انضمّوا إلى مكتب الشهيد وينتظرهم شوارع تحمل أسماءهم ونصب تذكاري أمام مجلس الأمة

الإطفائيون الشهداء... شهداء بمكرمة أميرية

1 يناير 1970 04:32 ص
|كتب حـسـن الـهـداد وغانم السليماني|
يعيشون وسط ألسنة اللهب والحرائق المشتعلة في منزل أو محول كهرباء أو شركة أو مخزن... يلبون نداء الواجب والشرف ليلا أو نهارا، صيفا أو شتاء... في الجهراء أو الاحمدي أو الفروانية... جاهزون تماما بمعداتهم وسياراتهم وأرواحهم اذا لزم الامر يقدمونها رخيصة فداء للوطن.
انهم الاطفائيون الذين يودعون أسرهم كل صباح وهم لا يعلمون هل يرونهم مرة أخرى أم لا، هؤلاء الذين قدر لهم مواجهة النار والموت في الخط الامامي وجدوا أخيرا في المكرمة الاميرية باعتبار شهدائهم «شهداء رسميين» تابعين لمكتب الشهيد، برا آمنا لترسو عليه سفينة معاناتهم، وأعربوا لـ«الراي» عن تقديرهم وامتنانهم من اللفتة الكريمة لسمو الأمير، موضحين انها تقدير من سموه لأبنائه الأبطال الذين يؤدون واجبهم الوطني من خلال إنقاذ أرواح البشر وممتلكاتهم.
وأكد رئيس مجلس الأمناء في مكتب الشهيد الدكتور جاسم الكندري أن «مجلس الأمناء رأى أن عمل رجال الاطفاء من الواجبات الوطنية الكبيرة التي يقدمها هؤلاء الأبطال، لذا طالب المجلس بضمهم إلى كوكبة شهداء الواجب»، وأوضح مدير عام مكتب الشهيد بالإنابة أحمد العوضي أن «المكتب ينسق حاليا مع الإدارة العامة للاطفاء لتزويده بكشوفات أسماء جميع شهداء المطافئ حتى يتم اعتمادهم بشكل رسمي كشهداء واجب»، وقال نائب المدير العام لقطاع الوقاية العميد أمين عابدين إن «مبادرة سمو الأمير وسام على صدر رجال الاطفاء وحافز وعطاء لهم»، وأكد نائب المدير العام للشؤون الإدارية العقيد خالد التركيت أن «رجال الاطفاء يستحقون هذه المبادرة السامية، تقديرا لبطولاتهم وتضحياتهم في مكافحة النيران وإنقاذ الآخرين»... وهنا التفاصيل:

في البداية أكد رئيس مجلس الأمناء في مكتب الشهيد التابع للديوان الأميري الدكتور جاسم الكندري أن «مجلس الأمناء رأى أن عمل رجال الاطفاء في مكافحة الحرائق وإنقاذ أرواح الناس من الواجبات الوطنية الكبيرة التي يقدمها هؤلاء الأبطال الذين استشهد بعضهم في أثناء تأدية عمله، لذا طالب بضمهم إلى كوكبة شهداء الواجب في مكتب الشهيد، ووافق سمو الأمير على المقترح»، موضحا أن المكتب سيوفر لأسرهم الرعاية الكاملة حسب قوانينه وذلك عندما يتم تزويده بكشف أسمائهم لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنهم، لاسيما في ما يتعلق بتكريمهم.
وأوضح الكندري أن «التعاون قائم بين المكتب وإدارة الإطفاء كي يتم ضمهم بشكل رسمي»، وقال «عن قريب سيتم إدراجهم مع كوكبة شهداء الكويت وستتمتع أسرهم بالرعاية الكاملة من قبل المكتب حالهم حال الشهداء الاخرين»، مشيراً إلى أن «المكتب هدفه الرئيسي رعاية أسر الشهداء وتكريمهم، لاسيما أن هذا التكريم لإحياء ذكراهم وتخليدهم»، موضحا أن «المكتب بصدد إقامة مشروع صرح الشهيد الذي سيشمل جميع شهداء الكويت، وحدد مكانه على شارع الخليج مقابل المتحف الوطني ومجلس الأمة»، وأشار الى أن «هناك مشاريع خيرية كثيرة سيقوم بها المكتب حرصاً منه على تخليد الشهداء لاسيما أننا نطمح لإطلاق أسمائهم على شوارع الكويت وذلك سيتم تداوله مع المجلس البلدي».
