بنطال عبدالقوي السابح في «الجردل» دق النفير في (لاس فيغاس) الفروانية
لص يستهدف 3 أشقاء وهم نيام: يابووووي ... اتسرقنا يا رجالة من تحت المخدة !
1 يناير 1970
06:08 م
|كتب حسين الحربي|
يا بووووي...
يابووووي ... اتسرقنا يا رجالة
إن وقع السرقة على الاخوة الثلاثة وهم نيام كان أقوى من حزنهم على فقدانهم لما تمت سرقته منهم.
إيه اللي حصل، وازاي حصل والدنيا كانت منورة وليست مظلمة؟!
ولكن سر الأسرار يبقى في «الجردل» الذي عثر على بنطاله موجودا فيه معلم الكانتين عبدالقوي والذي كان بمثابة الشرارة التي أيقظت دماغه ودماغ «العمدة» السابق للكانتين المعلم عوض وشقيقهما الثالث مساعد المصور... حشين!
وإذا كان يوم أمس يوماً عصيباً على الأشقاء الثلاثة فإنه كان يوما صعبا ومزاجه حادا على كل من كان طلب فنجان قهوة ليحصل على شاي بدلاً من ذلك، وكل من طلب فنجاناً مغلياً محلى بالسكر وصلته القهوة مُرة زي خلقة «العمدة» عوض.
ما حصل أمس ان «معلم الكانتين» عبدالقوي الذي يتشارك في السكن مع شقيقيه في (لاس فيغاس) ما غيرها الفروانية، حسب التسمية التي يروق لعبدالقوي أن يطلق عليها، أفاق من نومه قرابة التاسعة والنصف صباحاً ودخل دورة المياه تلبية لنداء الطبيعة، وما أدهشه وجود بنطاله الذي كان تركه على الشماعة في غرفة النوم يسبح في جردل المياه الموجود في الحمام.
وخاطب نفسه، حسب إفادته، قائلاً للبنطال: «ايه اللي جابك انت هنا... أنا صاحي ولا نايم»، وأطلق عبدالقوي نداء من داخل الحمام مستفسراً من الشقيق الأكبر العمدة عوض أو... حشين ان كانا ألقيا بالبنطال في الجردل، وكانت الإجابة «شبه النائمة تصدر من الأخوين رداً على عبدالقوي و«نرميه ليه (البنطال) في الميه».
وعاد عبدالقوي أدراجه إلى غرفة النوم ليتصل بمديره أنور لوضع خطة مشتروات ما يحتاجانه للكانتين للشهر الفضيل، لكنها مثل الصاعقة التي سقطت على دماغه عندما فشل في العثور على هاتفه الذي كان يضعه تحت «مخدته» وفشل أيضاً في العثور على «محفظته» المتروكة ايضا تحت «المخدة»، وطرح السؤال على شقيقيه مجدداً «فين المحفظة وفين التلفون، فيه حد منكم أخد حاجة؟» (وفي الوقت نفسه تفقد العمدة عوض هاتفيه المتروكين تحت «مخدته» فلم يجدهما، ومد يده نحو الناحية اليمنى من المخدة وتفحص تحتها فلم يجد محفظته أيضاً، وبدوره المصور التلفزيوني الصاعد... حشين ضرب يده تحت «المخدة» فلم يجد هاتفه وعثر على المحفظة فقط).
حينها علت الضجة والصراخ «يابووووي اتسرقنا واحنا نايمين ومن تحت المخدة».
وبدا «الأشقاء الثلاثة» يضربون الأخماس في الأسداس ويستعيدون في الذاكرة أي ساعة كانوا لجأوا فيها إلى النوم.
وكون العمدة عوض هو الأكبر سناً بين الأشقاء الثلاثة «تركت له حرية الكلام عندما أفاد بما حصل»، وقال «يعني يمكن عبدالقوي دخل نام بعد الساعة 12.30 تقريباً، لأنه قبل ذلك كان عبدالقوي يدردش على النت، وحشين تقريبا نام صوب الواحدة، أما أنا (عوض) فنمت عند الساعة 2.30 تقريباً، ولكن عند الساعة السادسة صباحاً تلقيت اتصالاً هاتفياً من جارنا في العمارة يطلب إليّ أن أحرَّك سيارتي حتى يتمكن من الخروج وأن أصفط مكانه، فلبيت له طلبه وخرجت والهاتف النقال في جيب الجلابية، وبعدها ألقيت الصباح على الجار وحركت السيارة ورجعت الشقة شلت التلفون ووضعته حد التلفون التاني تحت المخدة ونمت، حتى فوجئت بعبدالقوي بيسأل عن مين اللي وضع بنطاله في الجردل واعتقدت ان عبدالقوي يخرف وهو نايم، كون نومه تقيلاً».
ويتابع العمدة السابق للكانتين عوض «لكننا أفقنا على الحقيقة المرة... اننا انسرقنا واحنا نايمين، يعني انطبق علينا المثل القديم (أخدوها والراديو شغال)، يا جماعة كيف دخل علينا الحرامي وسرقنا واحنا نايمين؟ دا مش عارف ألقى له تفسير».
وزاد: «وعندما تفقدنا حوائجنا لاقينا ان التلفونات ومعاها محافظنا وفيها المدنيات والفلوس والرخص راحت من تحت مخداتنا».
عبدالقوي معلم الكانتين أفاد بما حصل، قائلا «كنت أدردش على النت مع بعض (الأصدقاء) في شمال افريقيا وقبل ما أنام علقت بنطالي على الشماعة وتركت محفظتي وهاتفي تحت المخدة ولكني صعقت عندما فوجئت بالبنطال في الميه داخل الجردل»،
مدير الكانتين أنور ازداد قلقه عندما راح يتصل المرة تلو المرة بعبدالقوي، لكن الجهاز مغلق، وأعاد الكرة مع العمدة عوض، والنتيجة ذاتها الجهاز مغلق، وأيضا مع حشين والجهاز مغلق، حتى حلَّ الأشقاء الثلاثة «المبيوقين نوماً» في مركز عملهم بعد ابلاغهم الجهات الأمنية لاتخاذ اجراءاتها تجاه ما حصل لهم من سرقة، وراحوا يخبرون عما لحق بهم، من مصيبة فقدانهم لأوراقهم الثبوتية وخلافها، وأشدها إيلاماً أن السرقة حصلت وهم نيام، وانعكس ذلك على طلبيات الزملاء سلبا عندما اختلط حابل القهوة بنابل الشاي ومن يريدها «زيادة» شربها «سادة».
... صح النوم يا معلم، والعوض على الله يا عوض!