الكفيف : «الإسراء والمعراج » معجزة ربانية بينت عظيم منـزلة الرسول عند الله

1 يناير 1970 07:17 م
| كتب عبدالله راشد |
حذرالداعية الإسلامي إبراهيم الكفيف من المشككين في أقوال الله ورسوله وأحكام الدين ، مشددا على ضرورة التمسك بالقيم الإسلامية الأصيلة والتي دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اعتناقها والدفاع عنها.
وقال الكفيف في محاضرة نظمتها الجمعية الكويتية التطوعية النسائية لخدمة المجتمع بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج في مقر الجمعية أن قصة الإسراء والمعراج هي معجزة ربانية ، خرق الله تعالى فيها نواميس الكون ، مشيرا إلى أنها قاربت المسافات الشاسعة والبعيدة تبيانا لعظيم منـزلة الرسول عند الله ، فهو خليل الرحمن، جعله إمامًا وبلغه منـزلة لم يبلغها أحد من الأولين والآخرين، فبلغ مكانًا سمع صوت الأقلام التي تكتب الأقدار، ورأى في معراجه الجنة والنار، وفي هذه الحادثة العظيمة إقرار جميع الأنبياء بنبوة محمد .
وتطرق الكفيف أن ابتلاءات النبي بدأت حتى قبل أن يولد ، وقال «لنا فيما حدث مع والده عبدالله العبرة عندما كاد أن يذبحه والده وفاء لنذره لولا إنكار قريش ذلك عليه حتى افتداه بمئة من الإبل» .
وتابع ومن الابتلاءات التي تعرض لها النبي إعراض أهل مكة عن الإسلام ، وخذلان أهل الطائف ، كما ازداد إيذاء الكافرين له ولصحابته، وخاصة بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب، إذ أراد الله سبحانه أن يخفف عن نبيه، فأكرمه برحلة الإسراء والمعراج.
وسرد الكفيف معجزة الإسراء والمعراج قائلا : بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم نائما في بيت بنت عمه أم هانئ أختِ علي بنِ أبي طالب جاءه جبريل ، فأيقظه ثم أركبه على البراق خلفه وانطلق به حتى وصلا عند الكعبة حيث شق صدره من غيرِ أن يحس بألم ثم أُعيد كما كان وذلك بعد أن غسل قَلبه وملأه إيمانا وحكمة وكل هذا إعداداً للأمر العظيم الذي سيستقبله ،إلى أن وصل بيت المقدس ، فربَطَ البراق بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ثم دخل المسجد الأقصى فصلى بالأنبياء إماما ، حيث جمعهم الله تشريفا له، ولما خرج جاءه جبريل عليه السلام بإناء من خمرِالجنة لا يسكر وإناء من لبن فاختَار النبي اللبن فقال له جبريل «اخترت الفطرةَ» أي تمسكت بالدين. وأردف ثم بدأت الرحلة السماوية من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا وتسمى (المعراج) حيث نصب المعراج وإذا بأبواب السماء تفتح للنبي صلى الله عليه وسلم، فسلم على الملائكة، وظل يصعد من سماء إلى سماء يرافقه جبريل ، فرأى الجنة والنار، ورأى من مشاهد الآخرة ما لم يره إنسان حتى وصل إلى سدرة المنتهى وهي شجرة عظيمة وبها من الحسن ما لا يستطيع أحد من خلق اللهِ أن يصفه ، وهو موضع لم يبلغه نبي أوملك قبله ولا بعده تكريمًا له، قال تعالى: {فكان قاب قوسين أوأدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} وفي هذه الليلة، فرض الله خمسين صلاة على المسلمين ، ثم إن نبينا لما رجع من ذلك المكانِ وجد موسى في السماءِ السادسةِ فقال له ماذا فرضَ الله على أمتك» قال : «خمسين صلاة» قال «ارجع وسل التخفيف» فإني جربت بني إسرائيل فرض عليهم صلاتان فلم يقوموا بهما، فرجعَ فطلب التخفيفَ مرةً بعد مرة إلى أن صاروا خمسَ صلواتٍ ، ثم نزل إلى بيت المقدس، وركب البراق عائدا إلى مكة.
وبين أن قومه كذبوه عندما قص عليهم ما حدث وسخروا من كلامه، وأراد الكفارأن يختبروا صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، فطلبوا منه أن يصف بيت المقدس ولم يكن رآه من قبل فأظهرالله له صورة بيت المقدس، فأخذ يصفه وهو يراه، وهم لا يرونه، وأخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأشياء رآها في الطريق، وبقوم مرعليهم وهم في طريقهم إلى مكة، فخرج الناس ينتظرونهم ، فجاءوا في موعدهم الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا بصدقه، وأشار إلى أن بعضهم سارع إلى أبي بكر يقول له في استنكار: أسمعت ما يقول محمد؟ وكان أبو بكر مؤمنا صادق الإيمان، فصدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما قاله، فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم (الصديق).
وخلص الكفيف إلى أن الواحد منا ينبغي له أن يعمل لآخرته وكأنه سيموت غدا وينبغي له في كل أيامه أن يذكر الموت وأنه قريب حتى لا يغفل فينجر إلى ما لا يُرضي اللهَ ، خصوصا وأن كثيراً من الناسِ تزدادُ غفلتهم في هذه الأيام فيغرَقون في المعاصي والمنكَراتِ بدلا من أن يعتبِروا ويقولوا قد مضى من عمرنا كذا وكذا من السنين فماذا أعددْنا ليوم المعاد ومن أخطأنا معه لنستسمحه، وكأن بعضهم لم يسمع بجهنم وما وعد الله به أهلها.