المشاركون في ندوة « كلنا كويتيين»: لننبذ الفرقة والخلاف... الوحدة الوطنية سور الكويت الواقي

1 يناير 1970 10:18 ص
|كتب خالد العنزي|
أجمع المشاركون في ندوة « كلنا كويتيين... كلنا نبني الكويت » والتي أقامتها جمعية « شباب الكويت الوطنية... تلاحم » يوم أول أمس في مقر جمعية المحامين الكويتية، على ضرورة الاستفادة من ذكرى الغزوالعراقي الغاشم، حيث توحّد يومها الكويتيون بكل أطيافهم الدينية والسياسية والاجتماعية ودحروا الغزاة حتى حرروا وطنهم، مطالبين أن يعتبر الكويتيون هذه الذكرى رمزاً للوحدة الوطنية في مواجهة الأزمات التي يمر بها البلد والالتفاف حول بعضهم البعض في مواجهة كافة التحديات، مشددين على ضرورة التلاحم بين جميع أبناء الكويت ونبذ الفرقة والاختلاف وتأصيل الديموقراطية وتعزيزها والتي اعتبروها الدافع الأساسي والمهم الذي من خلاله وقف العالم أجمع مع الكويتيين في حربهم ضد الغزو.
شارك في الندوة النائب صالح عاشور والنائبة الدكتورة سلوى الجسار وأستاذ العلوم السياسية الدكتورعايد المناع والمحامي حمود الهاجري والمحامية كوثر الجوعان والمحامي والكاتب الصحافي محمد الجميع والناشطة الاجتماعية لطيفة الرزيحان، وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، والشاعر سالم سيار الذي ألقى قصائد وطنية عبر من خلالها عن حب الكويت ومسطرا تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء لبلدهم.
استهلت الندوة النائبة الدكتورة سلوى الجسار موضحة أن يوم الغزو رغم قسوته يوم تاريخي ووطني لانه أظهر معدن هذا الشعب الاصيل، مطالبة بالعمل على الاستفادة من العبر التي حدثت فيه، قائلة ان « الاحتفالية التي نعيشها اليوم تلقي بظلالها على مفهومين أسياسيين علينا الوقوف عندهما كثيرا وهما الولاء والانتماء »، وأضافت « نرى اليوم ممارسات فاقت الوصف ووصلت لمرحلة يتحدث بها الكل حتى الأطفال من هم بالروضة والابتدائي، مرحلة اختل بها مفهوما الولاء والانتماء لدى الكثيرين وذلك بسبب الكثير من المحركات التي أدت الى اختلال هذه المفاهيم لدى المواطنين ومن أهم هذه المحركات هو احتياجات الأفراد »، مطالبة بتعزيز لوائح وقوانين الدولة لهذه الاحتياجات خصوصاً في هذا الوقت وما نشهده من العولمة التي أحدثت الكثير من الاختلال في حاجات الأفراد ما اثر على الولاء والانتماء، موضحة ان من المحركات التي أثرت على هذين المفهومين هواهتمامات الأفراد خصوصاً الشباب الذين يعتبرون الفئة الأكبر في أي مجتمع ولهذا نرى في المجتمع الكويتي ان الشباب اهتماماتهم لم تعد تعكس تعليمهم وتربيتهم.
وأضافت الجسار يجب الاهتمام بالأسرة الكويتية التي تعتبر المحرك الرئيسي لخلق وتعزيز مفهومي الولاء والانتماء وكذلك يعتبر الاعلام من المؤثرات الرئيسية في هذا الشأن، كما أن دور جمعيات النفع العام من المحددات الأساسية والمهمة لتعزيز هذين المفهومين في نفوس المواطنين، مشيرة الى أن غياب القدرة في مراكز صناع القرار من مكامن الخطر الأساسية والدليل على ذلك ظاهرة نواب الخدمات الذين يتعدون على القانون ويأخذون حقاً ليس لهم.
