التيارات الإسلامية عن استثناء «رأس السنة» من الترحيل: تمييز... قد يثير فتنة في المجتمع!

1 يناير 1970 04:54 م
| كتب سالم الشطي |اعتبر عدد من التيارات الإسلامية قرار ديوان الخدمة المدنية عدم ترحيل إجازة رأس السنة الميلادية التي توافق يوم الثلاثاء المقبل «نوعا من أنواع التناقض الحكومي»، مشيرة إلى أن «إجازات المناسبات في الأصل لنا تحفظ على شرعيتها سواء الهجرية أو الميلادية ولكن هذا التناقض الحكومي يبدو وكأنه محاباة أو مجاراة للنصارى وعدم نقل العطلة عن يومهم».

و أكد الأمين العام لتجمع الفضيلة الدكتور طارق الطواري أن «العادة في الكويت جرت أن الإجازات إذا كانت في منتصف الأسبوع فإنها ترحل لبداية الأسبوع الذي يليه، وذلك ينطبق على رأس السنة الهجرية والإسراء والمعراج والمولد النبوي وغيرها»، لافتا إلى أن «المفترض أن تسير الدولة على سنة واحدة حتى لا تثير الفتنة في المجتمع، وقد يفهم البعض ذلك أنه احتفال مع النصارى».

ومن التجمع السلفي، قال الشيخ سالم الناشي انه «مما يؤسف له أن الدول عندما تكون ضعيفة تخضع لعادات وتقاليد شعوب أخرى أقوى منها ولكن لا ينبغي أن يمس هذا الأمر الدين الإسلامي»، مشيرا إلى أن «قرار ديوان الخدمة المدنية إذا كان أن يتم تحويل العطل التي في خلال الأسبوع إلى الأحد الذي يليه فإن تمييز بعض العطل عن غيرها يحتاج إلى إقناع وبيان لسبب هذا التمييز عن غيره».

وأضاف أن «هذا التمييز لا يخدم العادات والتقاليد التي جبل عليها المجتمع الكويتي وقد يفتح بابا لآخرين أن يطالبوا بمثل هذه العطل أن تبقى في أوقاتها»، مبديا تحفظه في الأصل «على إجازة رأس السنة لأنها ليست من دين ولا عادات الدولة، بل هي مرتبطة بعادات ديانات أخرى».

وشدد الناشي على أن «تمييز عطلة رأس السنة قد يثير فتنة في المجتمع».

بدوره، رأى الباحث الشرعي والقانوني المحامي الدكتور سعد العنزي أن «إجازة رأس السنة الميلادية في الأصل ليس لها أساس من الناحية الشرعية»، مشيرا إلى أن «الأعياد في المجتمعات الإسلامية تقتصر فقط على عيد الأضحى وعيد الفطر لأنهما عيدان للمسلمين يتم فيهما تعطيل المؤسسات الرسمية والأهلية بهذه المناسبة لأن الدستور ينص أساسا على أن دين الدولة الإسلام وعيدي الفطر والأضحى هما عيدان للمسلمين في إطار المجتمع الإسلامي ومن خلال إقرار الدستور».

وعن أعياد «الكريسمس» ورأس السنة، أكد العنزي أن «المسلمين لا علاقة لهم في تلك الأعياد أصلا فلا ينبغي على المجتمع الإسلامي أيا كان والذي ينص دستوره على أن دين الدولة هو الإسلام كما هي الحال في الكويت أن يتخذ من أعياد الكريسمس عطلة أو عيدا يحتفل فيه لأنه يناقض عقيدة الإسلام ومخالفة لأصل العقيدة»، مشيرا إلى أن «النبي صـلى الله عليه وسلم هو نبي الإسلام والمسلمين أمرنا بمخالفة اليهود والنصارى والأمر منه يدل على الوجوب في مخالفة اليهود والنصارى».

وأوضح العنزي أن «اتخاذ أعياد الكريسمس ورأس السنة الميلادية عطلة فكأننا أقررنا واعترفنا بأعيادهم ومعتقداتهم وهذا مخالف لمعتقدات المسلمين، وهذا هو الأصل في تكييف المسألة».

وقال الدكتور العنزي أن «قرار تثبيت إجازة رأس السنة يوم الثلاثاء المقبل وترحيل إجازة رأس السنة الهجرية من 10 يناير إلى 13 يناير المقبل فيه استخفاف للتاريخ الهجري للمسلمين وتقليل من أهمية المواسم الرمزية للمسلمين»، لافتا إلى أن «هذا القرار يدخل في توقير الأعياد المسيحية وتفضيلها على أعياد المسلمين وهذا يحتاج إلى إعادة نظر من الدولة ومن المسؤولين حتى لا يقعوا في المحظور الشرعي».

من جانبه، قال الناطق الرسمي للحركة السلفية بدر الشبيب ان «ديوان الخدمة المدنية أخطأ في استثناء إجازة رأس السنة الميلادية من قرار ترحيل الإجازات التي تقع في منتصف الأسبوع إلى بداية الأسبوع الذي يليه».

واستنكر الشبيب أصلا احتفال الدولة في رأس السنة الميلادية وتعطيل مصالح المواطنين وعموم الدولة في هذه المناسبة «التي لا أصل لها في الشريعة الإسلامية بل هي مناقضة لها».

وأكد الشبيب على الأئمة والخطباء والدعاة تذكير الناس بالمسلك الخطر الذي يقع فيه كثير من المحتفلين بوقوعهم بالإثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير تلك الأسباب .

وحذر الناطق الرسمي للحركة السلفية من مخالفة قانون منع الحفلات بإصدار رخص وموافقات لتلك الحفلات بتحمل المسؤولية القانونية تجاهها، مختتما تصريحه بالدعوة إلى إنشاء مجلس حسبة يهدف إلى سمو ورفعة المجتمع الكويتي بإزالة المنكرات عنه.