عشق الفن بجميع مجالاته، بدأ مسيرته الفنية من خلف الكواليس منذ عام «1999» ولم يظهر للأضواء إلا بعد أن توالت عليه النصائح من مقرّبيه، كان أهله أول المشجعين، وكان القدير عبد الحسين عبد الرضا أول من قدّمه للشاشة، عبر مسلسل «حبل المودة»... انطلق بعدها بفضاءات الفن المختلفة، وقدّم أدواراً تتسم بالجرأة والفهم العميق للرسالة الفنيّة... في رمضان الماضي قدّم دوراً رفضه العديد من الممثلين الشباب ولكن حبّه للفن وجرأته دفعته الى الموافقة للعب دور الشاب الشاذ جنسيّاً في مسلسل «الوزيرة» ونجح بأداء ذلك الدور رغم المؤشرات الايجابية والسلبية التي اكتنفت العمل... في الوقت نفسه عمل في مسلسل «الأصيل» مع الفنان عبد العزيز المسلم ولكن في دور مختلف ومغاير كلياً عن دوره في «الوزيرة».
هو الممثل والمطرب الشاب جاسم الجاسم، وقد التقته «الراي» حيث كشف عن تفاصيل رحلته الفنية عبر هذا الحوار الصريح:
• حدثنا عن مشاعرك حول ردود الافعال التي صاحبت مشاركتك في مسلسل «الوزيرة» والذي أظهرك بشكل أوسع للجمهور ؟
_ كان شعوري جميلاً جداً، ولا يوصف حيث وجدت ردة فعل من الجمهور «وايد حلوة» والشي الأهم هو أن الدور وصل لهم سواء كان بشكل ايجابي أو سلبي، كون أن اداء هذا الدور يحتاج الى جرأة وإقدام وتفهّم لقيمة الفن وأهدافه، وقد وقف أكثر المشاهدين معي، لأن الدور يتضمن قضية حساسة وهي موجودة في مجتمعنا الكويتي وحتى الخليجي ، ولابدّ أن أذكر ان هذا الدور قد رفضه العديد من الممثلين الشباب لما يحتويه من جرأة وسخونة.
• ألم تشعر بالخوف والرهبة كونك تجسد دور الولد الشاذ الذي (يميل) للشباب، يعني «جنس ثالث»... بالإضافة لتقديمك لبعض المشاهد غير المألوفة لدى المشاهدين؟
_ أكيد شعرت بالخوف في بداية قراءتي للنص، ولكن الشخصية واقعية ومهمة وموجودة في الحياة وعلى هذا الأساس قبلت الدور وجسدته ،وللأسف توجد مشاهد تم حذفها أثناء العرض ولكن المسلسل سيعرض كاملا بعد فترة على احدى الفضائيات.
• وماذا عن الانتقادات التي توجهت لك بسبب ادائك لهذه الشخصية؟
_ اتهموني بأن هذه الشخصية هي شخصيتي الحقيقية وهذا شيء غير صحيح، بكل تأكيد، لأن الموضوع لا يعدو عن كونه تمثيلاً، فالذي يؤدي دور المجرم – مثلاً – هل هذا يعني انه مجرم بحقيقته ؟ لذا أودّ أن أقول عبر هذا اللقاء، إن دور «الشاذ» الذي قدمته في «الوزيرة» عبارة عن رسالة تربوية فيها توعية للأهل لمراقبة ومتابعة أبنائهم... وبوقتنا الحالي نجد الشاب بهيئة رجل ولديه «شوارب» ومن الداخل شيء آخر.
• قدمت أيضا في شهر رمضان مسلسل «الأصيل» كيف كانت أصداء مشاركتك بهذا العمل ؟
_ «الأصيل» عمل جميل وأوصلني الى الجمهور بصورة كبيرة ، لأن العمل مع الفنان والأستاذ عبدالعزيز المسلم بحد ذاته يعد تجربة كبيرة، لما يتمتع به من شعبية وحضور قويين بالفن الكويتي، ودوري في مسلسل «الأصيل» مختلف تماما عن «الوزيرة» حيث جسدت دور شاب مستهتر ويتعاطى المخدرات والفنان عبد العزيز المسلم اختارني للشخصية الصحيحة... وسعيد جدا بنجاح العمل.
• وأي العملين وجدت نفسك به أكثر؟
_ كوني في بدايتي، أنا راض عن العملين لما حققاه من نجاح والأهم من ذلك أنني قدمت دوري بشكل جيد.
• وماذا عن مواجهتك للكاميرا ووقوفك أمامها.. ألم تشعر بالخوف أو الرهبة؟
_ لا... لأنني معتاد على الكاميرا، فقد بدأت منذ عام «1999» ولكن لم أكن بارزاً بالتمثيل، فقد كان عملي خلف الأضواء كالإنتاج والإعداد وكذلك التأليف والإخراج . حتى نصحني بعض المقربين لي من أهلي وأصدقائي، بأن أتجه للتمثيل فقررت خوض هذه التجربة، والذي شجعني وكشف موهبتي هو الفنان و«الوالد» عبد الحسين عبد الرضا في مسلسل «حبل المودة» وهو من أعطاني الحافز والتشجيع.
