محمد العوضي / خواطر قلم / مطعم المشويات الجنسية! (خاص بالصحافيات)!
1 يناير 1970
02:18 م
«ما هذا العبط يا استاذ» هذا عنوان مقال نشر 23/5/1962، للناقد الموسوعي عباس العقاد وكان مقاله ردا عنيفا على الدكتور رشاد رشدي استاذ الادب الانكليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة والكاتب المسرحي المعروف، وبعيدا عن دوافع الرد ومادته استوقفتني عبارة العقاد التي تقول: «يصيحون ثم يعيدون الصياح ثم يكررون الاعادة»... كلمات تختصر علينا هذا اللغو المكرر طوال القرن الماضي ولا يزال عن احكام الشريعة التي تخص المرأة، شبهات يطلقها مستشرقون غربيون فيتلقفها مستغربون شرقيون ويلوكونها بألسنتهم، ويفرغونها بأقلامهم... شبهات اكل عليها الدهر وشرب وتمضمض واستنشق واستنثر...
عندما كتبت مقالي الماضي المعنون «اسهال كاتبة الراي ونجاستها»...
اتصل بي من احب واقدر من زملاء الصحافة، وقال لي رفقا بالقوارير! قلت صدقت وماذا نصنع اذا تحولت القوارير إلى براميل؟! اقصد براميل ملئت جهلا وغرورا ووساوس واساءة للدين وللحقيقة وللتاريخ! عجبا القسوة على احكام الشريعة على صفحات الجرائد عادي وحرية رأي - بينما التصدي بصراحة للتطاول على الحقائق صار هو الغلط، تعالوا كما وعدناكم نفكك اغاليطها ونهدم اوهامها ونعطيكم صورة للذين يصيحون ثم يعيدون الصياح ثم يكررون الاعادة كما قال العقاد، لنبين لكم نموذجا صحافيا لمن يقوله عنهم الرافعي: «الرأس الفارغ من الحكمة لا يوازيه في صاحبه الا فم ممتلئ من الثرثرة»... ويالها من ثرثرة حول عالم النجاسة والقذارة منذ الطفولة!!
قالت كاتبة الصفحة الاخيرة في مقالها الاسبوعي في جريدة «الراي» (3 - 5 - 2008): «كل ما اعرفه انهم ادخلوا دروسا عن الدورة الشهرية في كتب الدين، وقد حفظت الدرس، مكتوب ان اعيش عدة ايام من كل شهر نجسة لقد بحثت عن تعريف مصطلح (نجس) بالمعاجم العربية فوجدت كل المترادفات تصب في خانة تعريف واحد وهو (قذر) حينها خجلت. كيف لا اخجل وانا القذرة؟ وانا لست كائنة طاهرة نظيفة».
ونحن نسأل المسكينة اي مدرسة هذه التي تعلمت فيها الدين الذي يقول بنجاستك وقذارتك يامولاتنا، وما الكتاب الذي درستيه؟! ان المراهقات يعلمن ان عرب الجاهلية هم الذين يتعاملون مع الحائض على انها نجسة فلا تساكنهم في بيت، ولا تؤاكلهم في اناء، ويهجرها زوجها في فراشه ولا تصبغ زوجته رأسه ولا تؤاكله طعامه، بل كان منهم من يعتزل زوجته في بيته فلا يقترب منها، ونسأل الصحافية: اين درست يا صحافية هل كانت ناظرة المدرسة ام لهب ومؤلف منهج التربية الاسلامية «ابوجهل» وراجعه عقبة ابن أبي معيط، كيف يامولاتنا تسقطين احكام الجاهليين على دين رب العالمين، هل التبس عليك الامر في الطفولة بين المعلومات في مقارنة المدرسة بين اخلاق الجاهلية مع الحائض واحكام الاسلام؟
هل كنت ضعيفة الاستيعاب؟... ثم المصيبة الكبرى فلنفرض انك اسأت الفهم لماذا لا تزالين رجعية لم تغيري فهمك المشوه العتيق، اين عقلك، اين عمرك، اين استعراضاتك الصحافية، ظللت منذ المراحل الاولى في التعليم يتحكم فيك الوهم ليتحول إلى ثرثرة سمجة ليضحك عليك منها بنات الابتدائي!!
