سليمان بعد لقائه وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية: الخرق الإسرائيلي المستمر للـ 1701 يُبقي الوضع بدائرة القلق
لويس: قلقون جداً من عودة «حزب الله» إلى التسلح في شكل جدي وملحوظ
1 يناير 1970
11:09 ص
| بيروت - «الراي» |
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان «التزام لبنان تنفيذ القرار 1701»، مشيرا الى «أن الخرق الاسرائيلي المستمر لهذا القرار هو الذي يبقي الوضع في دائرة القلق».
هذا الموقف أطلقه سليمان خلال استقباله امس وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية ايفان لويس الذي أجرى محادثات ايضاً مع رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة ووزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ.
وأكد لبنان للوزير البريطاني تمسكه بقرار مجلس الأمن 1701 والدور الايجابي التي تقوم به قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني، مشدداً على رفض ادخال أي تعديل على طبيعة مهمات القوة الدولية وقواعد الاشتباك التي تحكم عملها منذ العام 2006.
وحمل الوزير البريطاني في محادثاته رسالة «تأكيد الدعم البريطاني المتواصل للعملية السياسية الديموقراطية في لبنان ولتأليف حكومة الوحدة الوطنية والحض على تطبيق الـ 1701 والتشديد على الدور المهم الذي يمكن للبنان ان يضطلع به في عملية السلام الشامل في المنطقة».
ولفت ان لويس أثار بقوة ملف تسلّح «حزب الله» وعبّر في شكل «متواز» عن قلقه من «الانتهاكات الجوية الاسرائيلية للأجواء اللبنانية «باعتباره خرقاً كبيراً للـ 1701»؟ معرباً عن «القلق الكبير لعودة «حزب الله» الى التسلح بشكل جدي وملحوظ، وهذا يتعارض مع الـ 1701».
ونقل المسؤول البريطاني عن صلوخ «ان الجيش اللبناني مدعوما من «اليونيفيل»، سيضطلع بمسؤولياته بشكل كامل من اجل تفادي حصول أي تسلح او استعمال الوسائل العسكرية أو الوسائل الارهابية من «حزب الله».
وقد ردّ صلوخ «سريعاً» وفي حضرة لويس موضحاً انه اكد للأخير انه «ليس هناك أي دليل يثبت صحة الادعاءات الاسرائيلية حول تسلح «حزب الله»، فلم يجر تزويدنا من الامم المتحدة بأي صورة او برهان او دليل في موضوع تهريب السلاح الى «حزب الله» او سواه. وحتى ان تقرير الامين العام للامم المتحدة حول متابعة تنفيذ القرار 1701 لم يأت على ذكر تهريب السلاح». واضاف: «ان سلاح «حزب الله» هو موضوع لبناني داخلي وهو بند على طاولة الحوار التي يرأسها فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان». وتابع: «لدى سؤال الوزير لويس عما اذا كان احد من منظمات ارهابية او غير ارهابية يطلق النار الى خارج الحدود اللبنانية، قلت له ان لبنان سيقطع أيدي هؤلاء الذي يشاغبون ويعملون على اثارة الفتنة في جنوب لبنان».
وكان الرئيس اللبناني ابلغ الى لويس «أن مشكلة الشرق الأوسط لن تجد حلاً دائماً وشاملاً وعادلاً ما دامت اسرائيل لا تعطي اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم، وفي طليعتها حق العودة الذي تنصّ عليه مبادرة بيروت العربية وتتضمنه قرارات القمة العربية الأخيرة في الدوحة».
ولفت الرئيس اللبناني الى «أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزاً حكومياً ونيابياً على الاصلاحات السياسية والادارية والقضائية وكذلك اللامركزية الادارية وعلى قانون جديد للانتخابات يعتمد التمثيل النسبي».
أما الوزير البريطاني فأطلع سليمان على أهداف زيارته لبيروت التي وصل اليها آتياً من دمشق، مبدياً قلقه «ازاء الخروق المرتكبة للقرار 1701»! مشددا على «أهمية استمرار جدية لبنان في تنفيذ هذا القرار وسعيه المتواصل الى الامساك بزمام الأمور»، وكاشفا «تكرار مسؤولي بلاده لفت اسرائيل الى وجوب وقف هذه الخروق من جانبها»، ومشيرا الى «أن الفرصة سانحة ومميزة في المنطقة اليوم وفي ظل ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لاعادة اطلاق عملية السلام».
