تركي العازمي / مايسترو الحكومة

1 يناير 1970 04:50 ص
على صدر الصفحة الأولى وفي المنتصف من عدد «الراي» 1/7/2009 لمحت عنوان مايسترو الحكومة الذي تحدث عن دور الشيخ أحمد الفهد في الوصول إلى الرقم الصعب الذي ناله
وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، فمبروك لسمو رئيس مجلس الوزراء، والوزير، وشكراً للنائب البراك، وهذه هي الديموقراطية التي
انتهى معها الشق السياسي من الاستجواب، ويبقى
الشق الجنائي نتركه للمختصين.
ما لفت انتباهي هو الرقم الصعب (30) الذي يرتبط بدراسة الكويت لعام 2030، لأن القضايا التي ذكرت في التقرير المقدم من السيد توني بلير في حاجة إلى منحها الأهمية القصوى لأن محاورها تدور حول الوضع السياسي الكويتي، والتجربة الديموقراطية، وخلافها من الشؤون السياسية المرتبطة في حال الوضع السياسي المحلي، الحالي والمستقبلي حتى عام 2030.
فلتكن النظرة مستـــقبلية حـــيث ان النـــظر إلى المســـتقبل من أهم صفات القادة التي تميزهم في هذا الجانب عن غيرهم: فهل لدينا قادة أصحاب رؤى مستقبلية؟
نتمنى على الحكومة كذلك، وخاصة أصحاب القرار الحكماء العقلاء، أن يلتفتوا إلى تقرير شركة «ماكينزي» العالمية الذي ركز على مكامن الخلل الحاصل في القطاعين الحكومي والخاص كذلك، وكيفية إدارة شؤون البلد في منشآت الدولة، والذي ظهر في عام 2002 أو 2003: فهل تم تفعيله منذ أن صدر، وهل سيتم عمل اللازم إزائه بعد تطور الأحداث في الأعوام الأخيرة؟
إن قضية طرح الثقة كشفت لنا ضرورة توافر أكثر من مايسترو، أو على الأقل فريق يقوده مايسترو مدعوم بصفة اتخاذ القرار ويعمل في إطار إصلاحي بحت في الحكومة. ومن صفات المايسترو: كاريزما مؤثرة، وعلاقات جيدة، ويعرف من أين تؤكل الكـــتف، ويعرف كيف يحصل على النتائج، وعاقل وعادل.
إننا في هذا المقال ندعو إلى التفكر في الوضع المحلي بعين وطنية، وحس استراتيجي تواق للوصول إلى مستقبل أفضل، واللحمة الوطنية في نظرنا من أهم ما نحتاجه الآن لبناء جيل متحاب لا تفرقة بين فئاته وأطيافه، فالكل جميعاً أمام القانون والأعراف والتقاليد سواء كأسنان المشط!
لقد اكتمل مثلث مايسترو الحكومة وحصد 30 صوتاً وهو الآن بحاجة إلى بسط أثره على بقـــية منشـــآت الدولة خلال فترة الصيف والأعوام المقبلة كي نحقق الحلم في تحويل الكويت إلى مركز تجاري واقتصادي قبل عام 2030. والله المستعان!


تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]