• هل لعلاقاتك الفنية التي تشكلت أثناء تواجدك خلف الكواليس دور في تسهيل طريقك في التمثيل ؟
_ شيء أكيد، فالعلاقات شيء مهم وأساسي، وأنا لست غريباً عن الساحة الفنية.
• أي الأدوار تميل لها أكثر، الكوميديا أم التراجيديا؟
_ التراجيديا طبعاً، رغم إنني أملك روح الكوميديا، فأنا امارس الكوميديا مع أهلي وبين أصدقائي، وأحب المزاح معهم وأحيانا تصل إلى درجة «الملاقة».
• ما الأدوار التي ترفضها الآن ؟
_ الآن أرفض أداء دور الشاذ، لأني قدمت هذه الشخصية مرة واحدة وهذا يكفي ، وأنا لا أفكر باداء الأدوار المكررة لأن هدفي تقديم كل ما هو جديد لكسب حب الناس وليس الشهرة السريعة من خلال التكرار.
• قدمت لبرنامج «ستار أكاديمي 5» وتم قبولك، ثم اعتذرت ما السبب؟
_ السبب الرئيسي هو إعتراض الوالدة «أطال الله في عمرها» حيث لم تكن راضية عن المشاركة، كانت حينها مسافرة خارج البلاد وأنا قدمت للاشتراك ببرنامج «ستار أكاديمي» دون علمها ونجحت بالاختبارات وسافرت إلى لبنان وكل شيء تم على ما يرام، وبعد أيام من عودتي هاتفوني وتم قبولي، ثم اتصلت على الوالدة وأخبرتها عن قبولي وسأكون في لبنان لمدة أربعة أشهر، فقالت لي : ومن سيوافق لتغادر؟؟ورفضت الوالدة كونها ترى أن البرنامج ليس من عاداتنا وتقاليدنا... لذلك تراجعت عن الفكرة، نزولاً عند طلبها وعدم رغبتي في كسر كلامها، وأنا اعتبر ذلك جزءاً من طاعة الوالدين، فاعتذرت عن المشاركة لأجل عينها.. بالإضافة لأسباب أخرى خاصة.
• أفهم منك أنك تملك «حساً» وموهبة غنائية لتؤهلك للقبول في «ستار أكاديمي»
_ نعم أمتلك موهبة الغناء واللجنة في البرنامج لا تختار أي شخص ولا توجد واسطات في اللجنة، وأنا أحب الغناء وهناك من يشجع موهبتي في الغناء وصديقي حميد من أبرز المشجعين بالاضافة الى الأهل وبقية الأصدقاء والجمهور أيضا. كذلك عندي اهتمامات في كتابة الشعر الغنائي وفي التلحين بالاضافة الى التمثيل والاخراج وحتى الرقص .
• لمن تحب الاستماع من المطربين؟
_ ماجد المهندس «حبيب قلبي» أحس بصوته وكذلك أستمع وأطرب لصوت شيرين عبد الوهاب.
• وأي الفنانين تتمنى الوقوف والتمثيل بجوارهم؟
_ القديرة حياة الفهد والفنان سعد الفرج... وكل النجوم العمالقة، لكي تزداد خبرتي بالفن كونهم أساتذة ومدارس للفن.
• ما الدور الذي تطمح لتأديته؟
_ أي دور فيه بعد إنساني، كقضايا «المعاقين» ومعاناة «البدون» وهذه النوعية من القضايا لاتنتهي ولها عدة جوانب، ومن المهم جداً تسليط الضوء عليها .
• وماذا عن جديدك من الاعمال الفنية ؟
_ لدي أعمال جديدة، هي عبارة عن مسرحيات تلفزيونية انتهيت من اثنتين منهما... الأولى مسرحية بعنوان «حكومي برلماني» وهي من تأليف حمد بدر وإخراج علي العلي ومن بطولة الفنان غانم الصالح... والمسرحية الثانية هي «للكلاب حظوظ» وهي من بطولة الفنان جاسم النبهان والقصة تتطرق لموضوع الاهتمام بالحيوانات أكثر من البشر ,الفكرة كوميدية جميلة جدا، حيث نسرّب من خلالها بعض الانتقادات و« النغزات» وسيكون عرض المسرحيتين على قناة «فنون»... وكذلك أستعد في هذه الفترة لتركيب صوتي لأغنية من كلماتي وألحان محمد الشطي وهي باسم «كافي» وأكتب قصة لفيلم سينمائي بعنوان «العمر فرصة» وستكون البطولة لمجموعة من الشباب منهم أحمد إيراج وهبة الدري ونواف القطان ، أما الإنتاج ستتولاه شركة إنتاج ضخمة وأتمنى أن يظهر الفيلم للنور في أقرب وقت... كما انتهيت من كتابة فيلم «الرذيلة» تمثيل نوف وعبد الرحمن محمد ومدته خمس دقائق... وأطلب من الله أن يوفقني لتقديم كل تلك الأعمال وتحوز على رضاء الجمهور جميعا.
|