تحقيق / البعض اعتبرمراقبة مستخدميها انتهاكا لحرمة الحياة الخاصة وآخرون طالبوا بتضافرالجهود لمعالجة مرتاديها

المواقع الإباحية تحت السيطرة... بين الاستحسان والاستهجان!

1 يناير 1970 12:11 ص
|كتب غازي العنزي|
تباينت آراء المواطنين والاكاديميين بشأن اعلان وزارة الداخلية معرفتها بمستخدمي المواقع الاباحية والشروع في اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم، وحجب وزارة المواصلات لبعض مواقع «الشات»، اذ أكد البعض أن هذه الاجراءات مخالفة للدستور، معتبرين اياها تدخلا في الحريات الشخصية وبمثابة فرض وصاية على المجتمع، فيما اعتبره البعض الاخر حماية للمجتمع والعادات والتقاليد من وباء انتشر في الاونة الاخيرة وبات يهدد كيان الاسر والمجتمع.
وأكدوا ان غرف الدردشة لا تقل خطورة عما منعـــته وزارة المواصلات من مواقع ابــــاحية، وقالوا ان « المدمنين على تلك الغرف مرضى يعانون من الضـــيق والتعاسة واليأس ويلجأون الى هذا العالم الوهمي للحديث مع آخرين مجهولي الهوية ليبوحوا بآلامهم النفسية».
وطالبوا بتضافر الجهات المعنية مثل وزارات التربية والاوقاف والاعلام وغيرها بتدشين حملات اعلامية للتنبيه بخطورة تلك المواقع، وتشديد العقوبات على الشركات المزودة لها ولمستخدميها، كما طالبوا بالتعامل مع بقية المواقع بالقدر نفسه من الحزم، مؤكدين ان للانترنت العديد من الفوائد الواجب استثمارها في الاعمال المفيدة وليست التي تخالف تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا.
«الراي» استطلعت اراء بعض المواطنين والمختصين في تلك القضية... وهنا الآراء:

في البداية وصف عبدالله فهاد الشمري جهود وزارة الداخلية في كشفهم بـ «المباركة» متسائلا: لكن ماذا بعد ذلك، مطالبا الوزارة بالتعاون مع جهات أخرى لمساعدة المتصفحين وتوفير مختصين نفسيين واجتماعيين للاخذ بيدهم من هذا البلاء ونقول لوزارة الداخلية ( برافو ) على الرغم من ان هذا الامر فيه تجاوز للحريات التي كفلها الدستور.
واعتبرالشمري أن هذا الامر دخيل على المجتمع ويتطلب وقفه جادة من قبل الأسرة والمختصين، عبر نشرالتوعية المطلوبة للمراهقين ويأتي بعد ذلك دور وزارتي الداخلية والمواصلات بان يكونا طرفا في هذه التوعية لمنع سوء استخدام الانترنت، ولا ننسى دور وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في التوعية ونشر الفضائل والاخلاق الحميدة، لذا أرى ان المسؤولية هي مسؤولية اجتماعية من واقع الحس الوطني لكافة وزارات الدولة والمختصين بها وهذا أمر يجب ألا نستهين به.
أما هند عباس فتقول ان «الشات » ما يدخله الا «واحد فاضي وماعنده شغلة» فيشغل وقت فراغه بهذه الامور. ولو نظرنا الى السلبيات التي يحتويها لوجدتها كبيرة جدا، أهمها انتشار الفساد وذلك باستغلال المراهقات بتسويق فارس الاحلام، أضف الى ذلك ان الانترنت له العديد من الامور المفيدة لكن بسبب غياب الرقابة العائلية يتوسع الأمر الى ما لا تحمد عقباه، وهناك أمور أكثر افادة من «الشات» كالمنتديات مثلا أو اختيار فئة تثق بها مـــن أصـــدقـــائـــك في الخارج ممن يحسنون استخدام الكمبيوتر.
