سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / وصدقت كرة صادق
1 يناير 1970
04:35 ص
إنها من الالعاب الشعبية ... انها كرة القدم التي كانت تمارس في البرايح والفرجان قديما ويتخذ الربع في الفريج فرقا يباري بعضهم بعضا، يسودهم التفاهم والوئام، وتربطهم الروح الرياضية العالية.
سألت السيد صادق جمال عن هذه الرياضة، فأجابني: «كانت تراض بها الاجسام قديما»، سألته: «ما صفاتها قديما؟»، اجابني: «الوئام والحب والتفاهم، وكنا في عقد الستينات من القرن الماضي نتخذ ملاعب في بعض المناطق والضواحي، وملعبنا هو احدها ولم يزل في منطقة الشعب».
سألته: «ما الفرق بين كرة القدم قديما وحديثا؟»، قال: «في الماضي كانت رياضة اما الآن فهي صناعة تباع وتشترى كما تباع السلع. والمنتخبات كانت تعبر عن بلدانها اما الآن فكثير من المنتخبات لا يعرف اعضاؤها لغة بعضهم البعض، وهم ابعد ما يكونون في التفكير والفكر».
سألته: «قد يكون الجمهور في وقتنا الحاضر اكثر ثقافة رياضية؟»، كان مضطجعاً فاعتدل جالسا وقال: «ان الافكار تغيرت، والاساليب اختلفت، والايمان بالرياضة قد يكون مزعزعا، والفاظ، وعبارات، وارشادات، واهازيج، لم نسمعها قديما نسمعها الآن، ونشاهد فرق الشرطة تقتحم بعض الملاعب لتقضي على الشغب بين الجماهير وهذا ما لم نألفه قديما».
ابو حبيب أكد لي ان الكرة اصبحت صناعة والآراء تدلى حول مواصفات وسمات هذه الصناعة، فهل مادة هذه الصناعة هي الانسان؟ برأي السيد صادق، الذي لم يزل يحافظ على لياقته وملعبه الذي اتخذه من عقد الستينات حتى وقتنا الحاضر مقرا للتدريب الرياضي، ولم يزل متألقا في هذه الرياضة، ان الايمان بالثقافة الكروية هو بأن تكون الكرة اصيلة كأصالة الارض، والفرق وطنية تقتبس وطنيتها من روح الوطن.
نظرت اليه قبل ان اودعه واصغيت لما يقول فسمعته يُنشد:
قصدوا الرياضة لاعبين
وبينهم كرةٌ تراضى بلعبها الاجسام
وقفوا لها متشمرين
فألقيت فتعاورتها منهم الاقدام
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي