النساء خصوصا في سن الانجاب وعند الحوامل والمتزوجات حديثا.
وهو ايضا شائع عند المسنين بسبب كبر حجم البروستاتا وقد ينجم عن وجود حصوات في الكلى او عيب خلقي في المسالك البولية وكذلك من اسباب التهاب مجرى البول الاصابة بمرض البول السكري.
ويحتاج مرضى التهاب المسالك البولية إلى تناول كمية من السوائل تكفي لتخفيف اعراض حرقان البول الذي يعانون منه اضافة إلى استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب.
ويعود تقييم الحالة الى الطبيب المتخصص المعالج كما يمكن استخدام المضادات الحيوية الحديثة ذات التأثير الممتد حيث يعطى جرعة واحدة او اثنتين في اليوم لمساعدة المريض على الصيام إذا كان ذلك لا يضره ويكون باستشارة الطبيب المتخصص المسلم.
الصوم وحصوات الكلى
الحصوات هي تجمعات من املاح معدنية ومركبات كيميائية اخرى وتزداد الاصابة بها في بلدان المناطق الحارة.
اما بالنسبة لصيام رمضان فهناك نوع من المرضى المعرضين لتكوين الحصوات البولية نتيجة تركيز الاملاح في البول بسبب قلة شرب الماء وقلة السوائل في الجسم بسبب التعرق الشديد بفعل طبيعة طقس الصيف من حر ورطوبة وفقدان السوائل من الجسم.
حالات لا يجوز لها الصوم
هذه الحالات لا يجوز لها الصيام وهي الحالات التي تتكون فيها حصوات الكلى المتكررة او الحالات التي تعاني من التهاب صديدي مزمن بالمسالك البولية او حالات تعاني من بداية قصور في وظائف الكلى مثل ارتفاع نسبة البولينا وزيادة البوتاسيوم وزيادة الكرابتينين وارتفاع حموضة الدم.
مثل هذه الحالات لا يجوز لها الصيام خصوصا مع وجود طقس حار وبذل مجهود عضلي مصحوب بكثرة التعرق وما يتبعه من تركيز الاملاح في البول.
واصحاب مهن معينة كالخبازين امام افران المخابز وعمال التعدين والمسابك وعمال الطرق وعمال المطاعم الذين يقفون امام المطابخ والشويات التي تبنعث منها الحرارة ويعانون من التهابات في الكلى حادة او مزمنة او يعانون من تكون حصوات في المسالك البولية عليهم الافطار.
واذا كان المصابون بالفشل الكلوي يحتاجون إلى غسيل الكلى فينصح الاطباء بعدم صومهم في اليوم الذي يجري فيه الغسيل حيث يعطى المريض السوائل المختلفة بما فيها المحاليل التي تحتوي على الجلوكوز كما يعطى ادوية اخرى مما يتعارض مع الصوم.
وتبقى استشارة الطبيب المختص هي الاساس باستمرار ودوما وقد افتى خطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل شيخ في خطبته ليوم الجمعة 14/8/2009 بان غسيل الكلى يفسد الصوم ويفطر صاحبه.
الحالات التي يمكن لها الصوم
اما الحالات التي يمكن لها الصوم فهي الحالات البسيطة التي تعاني من نسبة قليلة من الاملاح وليست مصابة بحصوات بولية متكررة كما ان نظام الحياة لا يعرضها لفقدان السوائل من الجسم الذي يحدث في حالات التعرق الشديد عند التعرض للحر والرطوبة او عند اصحاب المهن التي ذكرنها.
وفي هذه الحالات يمكن الصيام مع تناول كميات كبيرة من السوائل بعد الفطور وتجنب الاطعمة الغنية باملاح الاوكسلات مثل السبانخ والمانجو والفراولة والطماطم وكذك الاطعمة الغنية باملاح اليورات مثل اللحوم والروبيان اذا كان المريض يعاني من زيادة افرازها.


