القلق والخوف، كرد فعل لموقف ما، أو ظرف معين حدث فعلاً، أو على وشك الحدوث، يعتبر شيئاً طبيعياً في حياة الإنسان اليومية، فهذه المشاعر، حسب رأي خبراء الصحة النفسية، ليست سوى جرس انذار يقوم بتحذير الإنسان من وجود خطر ما يهدد الجسم وضرورة تجنب هذا الخطر من خلال سلوك أو ردود فعل معينة، ولكن بالمقابل هناك خوف غير طبيعي وليس بالمنطقي ويكون من شيء ما أو سلوك ما، أو مكان معين يؤدي لقيام المرء بمحاولات واضحة للهروب من مواجهة ذلك الشيء الذي يعتبره خطراً على حياته، ويطلق على هذا الخوف غير الطبيعي «الفوبيا» وحسب الإحصاءات الرسمية فإن «الفوبيا» أكثر أنواع القلق النفسي شيوعاً بين النساء الأميركيات ومن مختلف الأعمار، بينما يأتي الرجال بالمرتبة الثانية.
«الراي» أجرت هذا الاستطلاع لنتعرف على أكثر الأشياء التي تسبب الفوبيا لمن سنلتقي بهم، وهذه هي التفاصيل:
في البداية التقينا بالفنان الكوميدي المعروف ولد الديرة فقال عما يشعر به بهذا الخصوص: بصراحة «اللي ما يخاف عمره ما يخوف» وأنا أخاف من «الزهيوي» أكثر من الاسد.
وعندما سألناه عن سبب هذا الخوف؟ أجاب: عندما كنت طالباً في المرحلة المتوسطة ذهبت أنا وأحد اصدقائي، لنصطاد الزهيوية «أعزكم الله» وكنا نضعهم في «بُطل» ولما انتهينا من ذلك، قلت لصديقي تأكد من اغلاق «البُطل» جيداً فأبلغني بأنه تأكد من ذلك، الا اننا تفاجأنا بعد دقائق بأعداد هائلة من الزهيوية تخرج علينا وبعضها يتطاير باتجاهنا والبعض الآخر دخل ملابسي، فبدأ الخوف من الزهيوية يلازمني الى يومنا هذا. العتوي
وحين سألنا الفنان يوسف العماني فأجابنا قائلاً: أشعر بالخوف لما أشوف «قطو عتوي قاعد يخزني».
وعن سبب هذا الخوف يقول: في إحدى المرات وفي ساعة متأخرة من الليل نزلت من سيارتي وشاهدت أمامي أربع «عتاوي» يخزوني فشعرت بالخوف.
إبرة الطبيب
أما المعد الاذاعي مهند الجريدان فله وجهة نظر أخرى فيقول: أخاف من إبرة الطبيب! لدرجة ان تعرضت للكسر مثلاً أو اي اصابة، تكون أهون عليّ من وخز الإبر، ويرجع سبب ذلك الى فترة سابقة عندما كنت صغيراً أصبت بمرض فقر الدم وكنت كل اسبوع أذهب الى الطبيب ليأخذ مني أنبوبة من الدم بواسطة إبرة كبيرة ومن ذلك الوقت وأنا أخاف من الإبرة ولا أستطيع رؤية اي شخص يوخز بالإبرة!! النطق بالشهادتين
الممثل محمد الصيرفي يقول: أخاف كثيراً من ركوب الطائرة وبالتحديد وقت هبوطها كما أخاف من الأماكن المرتفعة فمثلاً لا أحب السكن في الادوار العليا من الفنادق واذا اضطررت للصعود الى مكان عال أخاف ان انظر الى الاسفل! بل أحياناً تصل الى درجة اني اقوم بالتشهد؟ ويضيف قائلاً: ليس هناك سبب مباشر او معين لهذه المخاوف. مصنع البف باف
المذيعة أمل العوضي حدثتنا قائلة: أنا ما أخاف من الكلب كثر ما أخاف من الزهيوي!!
