في تمام الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت لندن وبينما كنت في حلقة نقاش عن دور القيادة المعنوية مع البروفيسور ريتشارد ثورب المشرف على برنامج الدكتوراه والذي نحضر للجزئيات النهائية لتطبيقه، ودكتور روبن هولت الفيلسوف في طبيعة البشر «Human Nature and Morals» والمفاهيم المعنوية في المؤسسات خاصة الجانب القيادي منها، وصلتني رسالة عبر الهاتف من صديق عزيز على نفسي يطلب رأيي حول مقال كتبه أحد الزملاء.
الصديق م. أحمد الشريع يسألنا حول ذلك المقال الذي كتبه زميل نكن له كل احترام لشخصه ولكن مواقفه تجعلنا متحفظين نوعاً ما، وكما قيل «كل يذكر ما واجه»، ولذلك سنتطرق لجانب في غاية الأهمية ولنترك المقال وكاتبه على جنب مع اتفاقنا حول المضمون!
الجانب الذي نرغب في التركيز عليه هنا هو جانب الاخلاقيات والمعنويات «Moral and Ethics» لأنهما مرتبطان ارتباطاً وثيقاً فالأخلاقيات حينما نقرأها نعتقد للوهلة الأولى أنها مرتبطة بـ«الخربطة» و«النزاهة» بينما الواقع العلمي يختلف!
إن الفرد يعيش ويترعرع ويكتسب جملة من المعتقدات والقيم التي تشكل ثقافته الفردية، وللعائلة، والمجتمع، والقبيلة، والحزب. وكذلك التداعيات السياسية مؤثرات على شكلها وطبيعة مضامينها، وهي من المؤكد أساس تشكيل المعنويات التي تحدد الأخلاقيات التي على ضوئها ترسم مواقف الفرد، أو المجموعة فإما أن تكون صحيحة أو خاطئة: إذا الثابت أن الأخلاقيات تحركها المعنويات نحو الخطأ أو الصواب وهو خلاف ما يظن البعض!
فلو أخذنا استجواب وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد على سبيل المثال لوجدنا الفريق، حول جزئية محور الإعلانات، قد انقسم إلى مجموعتين مع وضد، وأعتقد أن الحاجة لتبيان الصواب من الخطأ قد ظهرت علاماتها وعلى النواب الـ 32 المانحين الثقة السياسية للوزير أن يبينوا لنا موقفهم بعد الأحداث الأخيرة!
ما الذي يجعل الفرد يغير موقفه 180 درجة، وكيف نتجنب الحكم وفق العاطفة أو الانتماء؟
أعتقد أن الجميع لم يصل إلى قناعة تامة في وجوب توافر الفكر الإستراتيجي، ولم تتوافر أولويات محددة، ولا توجد قيم يتفق عليها الطرفان وحتى أدب الحوار افتقدنا إليه... وهذا القصور تركنا نتصارع مع شوائب الأنفس!
عموماً، على الصعيد السياسي المحلي، في نظري أن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد رجل يحترم القانون ولديه فكر ورؤى، صاحب قلب كبير، كريم، ويده ممدودة للتعاون وهو بحاجه لمن يعينه: فهل نحن فاعلون؟
أما الوزراء والنواب فعليهم فهم جزئية في غاية الأهمية وهي: إن كل قول وفعل يصدر من الفرد إنما هو محاسب عليه والدنيا زائلة وكل مخطئ سيجني حصاده في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون!
هذا وندعو المولى عز وجل أن يرينا طريق الحق ويهدينا اتباعه قولاً وفعلاً... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]