ورأى «أن ترشح لبنان للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن خطوة مهمة جدا»، لافتا الى «أن بلاده التي ترأس هذا المجلس راهنا مستعدة لتقديم المساعدة للبنان كي تكون مشاركته وعضويته فاعلة في المجلس».
وعبّر عن «رغبة بريطانيا في مساعدة لبنان في اعادة بناء نفسه»، مشيرا الى «ايمان بريطانيا بأن الاصلاحات السياسية والاقتصادية في لبنان مهمة جدا لتأمين مستقبل زاهر له».
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير صلوخ، اعلن المسؤول البريطاني بعد اللقاء ان لندن والمجتمع دولي «قلقون حيال تطبيق القرار 1701؟ وقد أوضحنا ذلك للحكومة الاسرائيلية، خصوصا أن الطلعات الجوية الاسرائيلية في أجواء لبنان تشكل خرقا كبيرا للـ1701». اضاف: «في موازاة ذلك، نحن قلقون جدا لعودة «حزب الله» الى التسلح بشكل جدي وملحوظ، وهذا يتعارض مع الـ 1701. وقد أكد لي صلوخ ان الجيش اللبناني مدعوما من «اليونيفيل»، سيضطلع بمسؤولياته بشكل كامل من اجل تفادي حصول أي تسلح او استعمال الوسائل العسكرية أو الوسائل الارهابية من «حزب الله». وقد أوضحنا هذا الأمر وأننا أيضا سندعم بقوة دور اليونيفيل في جنوب لبنان، ونعتقد انهم يقومون بعمل ممتاز في ظل ظروف صعبة، وقد عبّرت لهم عن ذلك شخصيا خلال زيارتي لهم الاربعاء».
وأضاف: «نرحب بشكل حار جدا بقيام العلاقات الجديدة بين لبنان وسورية، ومن الواضح ان السوريين لم يتدخلوا في الانتخابات النيابية التي جرت أخيرا وفي الشؤون الداخلية للبنان».
وتابع: «ركزنا في حديثنا على عملية السلام في الشرق الأوسط، وقلت ان المملكة المتحدة تعتقد، منذ زمن بعيد، بوجوب حل يقضي بقيام دولتين مستقلتين: دولة فلسطينية قابلة للحياة جنبا الى جنب مع دولة اسرائيلية آمنة. وقد ادى لبنان دورا قياديا في دعم مبادرة الرئيس باراك اوباما للسلام في الشرق الأوسط (...) وندعم بشدة تصريح الرئيس اوباما القائل بوجوب وقف كل اعمال الاستيطان الاسرائيلي، ونتطلع الى استجابة ايجابية من اسرائيل خلال الأسابيع والأشهر المقبلة».
واضاف: «نود ايضا رؤية سورية تحل مشاكلها العالقة مع اسرائيل بما فيها هضبة الجولان واعادتها الى سورية وتطبيع العلاقات بين البلدين، اضافة الى كل المسائل العالقة الدقيقة جدا المتعلقة بالاراضي بين لبنان واسرائيل. ونحن نعتقد ان الوقت قد حان للتحرك نحو مفاوضات شاملة تقودنا الى سلسلة قرارات من اجل حل هذا النزاع التاريخي التراجيدي، والذي تسبب بالكثير من الآلام لكلا الطرفين».
وختم: «البعض في لبنان كان يقول «اننا سنكون الدولة الاخيرة التي توقّع السلام مع دولة اسرائيل». هل استطيع القول اليوم اننا لا نريد ان يكون لبنان الدولة الاخيرة في اي مفاوضات سلام؟ بل ان يكون في قلب اي مفاوضات وان يعمل مع اصدقائه وحلفائه، مع السوريين والعالم العربي من اجل الجلوس الى الطاولة والمشاركة في هذه المفاوضات التي توصل الى حل نهائي؟».