د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / «أبي أعرف شمعنى»؟
1 يناير 1970
05:00 م
قرائي الأعزاء جاءنا للتو ما يلي: هبطت الطائرة في مطار الكويت، وها هي تتجه إلى بوابة الدخول إلى قاعة القادمين، وكأني بالركاب يهمون بالتدافع للخروج من الطائرة، وكأنهم يتسابقون للحصول على كنز ثمين، أو أن أبواب بنوك المطار مشرعة على مصراعيها لفترة قصير، وقد همَّ كل ليملأ شنطته مما خف وزنه وغلا ثمنه!
المهم مازلت معكم لأصف لكم أكثر ما يضايقني في ذلك الموقف، أحدهم، أعني أحد الشباب، وبمجرد خروجه من الخرطوم الواصل بين الطائرة ومبنى المطار، وإذا به يخرج سيجارته وولاعته ليبدأ عندها اللقاء الحميمي بينه وبين معشوقته. هل تظنونه احترم الآخرين، أشك! هل تظنونه احترم القانون؟ نعم القانون، واللوحات المعلقة على جدران المطار في كل مكان!
هو ذاته الشاب الذي كان ملتزماً بقانون منع التدخين في مطار دبي، كما أنه يشبه شاباً آخر كان منضبطاً جداً في مطار الدوحة، وعندها أفرك عيني حتى أتأكد مما أراه أقسم بالله انه من جنسية من قابلت سابقاً في مطار هيثرو قبل عام تقريباً... إنه هو!
ولكن ما سبب التزامه في قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة في مطارات العالم، وكسره القانون نفسه في مطار دولته، مع وجود كل الأدوات القانونية لتنفيذه، هل هو غير مقتنع بالقانون؟ ربما.
هل جماعتنا في المطار ركبوا أجهزة خاصة تشفط كل الدخان المنفوث؟ أيضاً ربما.
هل الإنسان لدينا غير مهم وبلغت بنا الأنانية لحد عدم الاكتراث بصحة الآخرين ولا بأس من الإضرار بهم في سبيل (مزّة) عميقة من سيجارة ملعونة! للمرة الثالثة أقول ربما.
هل ربعنا مقتنعين أن القانون عندنا للاستهلاك والدعاية فقط دون التنفيذ ولذا فهم يعلمون علم اليقين أن جماعتنا في المطار طيبون ولن يطبقوه عليهم؟ آآآآآه... ربمااااا!
المصيبة الأكبر عندما تراجع مستوصفاً أو مشفى حكومياً لتفاجأ بالموظف المخول بتنفيذ القانون في شباك الاستقبال وهو يكتب لك ورقة الوصفة الطبية، وفي يده الأخرى تلكم السيجارة التي من المستحيل أن يفارقها! ولتذهب تلك القوانين في «ستين داهية».
في الأفق
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة
يواسيك أو يسليك أو يتوجع
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net