سبوت / مرحلة جديدة للسينما الإيرانية
1 يناير 1970
10:50 ص
| تكتبها نجاح كرم | يبدو أن الأحداث الدائرة في إيران سوف تؤثر بشكل كبير على السينما الإيرانية في تناولها للعديد من القصص التي سوف تختفي لتظهر عوضا عنها سينما يمكن القول عنها سينما المرحلة الجديدة.
فمنذ أن بدأت الأفلام الإيرانية تغزو عالم المهرجانات وتكتسح العروض جميعها لتصل لمستوى الجوائز العالمية بقصص اجتماعية تعبر عن واقع الشعب الإيراني خصوصاً ما بعد الثورة, اليوم وفي ظل هذه الأحداث بالتأكيد سيتغير هذا النهج للبدء في مرحلة جديدة لأفلام سياسية تناقش ما يعتقده البعض بحال التمرد الشعبي والعصيان المدني على خلفية الانتخابات الإيرانية الأخيرة، بمعنى أن الأحداث تؤثر بشكل كبير على الثقافة بشكل عام والسينما بشكل خاص سواء كانت أحداث ايجابية أو سلبية لخلق إبداعات سينمائية عودتنا عليها السينما الإيرانية دائما، فالثورات تخلق جيلا يعبر عن رأيه بصراحة حتى وأن منع بقوة القانون, والسينمائيون جزء من هذا الجيل والأداة الوحيدة للتعبير الحر بالنسبة لهم هي السينما كونها وسيلة مهمة للمعرفة.
وإذا ما تناولنا التاريخ الحافل للسينما الإيرانية بداية منذ عام 1930 بفيلمين صامتين بعنوان «أبي وربي» وفيلم «حجي أغا» لتأتي الحرب العالمية الثانية عام 1948 عندما قدم اسماعيل كوشان فيلمه الاول «العاصفة» والذي أعتبر أول فيلم ناطق باللغة الفارسية وأنتج في ايران لتبدأ مرحلة جديدة من ستينات القرن الماضي بأفلام عدة منها على سبيل المثال فيلم «منزل مظلم» للمخرجة فوروغ فاروخزاد والذي يعتبر أهم فيلم في تاريخ السينما الإيرانية أنذاك, لتشهد فترة السبعينات خطوات متقدمة في العمل السينمائي الحر، لتبدأ الثورة الإسلامية ويقدم المخرج المبدع محسن مخملباف أفضل أفلامة «مقاطعة» والذي استقطب مليون مشاهد في ايران وحدها, ولتدخل السينما الإيرانية على يده العديد من المهرجانات العالمية وتستحق بجدارة الجوائز الممنوحة لها رغم أن أغلبية النقاد شككوا في كيفية صناعة سينما في ظل التحفظ والتزمت والعادات والتقاليد والدين هناك, الا أن الأفلام المعروضة فندت جميع الأقاويل وغيرت الرؤية السائدة بأن التحرر هو السمة السائدة عن الأفلام في العالم.
ما قدمته السينما الإيرانية نتاج لقصص دارت حول واقع الأزمات التي يعيشها الشعب الإيراني ومعاناته سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي وحتى السياسي بدليل أن العديد من الأفلام منعت الرقابة الإيرانية عرضها بشدة, ليدل ذلك على مؤشر خطير أن هناك من يريد قتل الديموقراطية ومنع كل من يتطرق لها خصوصاً في هذا الوقت عندما عبر محسن مخملباف عن رأيه بصراحة بأنه يرى أن المشكلة في ايران هي الايمان بالحقائق المطلقة وكل واحد يعتقد انه محق تماما، فالديموقراطية قضية ثقافية قبل أن تكون سياسية ونحن نفتقر الى تقليد المناقشة العامة فلدينا بدلا من ذلك منبر الواعظ.
ما قاله مخملباف بالتأكيد يجمع عليه أغلب المثقفين في ايران اليوم لأنهم في ظل ما يحصل على الساحة السياسية الآن سوف يكون هناك العديد من الآراء المشابهة والتي ستأخذ أبعادا كبيرة لمرحلة جديدة في السينما الايرانية الجادة والجريئة لسيناريوات جاهزة للتنفيذ، وبالتأكيد سيكون للمرأة نصيب كبير في تناول قضيتها ومنها على سبيل المثال قضية الفتاة الإيرانية نيدا أغا سلطان وكيفية قتلها بدم بارد أثناء الاحداث.