أما علي العازمي فيقول ان غرف الدردشة لا تقل خطورة عما منعته وزارة المواصلات من مواقع اباحية، ويتابع قائلا: الادمان لم يعد على المخدرات والمسكرات لكن في الوقت الحالي أصبح عالم الشبكة العنكبوتية، مشيرا الى ان الاشخاص المدمنين على غرف الدردشة مرضى يعانون من الضيق والتعاسة واليأس ويلجأون الى هذا العالم الوهمي للحديث مع آخرين مجهولي الهوية ليبوحوا بآلامهم النفسية.
ويؤكد العازمي ان «الشات» ساهم بشكل كبير في انهيار أسر وتشريد أطفال خلال هذه المحادثات والتي تتطور الى اللقاءات ومن ثم تساهم في نشر الفساد والضرر لقيمنا وأخلاقنا ان كانت محادثات سلبية، اضافة الى ذلك فانها تساهم في نشر الكذب والتلفيق في التعارف وتسويق الاحلام الوردية.
أما عبدالله سالم العجمي فيقول أن «الشات» ومواقع التعارف يدخلها من يشعر بملل وفراغ، فعلى سبيل المثال أنا واحد من الناس وقبل أن أحصل على وظيفة استغللت الانترنت في الحديث لشغل وقت الفراغ فوجدت العديد مما يعانون مثل معاناتي، فأيقنت أن «الشات» قد يكون هروبا من الواقع المرير الذي نعيشه بالبحث عن عالم ايجابي نرسمه في الخيال، قد يكون مبنيا على استغلال الآخرين أوالكذب عليهم، لكن انظر الى بداية المشكلة تجدها مشكلة واقعية، وكذلك الحال لبعض المراهقات اللاتي يبحثن عن الزواج فتجد هناك من الشباب من يرتب لها أساطير الغرام والكلام المصفوف مما يسقطها في شباكه ويبدأ باستغلالها وفي النهاية ينتهي المطاف الى مآساة.
أما أبو سالم المري فيقول « أرى استدعاء البعض من قبل وزارة الداخلية انتهاكا صارخا للحريات وتدخلا في حرية الآخرين » لان وزارة الداخلية ليست الوصي الشرعي على الآخرين، وكان الأجدر بها التعاون والتنسيق مع وزارة المواصلات في العمل على منع المواقع التي تخل بالآداب.
ويطالب المري وزارتي الداخلية والمواصلات بالتعاون مع وزارتي التربية والأوقاف في بث رسائل توعوية والنزول للمدارس والجامعات والمجمعات ان كانت بالفعل حريصة على مجتمع ايجابي مثالي، مشيرا الى ان تلك المساهمه أفضل فائدة للمجتمع من الاستدعاءات.
أما أحمد مندني فيعلق قائلا: أعتقد ان الدستور كفل حريات المواطنين والاستدعاءات وفتح الملفات والتنصت على الآخرين يشعرنا باننا في دولة بوليسية فليس بهذه الطرق نحافظ على العادات والتقاليد، وهناك أمور بديلة كثيرة للحد من الظواهرالسلبية التي أصبحت تتفشى في مجتمعنا وتحتاج الى وقفة من الجميع عبرالمختصين.
بدوره، يقول خالد الظفيري ان المواقع الالكترونية منها المفيدة وغيرالمفيدة، وما يثير استغرابنا هو اغلاق وحجب بعض المواقع من قبل وزارة المواصلات بينما تترك المواقع الاخرى الاشد خطورة على عاداتنا وتقاليدنا، ويتابع قائلا: الأفضل ان تغلق «المواصلات» الانترنت باكمله طالما انها تتخبط، متسائلا: هل انجاز وزارة المواصلات اغلاق الموقع وانجاز وزارة الداخلية هو استدعاء من دخل هذا الموقع، متمنيا نشر التوعية حتى يكون المواطن على بينة ويساهم في اصلاح الخطأ، وتمنى ان تضع وزارة المواصلات والشركات التي تقدم خدمة الانترنت رسالة توضيحية تبين من خلالها أسباب حجب الموقع.
