تركي العازمي / مأساة البدون...

1 يناير 1970 04:51 ص
روى لي احد أبناء فئة البدون حكاية غريبة الأطوار حاولت فهمها من منظور إنساني وعجزت، ومن المنظور الإداري لم تتضح لي الصورة! هذا الشاب البدون تزوج من فتاة بدون وتقدم بطلب توثيق عقد الزواج من المحكمة والمحكمة حوّلته إجرائياً إلى لجنة المقيمين بصورة غير قانونية، وأفادته اللجنة أنه بدون وزوجته عراقية الجنسية، وبعد حصول زوجته على الجنسية الكويتية ذهب مرة أخرى لاستخراج عقد زواج، وكان الرد في هذه المرة أنه عراقي وزوجته كويتية... ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ما الذي يحصل للبدون يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي؟ ما ذنب هؤلاء البدون من حرمانهم من توثيق عقود الزواج واستخراج شهادات ميلاد لأولادهم؟
مأساة البدون بحاجة إلى حل، وكنا نتوقع لها الحل ويظهر أن الحل ما زال بعيداً عن الحل، ولكن ندعو المولى عز وجل أن يلهم أعضاء مجلس الأمة والحكومة الرأي السليم والسديد العاجل في بحث هذه القضية، ولو من منظور إنساني رحمة بفئة ذاقت الويلات.
إذا كانت على بعض البدون قيود أمنية وأدلة واضحة تثبت جنسيتهم الأصلية فيجب أن يُمنحوا الإقامة الدائمة أو أي حل آخر إذا تعذر حصولهم على الجنسية، ومن ليس له ذنب، فالعدالة تتطلب إنصافهم كي يحصلوا على معيشة كريمة، خصوصاً لمن أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن والواجب الوطني والديني يحتم إنصافهم.
إن توثيق العقود وشهادات الميلاد للأولاد لمن لا قيود أمنية عليهم أمر حتمي ولا جدال فيه: فلماذا التسويف في قضية في منتهى الحساسية وتم تداولها منذ عقود عدة؟
نذكر كل من لديه عقل وقلب بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين المولى عز وجل حجاب، ونخشى أن يأتي أثر هذه الدعوة سلباً على البلاد والعباد... فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، والبدون، كما ذكر البعض، لا علاقة لهم في أخطاء أجدادهم، وحان وقت مراجعة هذا الملف المعلق بشكل جدي... والله المستعان!


تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]