كان للقاء الشيخ سعود الناصر «بو فواز» سفير دولة الكويت لدى واشنطن أثناء فترة الغزو الصدامي الأثر الطيب في نفوسنا... وقد تجمعنا واستمعنا إليه في فندق بمدينة بوسطن، وانتهى الأمر بتطوعنا مع الجيش الأميركي. فماذا تعلمنا من ذلك اللقاء، وما هو واقع وقتنا الحالي؟
تسعة عشر عاما مضت وما زلنا نبحث عن ترسيم الحدود وتحصيل التعويضات ومد يد التعاون مع العراق الجديد (هذا على الصعيد السياسي)، وتسعة عشر عاماً مضت لم تسمح لنا الصراعات في بناء مفاهيم جديدة تبني كويت المستقبل، وتلتزم بدستور 1962 الذي اتفق عليه الجميع خلال فترة الغزو الغاشم، ناهيك عن فقدان الهوية وملح العلاقة بين أطياف المجتمع.
الغريب أن الأنفس ما زالت تتقلب كتقلب الجو عندنا فمرة هدوء يسبق العاصفة، ومرات عدة عواصف يتبعها هدوء، والأسباب التي تثير شوائب الأنفس ظلت غير مفهومة ولم تتم معالجتها!
كان لقاؤنا مع الشيخ سعود الناصر في غاية الروعة، فرغم صعوبة الموقف وتداعياته حيث كنا على قلب واحد رغم اختلافاتنا الأيدلوجية فالهدف آنذاك كان «الكويت».
إذاً، بعد فترة التحرير حتى ساعة نشر هذا المقال نفتقر لوجود الكويت التي سخرت لها كل الإمكانيات البشرية والمادية لإعادة الحق لأصحابه، وبالطبع النسيج الاجتماعي كان صلباً للغاية... والظاهر من مشاعر الناس كان مؤشراً إيجابياً عن ثبات قوة اللحمة الوطنية.
أما الآن، فقد ظهر لنا أناس اشغلوا أنفسهم واشغلونا معهم، فهذا لا يتفق مع ذلك وتلك الكتلة تختلف مفاهيمها عن بقية المجاميع والكتل، ولو نظرنا للوضع وقمنا باستدراكه بأنفس هادئة (Reflective Mindset) لوجدنا ما يحصل على خلاف ما تحتاجه الكويت!
فالكويت الحاضر والمستقبل في حاجة إلى كهرباء وماء، إسكان، خدمات صحية، بنية تحتية، تعليم راق، إدارة فاعلة، قيادة برؤية تتعامل وفق ما نص عليه الدستور من عدالة ومساواة ورخاء معيشي، واقتصاد متين باستثمارات مجدية! إن الكويت لا تريد للاختلاف أن يستمر، والاختلاف قد دمر شعوباً من قبل، ودرس 2/8 مر مرور الكرام وأصبحنا الغرباء في الكويت حسب التركيبة السكانية وحتى الرياضة فشلنا فيها.
عودوا إلى رشدكم... واتقوا الله في الكويت التي جمعت بدوها وحضرها وسنتها وشيعتها حول القيادة الحكيمة والدستور الكويتي مرجع الجميع: فهل من متعظ!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]