أما المهندس الفوتوغرافي أحمد ماضي فيعتقد أن منع مواقع مثل Hi5 أو tagged لن يكون له تأثير ايجابي في منع مشاكل الانترنت أوتقليلها، بل على العكس سوف يساهم في تشجيع من يريد أن يستغل الانترنت استغلالاً سيئاً وأن يبحث عن طرق جديدة لتحقيق أهدافه، حيث ان هذه المواقع تعتبر مجتمعات الكترونية تساهم في تعزيز الترابط بين الأفراد وتحقيق الاستفادة للكثير سواء كانت على صعيد تجاري أو اجتماعي.
ويرى أن اصلاح المجتمع يكون في اصلاح الفرد من خلال الأسرة والمحيط الذي يحيط به، كذلك عن طريق وضع قوانين تعاقب من يسيء استخدام الانترنت حتى تحد من هذه الظواهر السلبية، مشيرا الى اننا لو أردنا أن نمنع كل ما يحيط بنا من تكنولوجيا سوف ننعزل عن العالم الخارجي.
اما نيفين حسن فتقول انه اذا كان حجب المواقع هو الطريق لتصحيح المجتمع فلتمنع كافة المواقع، وتضيف « مواقع الشات لها ايجابيات وسلبيات فمن خلالها نكون علاقات جديدة ونتعرف على أصدقاء منتمين لنا في هوايات معينة، ونتبادل المعلومات والثقافات ونكتشف أخلاقيات وطبائع البلدان الاخرى»، وأيدت اغلاق المواقع الاباحية والمسيئة للاخلاق، متسائلة لماذا لم يتم منعها منذ البداية؟
وأوضح محمد غنيم المطيري انه مع اجراءات «الداخلية والمواصلات » وخاصة في حجب هذه المواقع، وقال «لي تجربة مع تلك المواقع بدأت عندما وصلني ايميل من أحد أصدقائي بطلب اضافتي في موقع Tagged ويعطيني اختيارين بنعم أو لا فضغطت نعم ودخلت الموقع بدافع الفضول وتصفحته، وثاني يوم وصلني ايميل ان هناك أشخاصا يودون مقابلتي ليروا ( البروفايل الخاص فيهم ) قلت حلو وكملت وظهرت لي صور بعض المشتركين فوجدت ان البعض بالفعل وضع صورته والبعض الآخر استخدم صور رمزية والبعض استخدم صورا مخلة بالآداب.
ويتابع عندما اتجهت للبحث عن كلمة Tagged اكتشفت ان معناها ( المعلم ) ووجدت ان هذا المعلم يحتوي على «الشات» الكتابي كما أنه يوفر لعبة ( البوكر ) بالاضافة الى عدم وجود ضوابط للصورالمخلة بالآداب، بعد انتشار هذا الموقع في جسد المجتمع الكويتي لاكثر من عامين متواصلين ووصول عدد مستخدميه الى 70 مليونا عبر العالم.
أما فهد العجمي فيقول « يا أخي حرام احنا وين قاعدين على شان يبون يقلصون من حرياتنا فالمواقع فيها الزين والشين وكل شخص على حسب البيئة وتربيته».
ويتابع قائلا: بالنسبة لموقع Tagged أرى أنه أرحم من «اليوتيوب» الذي فيه مقاطع فيديو يستغل بتشويه السمعة والانتخابات السابقة كانت خير دليل على ذلك، كما ان في «اليوتيوب» مقاطع جنسية ومقاطع رقص تثير الغرائز فلم لا يتم اغلاقه؟
وأضاف « ان كانت وزارة الداخلية جادة عبر ادارة الجرائم الالكترونية فلماذا لا تتابع موقع «البالتوك» والذي تدار به كافة أمور الدعارة خلال غرف العرض والغرف الحمراء ولا تحتاج الا لتوفير جهاز كمبيوتر وكاميرا ومايك ليتم بعد ذلك النقل بالصوت والصورة».
ويضيف كما ان وزارة المواصلات تعلم تماما ان اغلاق المواقع وعبرالشركات المقدمة لخدمة الانترنت يتم الالتفاف عليه عبر«البروكسي» فهناك مئات الشركات التي تدعم البروكسي خلال حجب (IP) الخاص بالمستخدم ويجعله مستخدما خارج دولة الكويت بالرغم من ان المستخدم موجود في الكويت، كما ان هناك العديد من المواقع أنشئت فقط للسماح لتصفح مواقع أخرى، مستغربا في الوقت ذاته ان يتم اغلاق مواقع التعارف وتترك الاشد خطورة.
