| اعداد: نجاح كرم |
للمرة الأولى تتجهة السينما الى التطرق لآمال وتطلعات كبار السن من خلال فيلم كرتوني يعتبر نقلة نوعية للخروج من الأنواع التقليدية التي تتباهي بها هوليوود دائما, فالسيد العجوز الذي أثار ضحك الجمهور أراد توصيل رسالة لهم من خلال حياته الخاصة التي عاشها بعد وفاة زوجته وأحلامة التي مازال يتمنى تحقيقها حتى لو بلغ نهاية العمر.
فيلم «الى الاعلى» الذي افتتح مهرجان كان السينمائي الدولي أخيراً كان حدثا عظيما بالنسبة لشركة بيكسار منتجة الفيلم الذي تتحفنا دائما بكل ماهو جديد وممتع لعالم الرسوم المتحركة كان أهمها فيلم wall-e الذي أطلقته الصيف الماضي لروبوت يترك وحيدا على كوكب الأرض , حيث قال جون لاسيتر مدير الأبتكار في الشركة ان أحد الأمور المهمة التي حصلت لي في حياتي المهنية هذا العام هو أن يكون فيلمي بداية افتتاح مهرجان كان العريق , أنه فعلا أمر رائع حيث نكاد جميعنا أن نطير من الفرح.
الفيلم يستند الى فكرة الفرار أو الهروب الذي يحلم به الكثيرون في هذا الزمن بسبب زيادة جرعة المسؤوليات والضغوطات النفسية القاتلة على البشر لكن بالمقابل يجب تناول الفكرة سينمائيا بنوع خفيف ولقطات كوميدية متقنة وبأسلوب السهل الممتنع كما وصفه المسؤولون في شركة بيكسار.
يبدأ الفيلم بقصة رجل توفيت زوجته وشريكة حياته التي كان يحبها كثيرا ليعرض علينا ملخصا سريعا عن الحياة التي عاشاها معا بحب وصفاء وهدوء تام , فهي كانت تعمل في حديقة للحيوانات كمربية لهم وهو كان يعمل في بيع المناطيد الملونة والجميلة , يحلمان بانجاب طفل يملأ عليهم حياتهم حبا وبهجة لكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن حيث تتدهور صحة الزوجة وتموت وتترك الزوج في تعاسة وحزن دفين.
بعد رحيلها أصبح الارمل كارل عرضة للموت أيضا بسبب الوحدة التي يعيشها والحزن الذي يلفه من كل صوب لدرجة أن حياته اصبحت بالنسبة له روتينا قاتلا لايتغير , فها هو يرتدي ملابسه بنفس التوقيت ويتعكز على عكازه الخشبي ليمشي فترة قصيرة ومن بعدها يعود ليجلس أمام مدخل بيته الذي جمعه مع حبيبته وزوجته الراحلة تماما كما كان يفعل عندما كانت موجوده معه يتحدث اليها كما لو كانت معه.
في هذه الاثناء يقرر كارل العجوز البدين والقصير أن يغير حياته أو بالأحرى أن يهرب من حياته بعد أن تلقى تهديدا بالطرد من منزله الجميل والذهاب الى مأوى للمسنيين, وهو أن يقوم بمغامرة طريفة بملئ 20 الف منطاد بغاز الهيليوم الخفيف وينطلق به الى الأعلى أو الى حلم راوده من قبل وهو الطيران باتجاه أميركا الجنوبية وبالأخص الى شلالات الفردوس التي طالما كان يحلم بها هو وزوجته قبل موتها لاسيما وهي كانت تحب هذه المغامرة , لكن هناك شخص مزعج سوف يرافقه في الرحلة وهو الولد السمين راسل الذي كان في السابق يضغط على كارل كي يسمح له بمساعدة المسنين لتبدأ الرحلة الشيقة والخطرة والغريبة بعض الشيء.
قدم المخرج بيت دوكتر فكرة رائعة لعملية الهروب والفرار من واقع الحياة التي نعيشها بكل تفاصيلها على أن نأخذ مانريد ونفر به , في هذا الفيلم كارل أراد أن يأخذ البيت الذي جمعه مع حبيبته وزوجته التي تركته لكن هو لايريد أن يترك الأثر الذي جمع بينهما والذي يعتبره ضريحا مقدسا لابد من الاحتفاظ به لحين موته.