ومن جانبه، أعرب مدير عام مكتب الشهيد بالإنابة أحمد العوضي عن سعادته باللفتة الكريمة من سمو الأمير نظراً للمخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الإطفائيون لإنقاذ حياة الآخرين»، وأكد أن «المكتب ينسق حاليا مع الإدارة العامة للاطفاء لتزويده بكشوفات أسماء جميع شهداء المطافئ حتى يتم اعتمادهم بشكل رسمي كشهداء واجب»، مشيراً إلى أنهم «سيتمتعون بالتكريم الخاص وفق القانون بعد الانتهاء من الاجراءات اللازمة بهم».
وأشار العوضي إلى أن «ضم شهداء المطافئ إلى كوكبة شهداء مكتب الشهيد لقي استحساناً وقبولاً من كافة أفراد المجتمع الذين أشادوا بالدور البطولي الذي يقومون به، لاسيما من راح منهم ضحية لادائه واجبه المنوط به في عملية إنقاذ الأرواح»، مؤكداً أن «مكتب الشهيد سيوفر كافة الرعاية لأبناء الشهداء وأسرهم».
وأكد نائب المدير العام لقطاع المكافحة وتنمية الموارد البشرية في الإدارة العامة للاطفاء العميد يوسف الأنصاري أن «مبادرة سمو الأمير أمر ليس بغريب على سموه الذي دائماً يحيط الجميع بعطفه وكرمه».
ومن جانبه، قال نائب المدير العام لقطاع الوقاية العميد أمين عابدين أن «مبادرة سمو الأمير وسام على صدر رجال الاطفاء وحافز وعطاء لهم، لاسيما أنهم دائماً في الخط الأمامي لإخماد ألسنة النيران وهمهم إنقاذ حياة الناس»، وشكر سمو الأمير على تلك المبادرة التي احتضنت ابناءه الشهداء من الاطفائيين، مؤكدا أنها سترسخ مفهوم الواجب لدى رجال الاطفاء وستعزز من الاقدام على أداء واجباتهم على أفضل وجه.
ومن جهته، أكد نائب المدير العام للشؤون الإدارية العقيد خالد التركيت أن «مكتب الشهيد يرعى أسر الشهداء الذين يدافعون عن أرض الوطن»، وقال «كنا نعتقد أن رجال الاطفاء يستحقون هذه المبادرة السامية، لاسيما أنها امتياز لبطولاتهم وتضحياتهم في مكافحة النيران وإنقاذ الآخرين الذين تحيطهم ألسنة النيران أثناء تأدية واجباتهم».
من جانبه، قال سعود المسفر ان «الاطفائي له مكانة مرموقة في الدول المتحضرة ويحظى باحترام كبير ناهيك عن المميزات المعنوية والمادية التي تمنح لهم في أثناء وبعد الانتهاء من واجبهم»، وأفاد أن أعضاء مجلس الامة مطالبون بالالتفات لرجال الاطفاء الذين يقدمون أرواحهم في سبيل انقاذ الاخرين، وقال «أبسط شيء أن يكرم عند استشهاده»، وأشار الى أن الحكومة وكعادتها تتجاهل مطالب العاملين ولكن سمو الامير أنصفهم وحقق لهم مطالبهم.
وأوضح أن هذه المبادرة السامية «تأتي ضمن سلسلة مبادرات سموه الكريمة بالاهتمام ورعاية كافة أبنائه»، مشيرا الى أن «المبادرة لاقت صدى كبيرا في نفوس ذوي الشهداء وزملائهم من رجال الاطفاء لما يمثله ذلك من دعم كبير لرجال يبذلون الغالي والنفيس خدمة للوطن»، وذكر ان المبادرة «مدعاة لمزيد من البذل والعطاء والمثابرة في سبيل حماية الارواح والممتلكات».
من جانبه، قال مبارك نادر ان مهنة الإطفاء من أصعب المهن التي تكون الحياة فيها على المحك مقابل إنقاذ طفلٍ أو امرأة تحاصرهما النيران، موضحا انهم يواجهون الظروف الصعبة وارتفاع درجات الحرارة الشديدة، وبات التحدي كبيرا في وسائل الوقاية والاستعداد لأي كارثة، ليكون فريق الاطفاء بكامل معداته وجهوزيته مستعدا لأداء دوره، وقال «لا أخفيكم أن هذا ما حصل معي عندما شبّ حريق في بيت جيراننا وطلبت رقم الاطفاء فوجدت فريق الإنقاذ أمامي في أقل من سبع دقائق».
من جانبه، قال مسير حواس ان إعداد رجل الاطفاء لتأدية الأعمال الميدانية الهادفة لحماية الأرواح والممتلكات يفرض تأهيله ليقوم بواجبه المنوط به على أكمل وجه عن طريق برامج تدريبية علمية وعملية وتثقيفية تعينه على رفع مستوى أدائه وتنمية مهاراته وقدراته الذهنية والبدنية لتحقيق الأمن والسلامة العامة لأفراد المجتمع، واصفا المهام التي يضطلع بها رجال الاطفاء بالبطولية اذ انهم يضحون بأغلى ما يملكون في سبيل حماية الأرواح والممتلكات والمنشآت.
وأكد حواس اهتمام القيادة السياسية العليا ودعمها لمنتسبي الادارة العامة للاطفاء، مشيرا الى بادرة سمو الأمير بمنحهم امتيازات الشهداء، وذكر أن قطاع الاطفاء يحظى باهتمام خاص من سموه وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، مؤكدا أن الحكومة لن تدخر وسعا في سبيل أبنائها الا وتبذله، مشددا على أهمية المهام المنوطة برجل الاطفاء في صيانة النفوس والممتلكات.
من جانبه، شدد سند الرقم على أهمية غرس القيم التوعوية في نفوس المواطنين، لاسيما الشباب حيث يكافح رجل الإطفاء الحرائق حتى لو كان معنى ذلك التضحية بحياته، كما أنه يسعى دوماً في مساعدة وإنقاذ الاخرين ولايدخر وسعاً في السعي للمعرفة في كل جديد فى علم الإطفاء حتى يكون دوماً على أتم الاستعداد في مواجهة الحرائق ومخاطرها مهما كان حجمها، وهذا يتطلب منه التسلح بالعلم والمعرفة والدراية والقدرة على اكتساب الخبرات من الآخرين وزملاء المهنة، وقبل كل هذا يجب أن يكون رجلاً وطنياً وأن يضرب مثالاً جيداً لرجل الإطفاء الذي يخدم وطنه بكل تفان وإخلاص، وأكد ضرورة الارتقاء بأداء رجال الاطفاء خلال تدريبهم وتأهيلهم في قطاع المكافحة محليا وخارجيا وتغيير المعدات والتجهيزات والآليات بأخرى حديثة تواكب آخر التطورات التقنية.
وبدوره، قال راشد البسام «لا يعقل أن يحصل الاطفائي على بدل خطر قيمته 70 دينارا شهريا مع أن أرواحنا مهددة بالخطر يوميا، فنحن نرتدي (بدلة الاطفاء) ولا نعلم ان كنا سنعود مرة ثانية الى بيوتنا أم لا»، وأضاف «نحن نعيش وسط النيران يوميا ولا أحد يشعر بمعاناتنا ومع ذلك يفرضون علينا نظام البصمة المجحف بحقنا كمواطنين ندافع عن أمن وسلامة المجتمع».