ومن جهته أكد النائب صالح عاشور على أن الاحتفال بمثل هذه المناسبات الوطنية مهم جدا خصوصاً مع الغياب الحكومي، مشيدا بدور جمعية شباب الكويت الوطنية على اقامة هذه الندوة التي تأتي بالتذكير بذكرى الغزو حيث ان مثل هذه الاحتفالات تعزز روح الولاء بين الشباب، وأضاف ان ذكرى الغزو لا يمكن أن تنسى في تاريخنا السياسي، فتاريخ الغزو يؤرخ الان كما كنا نؤرخ سنة الهدامة والطفحة، فهذا التاريخ يحمل لنا دروساً كثيرة وبطولات يجب أن تدرس لأجيالنا القادمة لما بها من تضحيات كثيرة قدمها أبناء الكويت وذلك من خلال مناهج حقيقية وتعليمهم وقفة العالم الحر مع الكويت في أزمتها والتي كانت وقفة مشهودة حتى أعادت الحق لاصحابه، مشيرا الى أن من الأسباب الرئيسية التي دعت العالم أجمع أن يقف مع الكويت خلال الاحتلال هي الممارسة الديموقراطية التي نعيش بها ونتميز بها عن الكثير من الدول وأيضا الحرية والتعددية وهي خلاف ما كان يعيش به العراقيون من ظلم واستبداد وديكتاتورية ولهذا علينا ان نفخر ببلدنا ونحافظ على هذه الديموقراطية ومؤسساتنا الدستورية، وتمنى ان يتم الاحتفال بهذه الذكرى على مدى أسبوع كامل يعيش من خلاله الكويتيون جميع جوانب هذه الأزمة وان يشاركنا في هذه الذكرى اخواننا من الشعب العراقي الذين عاشوا معنا الظلم والاضطهاد من قبل النظام العراقي السابق.
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عايد المناع ان تاريخ 2/8 هو صورة رائعة للوحدة الوطنية وتلاحم الشعب الكويتي والتفاته حول قيادة الشرعية، وأيضا هي صورة قدم من خلالها الشعب الكويتي للعالم أجمع معاني التضحية والولاء والفداء للوطن وللقيادة، حيث كنا قبل الغزو شعباً بسيطاً ولكن اتخذنا شعار المقاومة والتحدي حتى لا نعطي فرصة للمحتل ان ينال منا خصوصاً ما كان يحدث قبل الغزو من أزمات سياسية وخلل في النسيج السياسي الكويتي ولكن هذا لم يمنع أبناء الكويت من التلاحم والوحدة والوقوف جنبا الى جنب ضد الاحتلال الصدامي، والكل التفت حول القيادة الشرعية وحول الدستور والاتفاق على ان الكويت وطن واحد ليس قابلاً للتجزئة، مضيفا ان الشعب الكويتي وقف بكل فئاته وطوائفه وتصدى للعدوان والاحتلال وأيضا أعضاء مجلس الامة الذين وقفوا مع الحكومة في التصدي لهذا الاحتلال وقدموا أرواحهم فداء للوطن ولا ننسى الشهيد مبارك النون الذي رفض أن ينزل صورة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد وصورة ولي العهد سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبد الله، وما كان من جنود الاحتلال الا ان أعدموه أمام المواطنين لرفضه تنفيذ أوامرهم وهذه التضحية البطولية هي تضحية يجب أن تذكر وتدرس للأجيال القادمة.
وأضاف المناع لا يجب أن ننسى أيضا أخت الرجل المرأة الكويتية التي قدمت أثناء الغزو والاحتلال أسمى صور التضحية والبطولة فكانت عونا لأخيها الرجل في مواجهة وتحدي المحتل العراقي، وقد تحولن من ربات بيوت إلى مقاتلات في وقت الشدائد ومنهن الشهيدتان أسرارالقبندي ووفاء العامر، وهذه التضحيات هي دروس يجب أن نستفيد منها فنحن اليوم أمام مرحلة مفصلية يجب أن يقف الجميع بها جنبا الى جنب، مشيرا الى أن هناك من يقول ان الكويت هي فقط 5 كيلو مترات والباقين غير كويتيين أو كما يطلق عليهم باللغة العامية « لفو» وهذا الكلام عيب وهو كلام خطير ومن أطلقه متخلف عقلياً ويجب أن يطهر البلد من مثل هذه العقليات ويحاسب من قال هذا الكلام وان يتخذ بحقه كل الاجراءات القانونية ويحاكم على مثل هذا الكلام الذي يفتت الوحدة الوطنية، فالكويت لجميع الكويتيين لا فرق بين سني أوشيعي أوحضري أوبدوي فالكويت للكل.
وشدد المناع على أن البدون قدموا تضحيات كثيرة أثناء الغزو والاحتلال وتضرروا كثيرا وبشكل مضاعف عما تضرر به الكويتيون ويجب أن يأخذوا حقوقهم كاملة فهم أخواننا وبشر مسلمون ومن حقهم ان تكون هناك اجراءات تحفظ حقوقهم وتضمن لهم العيش الكريم، ويجب ازالة الظلم والغبن عنهم وهم من قدموا لنا الكثير من الشهداء والأبطال الذين سطروا في التاريخ الكويتي أروع التضحيات والبطولات.
وبدورها قالت المحامية كوثر الجوعان اننا يجب ان نحتفل بتاريخ 2/ 8 على أساس المقاومة الداخلية فهي كلمة حق غابت 19عاماً والتي غفل عنها الاعلام الحكومي على كافة المستويات، مطالبة بالاحتفال بشهداء الكويت والمقاومة الداخلية ليس كما يحاول البعض طمس هذه الحقيقة، مشيرة الى أن التلاحم ليس مجرد كلمات أو أقوال ولكن هو أفعال من خلال ترابط المجتمع الكويتي يداً واحدة.
وبدوره قال المحامي حمود الهاجري اننا وصلنا الى مرحلة خطيرة في تفتيت للوحدة الوطنية، مشيراً الى أن هناك منهجية لضرب الوحدة و« للأسف من قام بهذا الأمر هم الحكومة والمجلس والاعلام حيث ان هناك الكثير من النواب من يهتم بطائفته أو قبيلته على حساب الوطن وهو أمر خطير لا يجب السكوت عنه»، مشيرة الى أن ميزة الغزو العراقي للكويت هو انه أذاب كل الفروقات في المجتمع الكويتي، فقد شهدنا مقابر شيعية تحمل رفات شهداء الكويت السنّة وكذلك المقابر السنية تحمل رفات شهداء الكويت الشيعة وهذه الميزة هي أكبر دليل على الوحدة الوطنية التي يتمتع بها الشعب الكويتي وقت الأزمات.
وبدوره قال المحامي والكاتب محمد الجميع انه مهما تعالت الأصوات الحكومية أوالبرلمانية أو حتى الشعبية التي تطالبنا أن ننسى ونحن نقول لهم اننا لم ولن ننسى ما حدث من غزو لدولتنا الحبيبة، مضيفا اننا يجب أن نحارب الطائفية والقبلية وكل ما يمزق الوحدة الوطنية في البلد ويجب اعتبارها جرائم يعاقب عليها القانون.
واختتمت الندوة الناشطة الاجتماعية لطيفة الرزيحان قائلة انها زارت ومجموعة كبيرة من المواطنين مقبرة الرقة التي تحمل رفات العديد من الشهداء الذين حاربوا الظلم وقهروا العدوان وقدموا أرواحهم فداء للكويت، مضيفة « كنت أتمنى رؤية مسؤول حكومي واحد خلال زيارة مقابر الشهداء ولكن للأسف لم نر أي تجاوب حكومي تقديراً لتضحية هؤلاء الشهداء الأبطال »، مشددة على أننا في مثل هذا الوقت خصوصاً في ظل الأزمات الكثيرة التي تمر بالبلاد أحوج ما نكون الى التلاحم والوحدة خصوصاً من أعضاء مجلس الأمة الذين عليهم المسؤولية الكبيرة لأنهم يمثلون الشعب الكويتي.