قدم دور كارل صوتيا الفنان المبدع ادوارد ازنر 79 عاما الذي يتمتع بموهبة كوميدية رائعة , لكنه حين عرض عليه الدور قال ان الشخصية لاتناسبني , حينها قال المخرج دوكتر هذا سيكون رائعا فقام بتصميم الحوار بشكل يتناسب والأنماط الكلامية لهذا الممثل , كما قام بتقصير الجمل ليعزز فكرة كارل الذي أصبح من وجهة نظره دبا غاضبا تم ايقاظه خلال فترة السبات.
جوردان ناغاي قدم صوتيا دور الولد راسل الذي تدرب كثيرا على القيام بالدور الصعب من وجهة نظره.
حقق الفيلم ايرادات في السينما الاميركية فقط قدرها 68.2 مليون دولار اميركي خلال أول ثلاثة أيام من عرضه
الفيلم من اخراج بيت دوكتر وشاركه في الأخراج ايضا بوب بيترسون, كما شارك في بطولة الصوت ادوارد اسنر وكريستوفر بلومر وجوردن ناجاي وبو بيترسون ايضا وجيرمي ليري وايلي دوكتر.
«UP»... التحليق بالمنزل عالياً لإنقاذه من الزوالبيروت - من محمد حسن حجازي
بأسرع من البرق تلقفت بيروت شريط افتتاح الدورة 62 من مهرجان «كان» السينمائي الدولي بعنوان «UP» وقد شاهدناه في عرض خاص على ان يكون حاضراً على الشاشات اللبنانية في الرابع من يونيو الجاري في 9 صالات.
«UP» الذي شكل سابقة في تاريخ المهرجان العالمي حين اختارت ادارة المهرجان شريطاً كرتونياً من ديزني ليكون افتتاحاً، في اعتراف له وزنه وقيمته ومرماه على المدى البعيد للعلاقة النموذجية مع صنوف النماذج الفيلمية، التي يعرضها الفن السابع على مدى تاريخه، وان يكن والت ديزني رائداً في هذا الابتكار الرائع الذي يمتع الكبار والصغار.
يحكي الفيلم عن علاقة بين زوجين، لطالما كانت رائعة، ولكن حين كبرا في السن وما عادا قادرين على فعل الكثير مرضت الزوجة وتوفيت، وأراد الزوج ان يكرمها واذا بإحدى شركات العقارات تحاول شراء المنزل الخشبي القديم بسعر مضاعف لكي تبني مكانه مجمعاً سكنياً وتجارياً ضخماً. هنا يستنفر الزوج كامل قواه ويبادر الى وضع آلاف البالونات العادية المنفوخة، وبالتالي تحريرها في الهواء واذا بها تشكل رافعة للمنزل، فيعلو ويطير ليصل الى جوار الغيم. وأروع المشاهد حين يقرع باب المنزل وهو في الفضاء فاذا طفل يطلب الانضمام الى المنزل ليكون عوناً للعجوز.
وعندما يهبط المنزل فوق جبل ثلجي مرتفع جداً تحصل عملية هجوم من كلاب شرسة، واذا بحيوانات بديلة غير معروفة بقوتها اصلاً تدافع عن العجوز والطفل وتهرب بالمنزل من تلة الى اخرى منعاً لأذية الكلاب والحيوانات الضالة.
الفيلم مدته 96 دقيقة، انتجه جوناس ريفيرا، وتولى اخراجه بيتي دوكتر وبوب بيترسون، عن سيناريو للثاني، فيما صاغ الموسيقى التصويرية مايكل غلاكشينو.
جسد الأدوار بالصوت: ادوارد آستر، كريستوفر بلامر، جوردان ناغال، بوب بيترسون، ديلروي ليندو، جيروم رانفت، جون راتزنبرغ، ايلي دوكتر، جريمي ليري، ميكي ماك غوان.
اعداد: نجاح كرم
[email protected]