وعندما سألناها هل هناك موقف معين مرّت به ادى الى هذا الخوف؟ أجابتنا قائلة: عندما كنت في السابعة من عمري ذهبت الى زيارة بيت جدتي فدخلت الى احدى الغرف ووقفت أمام المرآة لتصفيف شعري وفجأة رأيت شيئاً لونه بني واقفاً على رأسي حينها اقتربت من المرآة لأرى ما هو هذا الشيء فصعقت وبدأت بالصراخ وقفزت من مكاني لأني اكتشفت انه «زهيوي» ولهذا السبب أخاف من الزهيوي وأضافت قائلة: لو كانت لدي امكانية، لأنشأت مصنعاً لصناعة «البف باف». الانتقام
أما الكابتن الرياضي خالد الفضلي فيقول: أخاف من العقرب، عندما أذهب الى البر لأني أشعر بأنه يريد الانتقام مني، فعندما كنت صغيراً في السن ذهبنا الى البر، يومها حاول عقرب ان يهجم على صديقي فضربت العقرب وأنقذت صديقي منه ومن ذلك اليوم أشعر بأنه سيأتي يوم من الايام لينتقم مني العقرب! المفاجآت
الفنـــان «حسن البلام» أجـــابنا قائلاً: أخشـــى واخاف كثــيراً من المفـــاجــــآت!! ولا أحـــبها لانـــي اعتــــــقد انها غـــالبـــاً ما تأتي بأخـــبار غير سارة. الإبرة ولا غيرها
المذيعة مشاعل الزنكوي قالت: الإبرة ولا غيرها هي ما يرعبني! حقنة الطبيب، أخاف منها ولا أحبها. لأنها بصراحة تعود وايد وتخلي لون أيدي أزرق ومن صغري وأنا أخاف حتى أشوفها! رأي علم النفس
وحول رأي الطب النفسي وتفسيره لهذا الخوف، سألنا الدكتور عويد سلطان المشعان استشاري الطب النفسي فأفادنا قائلاً: في البداية أود ان أوضح معلومة مهمة قد يجهلها البعض وربما الكثير من الناس يظن ان «الفوبيا» ليس لها علاج، وهذا غير صحيح، فمتى ما كان الإنسان يتمتع بالثقة بنفسه وبالارادة والعزيمة القويتين، يستطيع معالجة نفسه بنفسه وان صعب عليه ذلك، بإمكانه مراجعة أخصائي نفسي وهذا بصراحة أفضل حل، فالأخصائي النفسي يتمتع بخبرة كافية لمعالجة مثل هذه الأمور وسوف يرشده الى الطريق السليم.
وسبب حالة «الخوف غير الطبيعي» يعود غالباً لمرحلة الطفولة في حياة الإنسان، فتسبب له عقدة قد تستمر معه حتى مرحلة متقدمة من العمر ولا بد من وجود سبب حقيقي يؤدي لحدوث تلك الحالة، ومثال على ذلك، هناك بعض الأمهات عندما يقوم أحد أطفالهن بإزعاجهن وأذيتهن تقول له تصبح مؤدباً وتسمع كلامي، وإلا أنادي لك الشرطي يأخذك ويضربك وبهذا تزرع بنفس الطفل الخوف من الشرطي والمفروض ان يكون العكس فيجب علينا أن نغرس بنفوس أطفالنا حب الشرطة لأنهم في خدمة الشعب.
وفي الختام يقول الدكتور عويد المشعان: قد تكون نسبة حدوث الفوبيا عند الإناث أكثر من حدوثها عند الذكور، وهذا يعود للطبيعة البيولوجية والعاطفية لدى الانثى وبالأخص حالة الخوف من الحشرات، وأخيراً أنصح كل شخص يعاني من خوف شديد وغير طبيعي أن يعالج نفسه لأنه إذا أهملها من الممكن أن تستمر معه طوال حياته، بل قد تزداد من الخوف من شيء واحد الى أكثر من شيء. |