لماذا انت اسيرة اغاليط هذا العمر المديد حتى لو افترضنا أن المعلومات المغلوطة قيلت قبل عشرين سنة او اكثر أرأيتم أيها القراء النموذج الذي نحاوره، عقلها في الابتدائي هو عقلها وتفكيرها وقناعتها وهي الكاتبة في الصفحة الاخيرة!!... ما هذا الجمود والتكلث والغيب عن الوعي... رفقا بالقوارير!! ماذا اذا كانت قارورة شارع الصحافة ملئت جهلا... ووهما... خيالات... اباطيل... هل تأثرت مولاتنا بعقيدة وثقافة (القذارة المقدسة) التي عرفتها بعض نظم الرهبنة في كل من المسيحية والهندوسية. فالرهبان الذين يتجنبون النظافة يشعرون شعورا دينيا اصيلا ان اغفال البدن المتعمد لنظافته يقوي العنصر الروحي في الصلاة. ومن بين المراجع الاكليريكية البارزة الذين اخذوا هذا الجانب من الصلاة إلى اقصى مداه «يعقوب الرسولي» ويصور المدى الذي يمكن ان يصل اليه الاهمال المتعمد للبدن ما ذكر عن تجنب النظافة في بدايات القرون الوسطى فيما يلي: «كان ينظر إلى النظافة على انها شيء بغيض وكان الرهبان «رجالا ونساء» يفاخرون بأن الماء لم يمسس اقدامهم الا عندما كانوا يضطرون لعبور الانهار، انظر «برتراندرسل» Bertrand Russeu: The History of western philosopy (London: n.p. 1946) P.371.
عن كتاب بيجوفيش (Islam Between East and West)، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا.
ان ثقافتك ومعلوماتك عن دينك صفر ومستواك في الثقافة الاسلامية بدرجة (F) مع مرتبة القرف.
لذا وجب علينا شرعا تعليم الجاهل وتصويب الجهول، لاسيما اذا كان ينشر جهله بنشوة انتصار، وان كانت هذه النشوة تحتاج إلى معالجة سيكولوجية سنعرض لها في مقالات قادمة... كيف تنظر الشريعة للمرأة في دورتها الشهرية الطبيعية وكيف كان الحبيب المصطفى يتعامل معها... الجواب عظمة يعرفها من عرف دينه وتحرر من الجاهليات المعاصرة وهذا ما سنبينه في المقال المقبل، وقد تسألني وماذا عن عنوان المقال؟!! فالقراء يريدون خبر مطعم المشويات الجنسية؟ نسيت آسف اسمعوا لمولاتنا العبقرية ماذا تقول في نفس مقالها «أبو النجاسة» قالت: «في حياء كنت اذهب للمدرسة اذ تقرر وفقا لطريقة ارتدائنا للعباءات ان جميع الطالبات سينعمن في الجنة، وحدنا انا وصديقتي سندخل النار، وسنشوى وتأكلنا الضباع»... لا ادري ان كانت في مدرسة ام في حديقة حيوان، ما هذه الضباع المتعصبة المتحيزة التي لا يعجبها إلا لحم البنات، ولازم مشوي لا على نار هادئة وانما في قعر جهنم... إلى هذه الدرجة تحول اقوى فك مفترس الى فك ناعم يريد لحما نسائيا مشويا!! هل مولاتنا فعلا تستذكر الطفولة ام تعاني حالة ذهان الصور، التي يعرفها اطباء النفس، هل يوجد كتاب في العقائد يتكلم عن ضباع في جهنم تنتظر بفارغ الصبر لتلتهم وجبة البنات المتبرجات المشويات لانهن مشاغبات وجنسيات... آسف لاسترسالي بهذه الطريقة لان من يقرأ لها ولأمثالها يضطر ان يحاكي اسلوبها العبقري، ويا عيني على عبقرية الصحافية النسوية.
محمد العوضي