اكتشاف أول عقار لعلاج سرطان الكبد المتقدم في مصر

1 يناير 1970 05:02 ص
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |

في تطور كبير وغير مسبوق يحمل الكثير من الأمل للمرضى، أعلن في العاصمة المصرية مساء أول من أمس، عن اكتشاف أول عقار لعلاج سرطان الكبد المتقدم، في شكل كبسولات، وتمت الموافقة عليه من قبل المفوضية الأوروبية «EMEA»، وإدارة الغذاء والدواء الأميركية «FDA»، ويتم حاليا تجربة تداوله في أكثر من 50 دولة، التجارب التي أجريت على الدواء تشير إلى أن الانتظام على العلاج الجديد، يمنح المرضى الذين يعانون من أكثر أنواع الأورام شيوعا فرصة أطول للبقاء على قيد الحياة.

رئيس الاتحاد العالمي لدراسة الكبد وأول مصري يرأس هذه الجمعية العالمية الدكتور جمال عصمت أوضح - في المؤتمر الصحافي الذي أقيم مساء أول من أمس أحد فنادق (شرق العاصمة المصرية) - أن الجمعية ستبدأ بالاشتراك مع المؤسسة المصرية لأبحاث السرطان في وضع بروتوكول مصري لعلاج أورام الكبد، في ظل الاكتشاف الجديد، والذي يمثل تطورا كبيرا في مجال علاج سرطان خلايا الكبد المتقدم.

وقال: «إن هذا المرض هو الأكثر انتشارا، حيث يمثل 90 في المئة من حالات أورام الكبد الأولية الخبيثة في البالغين، كما أنه يمثل ثالث الأسباب المؤدية للوفاة في العالم.

ولفت إلى أن الخطورة الرئيسية المؤدية لسرطان خلايا الكبد هي الالتهاب الكبدي «بي» والالتهاب الكبدي «سي»، هما الأكثر انتشارا في الدول العربية، مشيرا، إلى وجود عوامل أخرى مثل إدمان الكحول والبدانة والسكري وترسب الدهون في الكبد والتعرض للسموم الطبيعية لفترة طويلة والتدخين.

وقال الدكتور عصمت: «إن التهاب الكبد الفيروسي «بي» قد أظهرت الدراسات أن نحو 4 في المئة من المصريين مصابون به».

ولفت إلى أن هذه النسبة في طريقها للانخفاض بعد تعميم اللقاح الواقي، والذي يعطى الآن لجميع الأطفال.

وأوضح أن هناك ارتفاعا مستمرا في معدلات الإصابة بسرطان الكبد، ومن المتوقع استمرار هذه المعدلات في الزيادة خلال العقد المقبل حتى العام 2018، مصاحبا للزيادة المتوقعة في أعداد المصابين بتليف كبدي.

وحول أعراض سرطان الكبد، كشف رئيس الاتحاد العالمي لدراسة الكبد عن أن أعراض سرطان الكبد. تشمل فقدان الوزن من دون سبب واضح وفقدان الشهية المستمر والإحساس بالامتلاء بعد أكلة بسيطة ووجود كتلة صلبة في الجانب الأيمن في البطن أسفل الضلوع وحدوث آلام حول عظمة لوح الكتف الأيمن، وظهور لون أصفر مخضر على الجلد، وفي العيون والإحساس بعدم الراحة في الجانب الأيمن من البطن والشعور بالإرهاق غير المعتاد، لافتا. إلى أن أفضل طريقة للوقاية من أورام الكبد هي منع مسبباته،. فبالنسبة لفيروس «بي» ينبغي أن يتم التركيز على تطعيم جميع الأطفال منذ الولادة - كما هو متبع في مصر وعدد من الدول العربية حاليا، والتأكد من متابعة ذلك بدقة.

وأوضح أن هناك مجموعة من الأشخاص الذين يجب الحرص على تطعيمهم وهم من العاملين في الحقل الطبي من عمال وتمريض وأطباء والمخالطين لمريض فيروس «بي» المزمن، والمرضى المصابين بضعف المناعة مثل مرضى السكري «غير المنضبط».

