سألني صديقي عن معنى كلمة خازوق؟
فأجبت أن الخازوق وسيلة إعدام وتعذيب في الوقت ذاته، وهي تمثل إحدى أبشع وسائل الإعدام، حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا مسننة طويلة من ناحية، وإخراجها من الناحية الأخرى، والعصا قد تكون خشبية أو معدنية، يتم إدخال الخازوق من فم الضحية أحياناً، أو في أغلب الاحيان في فمه أيضاً! بعدها يتم تثبيت الخازوق في الأرض ويترك الضحية معلقاً حتى الموت، وفي معظم الأحيان يتم إدخال الخازوق بطريقة تمنع الموت الفوري ليتعذب الضحية أكثر وقت ممكن.
سألني: ومن صاحب هذه الفكرة البشعة؟
أجبت: هي فكرة تركية في زمن الدولة العثمانية حسب رواية البعض، أما البعض الآخر فيرى أنها فكرة الأمير الروماني فلاد تيبيس المعروف بدراكولا.
فقال: لا يهم المصدر، بل كيف لعقل بشري أن يبتكر هذه الوسيلة الوحشية في حق الحياة الإنسانية؟
وبعد أن أشعل صديقي سيجارته... ابتسم وقال وهو ينفث الدخان: ألا ترى أن وزير الداخلية والنائب الفاضل مسلم البراك وجهان لخازوق واحد! فالوزير استطاع أن يوهم اثنين وثلاثين ضحية، والبراك كشف لنا حقيقة اثنين وثلاثين ضحية.
واستكمل صديقي: البراك استطاع وفي وقت مبكر إسقاط أقنعة كثيرة تولدت على إثرها موجة شعبية خازوقية غاضبة ضد حماة التلاعب بالمال العام، أما الوزير فوجه خازوقاً لمن وقف في صفه من الضحايا بعد اكتشاف «المستخبي والمستور» بعدم قبول النيابة العامة إحالة قضية «الاعلانات» قبل يوم الاستجواب.
واستطرد قائلاً: كان أرحم بكثير للـ 32 ضحية أن يتعرفوا على الخازوق في زمن الأمير الروماني فلاد تيبيس، أو في الزمن العثماني بدلاً من خازوق الاستجواب لأنه في الأول يتعذب الضحية مرة واحدة فقط إلى أن يفارق الحياة وينتهي كل شيء أما الثاني فلن يفارق ضحاياه الحياة إلا والعار يطاردهم طيلة حياتهم.
فإلى كل لاهث وراء قطار المصالح الشخصية، تمعن في حكمة صديقي!
عمر الطبطبائي
مهندس كويتي
[email protected]