التغلب على الإمساك أثناء الصوم

الامساك احد الاضطرابات الهضمية التي يعاني منه الصائمون وبخاصة في الايام الاولى من شهر رمضان.
ويقصد بالامساك اخراج فضلات الجهاز الهضمي «البراز»
بصعوبة او اخراجها بعد «48» ساعة من الوقت المحدد لها او هو الاحساس بعدم بالتفريغ الكامل وقلته او يكون الاخراج صلبا وصعب الاخراج.
فمن المعروف ان حركة الامعاء امر غير ارادي بينما التفريغ امر وظيفي ارادي يحدده الانسان وينظمه ويتعلمه من صغره.
ولكل انسان سوي يتمتع بالصحة الكاملة والعافية اوقاته المحددة للتخلص من الفضلات التي قد يطرأ عليها الارتباك والتغيير نتيجة ظروف الحياة المعيشية او ظروف العمل.
هذا وقد يشكو بعض الصائمين من هذا العارض الذي يساهم
في اثارة آلام البطن احيانا والغازات والصداع ورغبة في القيء
احيانا.
ومما لا شك فيه ان تغيير مواعيد العمل وتغيير طبيعة الحياة من تبدل في نظام النوم واليقظة ومواعيد تناول وجبات الطعام يؤدي إلى تغير نظام الجسم في طريقة وتوقيت تخلصه من الفضلات في اوقات محددة عن طريق اثارة الرغبة في ذلك.
وللتغلب على الامساك الذي قد يصيب البعض في شهر رمضان وخاصة في الايام الاولى يجب الاهتمام باحتواء طعام السحور على اصناف غذائية واطعمة غنية بالالياف التي توجد في الخضراوات والفاكهة الطازجة مما يساهم في تحريك الامعاء وتنشيطها واعادة الحركة المنتظمة للجهاز الهضمي.
ومن المفيد اسبتدال الحلويات الرمضانية «الكنافة - القطائف - اللقيمات وغيرها» بأنواع من الفاكهة وتناول ما يحتاجه الجسم
من الماء والسوائل بين فترتي الافطار والسحور مع الحرص على اداء الانشطة الحركية المعتادة وهنا يجب الحرص على اداء صلاة التراويح والتهجد لان اداءها فيه حركات منشطة للجهاز الهضمي وتعمل على تفريغ الحويصلة الصفراء التي تنشط الهضم وتحرك الطعام في الامعاء.
 

الصداع مع بداية الصوم

الصداع احد اهم العوارض الصحية واكثرها شيوعا بين الصائمين لاسيما في ايام التحول الاولى.
وايام التحول هي الايام التي يسعى فيها الجسد للتأقلم والتكيف مع متطلبات الصوم.
وللصداع اسباب عدة تتفاوت بين البساطة والخطورة تبعا للامراض التي يمثل الصداع احدى اعراضها وعلامتها وهذه الامراض اما ان تكون عضوية المنشأ حيث يضطرب عمل جهاز ما في الجسم او احدى حواسه الرئيسية.
واما ان تكون نفسية المنشأ حيث ان الصحة النفسية للانسان تكون تبعا لظروف بيئته وحالته النفسية.
والامراض العضوية هي عادة موجودة اصلا في جسم الانسان ويعاني منها قبل حلول شهر رمضان المبارك.
غير ان اختلاف موعد تناول الدواء او الاخلال بأحد اركان الصحة «النوم - الغذاء - الجهد المبذول» تؤدي إلى تفاقم اعراض المرض ومن اهم الامراض العضوية داء السكري وارتفاع ضغط الدم.
اما اهم الاسباب النفسية للصداع فهي الاقبال على الصيام بمفهوم العادة الملزمة مع اهمال التوازن اليومي في اركان الصحة «النوم - الغذاء - الجهد المبذول».
والانقطاع عن تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة وتركها يسبب الصداع عند البعض من الصائمين في الايام الاولى من شهر رمضان.
ومعاناة الصداع مع بداية شهر رمضان المبارك تزول بالصبر والاصرار على اداء هذه الفريضة التي هي لله وحده «كل عمل ابن ادم له الا الصوم فهو لي وان اجزي به».


الصوم يزيل الإحباط النفسي

الإحباط «Frustsation» حالة تعاق فيها الرغبات الاساسية او الحوافز او المصالح الخاصة للفرد او اعتقاد الفرد ان تحقيق هذه الرغبات والحوافز والمصالح صار امرا مستحيلا.
وبمعنى آخر فإن الإحباط «Frustsation» هو العملية التي تتضمن ادراك الفرد العائق الذي يحول دون اشباع حاجاته او تحقيق اهدافه او توقع وجود هذا العائق مستقبلا. وأثبت علماء معهد «يولتزمان» في العاصمة النمسوية «فيينا» ان حالات الإحباط النفسي والشعور بالعجز والسأم تكون نتيجة لنقص مادة «السيروتونين» في المخ وهذه المواد يمكن زيادة نسبتها اثناء الصوم ايضا.
هذا بالاضافة الى زيادة افراز مادة الفيلادين المانعة للشعور بالألم ما يؤدي الى مساعدة الانسان على التخلص من حالات القلق والاحباط النفسي وتسهيل مأمورية الطاقة النفسية والعضلية وفي الوقت نفسه تقوي ارادته وتساعد الطاقة العضلية على انجاز مزيد من الاعمال.
 

تأخير الدورة الشهرية بالهرمونات للصوم

بعض السيدات يتعاطين بعض الهرمونات لمنع حدوث الدورة الشهرية (الطمث) ومحاولة صيام شهر رمضان بأكمله.
ويقول الاطباء المتخصصون في امراض النساء والتوليد ان منع الطمث عن طريق تعاطي حبوب منع الحمل او غيرها من الاقراص التي تحتوي على الهرمونات تسبب اضطراب الدورة الشهرية فيما بعد لذلك فإن تناول هذه الادوية غير مستحب إلا في حالات خاصة كالسيدات اللاتي يعانين من استمرار الدورة الشهرية عندهن لأكثر من ستة ايام.
ورأى الشرع الذي عبر عنه علماء المسلمين ألا تتناول هذه الحبوب وتبقى المرأة على ما قدره الله عز وجل على بنات حواء. لأن هذه الدورة الشهرية (الطمث) ظاهرة فسيولوجية اي طبيعية وهي حكمة إلهية تناسب طبيعة المرأة فإذا منعت هذه العادة فإنه لاشك يحدث فيها رد فعل ضار على جسم المرأة.
وعملا بالحديث النبوي الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى «لا ضرر ولا ضرار».
 

لتجنب الشعور بالعطش أثناء الصوم

يأتي شهر رمضان هذا العام في نهاية الصيف ولاتزال درجات الحرارة مرتفعة وان النهار طويل ويخشى الكثير من الصائمين الشعور بالعطش في نهار رمضان بفعل هكذا طقس وهكذا ساعات صوم طويلة.
ولتجنب الشعور بالعطش اثناء الصيام نتوجه بالنصائح الطبية والارشادات الصحية التالية:
• تجنب الاطعمة شديدة الملوحة لانها تزيد من الشعور بالظمأ ومن احتياجات الجسم الفسيولوجية «الطبيعية» من الماء.
• تجنب الحوادق والتوابل وجميع الاطعمة المسبكة في السحور لانها تحتاج إلى شرب الماء وتؤدي إلى الشعور بالعطش والاحساس بالظمأ.
• تجنب الاغذية المحفوظة لانها تحوي على مواد حافظة
من املاح الصوديوم والابتعاد عن الوجبات سـريعة التحضير.
• الاعتدال في تناول الاغذية الغنية بالسكريات
والعصائر المركزة بالسكر لان زيادة السكريات في الامعاء
تعمل على سحب السوائل من انسجة الجسم إلى الامعاء ما قد يسبب الاصابة بالاسهال وبالتالي يفقد الجسم نسبة من السوائل.
• الاعتدال في تناول الاغذية الغنية بالبروتينات لانها تزيد من كميات الماء المفرزة في البول.
• تناول كمية كافية من الماء مع عدم المبالغة في ذلك.
• يمكن استخدام الليمون والخل في اعداد السلطة وتجنب وضع ملح الطعام «الصوديوم كوليريد» عليها.


الحبس للمريض المجاهر بالإفطار

تنص المادة الثانية من الدستور على ان دين الدولة
الاسلام كما تنص المادة «40» منه على مراعاة النظام
العـــام واحتـــرام الاداب العـــامة واجــب على جميع سكان الكويت.
وهذان النصان يعبران عن احاسيس الكويت كبلد اسلامي يتمسك ابناؤه بالدين والقيم الاسلامية.
وما من شك ان المجاهرة بالافطار في الاماكن العامة
يؤذي مشاعر المسلمين حتى ولو كانت هذه المجاهرة
ممن له عذر في الافطار لان هذا لا يعلمه الناس كافة وانما
هو امر بين العبد وربه والمجاهــــرة به ايـــذاء للمشاعر لامبرر له.
وينص القانون رقم «44» لسنة 1988 في شأن المجاهرة بالافطار في شهر رمضان في مادته الاولى على الآتي:
• يعاقب بغرامة لا تتجاوز مئة دينار وبالحبس مدة لا تتجاوز شهرا او باحدى هاتين العقوبتين.
• كل من جاهر في مكان عام بالافطار في نهار رمضان.
• كل من اجبر او حرض او ساعد على تلك المجاهرة مع جواز اضافة عقوبة غلق المحل الذي يستخدم لهذا الغرض لمدة لا تتجاوز شهرين.