أما في حالة الفيروس «بي» فإنه لا يوجد حتى الآن لقاح واقي، ولكن لابد من أخذ الاحتياطات اللازمة بارتفاع اجراءات النظافة وعدم استخدام شفرات الحلاقة وفرش الأسنان من قبل أشخاص متعددين، بالإضافة إلى ضرورة الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية وتعاطي أي أدوية تضر بالكبد ومن ذلك الأعشاب المجهولة المنشأ.

ومن جانبه، أكد أستاذ علاج الأورام الكلينكية في جامعة القاهرة الدكتور حمدي عبد العظيم، أن مرض سرطان الكبد أحد أصعب الأورام - من حيث امكانية علاجها بالأدوية الكيميائية لسببين رئيسيين «أولهما»: عدم استجابة خلايا سرطان الكبد للعلاج الكيميائي لأنها مقاومة للعلاج.

ثانيهما سوء حالة وظائف الكبد نتيجة لوجود تليف كبدي مصاحب لسرطان الكبد في أكثر من 90 في المئة من الحالات.

وأفاد إلى أن كل الدراسات الإكلينكية أثبتت عدم جدوى جميع الأدوية الكيميائية والهرمونية، في علاج حالات سرطان الكبد المتأخر، من حيث تحسن الحالة المرضية أو زيادة معدلات الشفاء، وهو الأمر الذي جعل معظم الأطباء المعالجين يحجمون عن علاج مرض سرطان الكبد في مراحله المتأخرة تجنبا للأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج الكيميائي.

ولفت إلى أن عقار «sorar-enib»، هو أول عقار أثبت نجاحه في هذا المجال في مجموعة من الدراسات الإكلينكية لمرضى سرطان الكبد المتأخر، حيث ثبت أنه قادر على أن يزيد من معدل الإعاشة بنسبة 44 في المئة، ويزيد من فترة عدم نمو المرض بنسبة 73 في المئة.

وهي أول دراسة على الإطلاق تثبت نجاح أي علاج في إفادة هؤلاء المرضى، وبالتالي يعد هذا العقار هو أول دواء في تاريخ سرطان الكبد المتأخر.

وقال هو علاج يؤخذ بالفم والوحيد الذي أظهر تحسن واضح في فترة البقاء على قيد الحياة لدى المرضى بهذا المرض، وبذلك يعتبر بارقة أمل لعلاج سرطان الكبد.

وعن كيفية تشخيص الأورام السرطانية بالكبد أوضح، أستاذ الأشعة التشخيصية في كلية طب جامعة عين شمس الدكتور أحمد البدري، أن التشخيص لهذه الأورام يتم عن طريق الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية الحلزونية، والجديد في التشخيص هو استخدام المادة التباينية الجديدة «priaovisy» مع الرنين المغناطيسي للكبد.

وأضاف ساعدت في تشخيص الأورام السرطانية بقدرة فائقة ومن دون أي مضاعفات.

وذكر ان طرق العلاج المختلفة والتي هي عبارة عن جراحة أو استئصال جزء من الكبد وكل الكبد وزراعة كبد سليم وكي الورم بواسطة الترددات الصوتية الحرارية والعلاج بالإشعاع والعلاج بأدوية السرطان وحقن الكحول النقي عن طريق الجلد ولكنها علاجات ليس لها تأثير قوي في علاج الحالات المتقدمة.

ومن جانبه، أوضح استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي في كلية الطب جامعة عين شمس الدكتور عبد الرحمن الزيادي، أن أكثر من 600 ألف حالة من سرطان الكبد يتم تشخيصها حول العالم كل عام، بينما نحو 54 ألفاً في أوروبا و19 ألفا في الولايات المتحدة الأميركية و390 ألفا في الصين وكوريا واليابان، وفي العام، يغادر الحياة نحو 600 ألف مريض بسبب سرطان الكبد، منهم نحو 13 ألفا في الولايات المتحدة الأميركية وحدها.

وقال حاليا معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الكبد في أوروبا أقل من 8 في المئة و11 في المئة في الولايات المتحدة الأميركية وأقل من 10 في المئة  في آسيا وذلك بين المرضى الذين يعانون من سرطان الكبد غير القابل للاستئصال.