د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / زمان «الغوغل» و«اليوتيوب» و«الويكيبيديا»!

1 يناير 1970 05:01 م
">أتذكر عندما كنت في الصف الثالث متوسط، حين اشترى لي والدي أول جهاز كمبيوتر «صخر»، حيث لا هارد ديسك ولا هم يحزنون، ولا وسائط تخزين إلا القرص المرن الكبير والصغير اللذين انقرضا حالياً. كما أتذكر بداية انتشار استخدام الإنترنت في آخر أيامنا في الجامعة، عندما كنا نستخدم متصفح «النت سكيب» ومحركي البحث «الألتافيستا» و«واللايكوس» قبل «الياهو» و«الغوغل»... يا الله! لقد سيطر الإنترنت حالياً على كثير من مجريات حياتنا حتى أصبحنا أسارى له ومفتونين به!
أخبار... معلومات... إيميلات... أفلام... صور... تعليقات... صحف إلكترونية... مدونات، الكل يدعي الحقيقة، الجميع يزعم الدقة ويتحراها، الجميع يسابق الزمن وسرعة الضوء للنشر، كل حسب نيته، منهم من يريد «البزنس»، ومنهم لأغراض سياسية والطعن بالمنافسين بحق وبغير وجه حق، وآخرون بغرض الشهرة والبروز على قاعدة «ها أنا ذا»، وبالطبع هناك عدد لا يستهان به لأغراض نزيهة وشريفة ولخدمة العلم والبشرية.
لم يعد للأسرار والأستار معنى، إذ بدأت تتلاشى وتختفي مع «اليوتيوب»، والمعلومات بدأت تصبح أقرب وأسرع مع «الغوغل»، أما «الويكيبيديا» وما أدراك ما «الويكيبيديا»! فهي وإن شكك بمصداقيتها بعض الناس إلا انها ستكون مرجعاً ضخماً للمعلومات في المستقبل القريب بإذن الله - بل هي كادت - وإذا كانوا يقولون في بداية عصر العولمة إن العالم أضحى قرية صغيرة، فها قد أصبح «شنطة صغيرة» تستطيع نقلها معك في كل مكان، بل يمكن لجهازك النقال أن يقوم بالمهمة التي ألغت كثيراً من المفاهيم، وحطمت محددات الزمان والمكان.
يا الله... ماذا يخبئ لنا الزمان في الأيام المقبلة! البشر في الشرق والغرب يتنافسون من خلال الاستثمار في هذا الكائن العجيب الذي صار جزءاً مهماً من حياتنا، ونحن - كالعادة - فضلنا مقاعد المتفرجين، تاركين الميدان للمحترفين!
عندما نزور الأهل أسبوعياً نجد أكثر من «لابتوب» مفتوح «وطايحيله تشاتينغ» بشكل يدعو إلى الضحك! عندما نزور بعض الأصدقاء والزملاء في الديوانيات والمخيمات والشاليهات، بل حتى في المحاضرات، نجدهم قد ذهلوا عنا بسبب فتحهم نوافذ عوالم فسيحة الأرجاء من خلال أجهزتهم متنوعة الأشكال والأنواع والألوان... الله يستر من الجاي!
في الأفق:
قصيدة غزل تأثر صاحبها بمصطلحات الإنترنت، أحببت أن أشارككم بجزء منها:
فيروس هجرك عطل القلب تعطيل
ودمر ملفات الفرح في حياتي
ياللي سكنت القلب من دون تحميل
متى لموقعنا تشرف وتاتي
عنوانكم ماهوب ياهو وهوتميل
عنوانكم روحي وقلبي وذاتي
كم مرةٍ أرسلت لك عبر الإيميل
وأدورك في منتداي وشاتي
وأرسلت لك يازين فايلٍ ورى فايل
فيها الغلا والحب يا أغلى أمنياتي


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net