أما عهود العجمي فتقول ان المفروض ألا تكتفي وزارة الداخلـــية بمـــنع المـــواقـــع ومراقبة مستخدمي الانترنت خلال دخولهم ما حرم الله بل تقوم بسجنهم ليكونوا عبرة لكل من تســـول له نفســـه فعل ذلك، ونتمنى من وزارة الداخليـــة كـــذلك متابـــعة ما يدار عبر المواقـــع الاخرى والتي لا تقل خطوره عن المواقع الاباحية.
وتضيف العجمي أن على وزارة المواصلات ان تتابع المواقع التي يتم حجبها حيث ان هناك العديد من المواقع تركت دون حجب وتحتاج الى وقفة جادة من قبل الوزارة، وذلك بتشكيل فريق عمل من المتخصصين بمشاركة الشركات الخاصة في مجال الانترنت لتقديم الدعم.
أما ناصر الدوسري فيقول «نشيد بعمل وزارة الداخلية وان كان هذا العمل يجب القيام به منذ زمن طويل»، مطالبا اياها بمتابعة كافيهات الانترنت والتي أصبحت كالداء بالجسد خلال عدم معرفتها بهوية المستخدمين.
ويضيف أن وزارة المواصلات ستواجه حربا انترنتية شرسة خلال حجبها لتلك المواقع وهي حرب ( البروكسي ) هذا الكاسر لقوانين الحجب، فعالم الانترنت لا حدود او قوانين له وأن تم تسكير باب من قبل المختصين تجد فتح أبواب من المشاغبين.
المختص في علم النفس الدكتور منصور الشطي يرى أن الدوافع متعددة منها ما يندرج تحت حب المغامرة واللهو وكسب المال والحرمان والتطرف والفراغ، وأيضا هي وسيلة للتنفيس عن الكبت المدفون داخل هذا الشخص حيث تستخدم حسب مصالحهم الخاصة، مشيرا الى انه عدا السلوك السوي للاستخدام فهناك عدم توازن للشخصية ووجود اضطرابات نفسية لهذا المتصفح قد تكون تراكمية أو آنية، غيرأن صاحبها لا يشعر بها ولا يعترف بوجودها لانها مخفية في خانة اللا شعور.
ويضيف الشطي «الشعور بالضيق من وسائل الترفيه بالاضافة الى تأثيرات الغزو الفكري والثقافي من خلال الفضائيات والهروب من الأزمات النفسية يزين في نفوسهم التطفل والتطلع الى ما وراء المتاح من خلال بعض الصور المنافية للآداء والاستمتاع بنسخ صور أو لقطات بغرض اشباع الجوع النفسي الغريزي، تحت ضغوط نفسية أفرزها الواقع بتراكماته المحلية والاعلامية».
ويشير الى أن هناك صفات شخصية لهؤلاء المستخدمين حيث انهم يتمتعون بقدر عال من الذكاء والالمام الجيد بالتقنية العالية واكتسابهم معارف علمية وعملية.
وذكـــر ان هناك طـــرقا عـــلاجـــية لمستـــخدمي الشــــبكة العنكبوتية وما يعـــانون من هذه الأمراض النفسية كتـــقوية الوازع الديــني والتوعـــية النفسية والأخلاقية ومتابعة الأبناء على مستوى الأصدقاء ومعرفة من يصادقون ويصاحبون، كما أن وعي الوالدين بثقافة ( الحاسوب ) نوعا ما والأهم توعيتهم بالمشكلة حتى يبدأوا بمجالسة أبنائهم والتحدث معهم ومتابعة ماذا وكيف يستخدمون الحاسب الآلي.
ويتابع الشطي قائلا: من طرق العلاج تحديث التشريعات المتعلقة بهذا الجانب لتلافي سوء استخدام المعلومات السرية والاطلاع على تجارب الدول الأخرى والايجابية منها، والعمل على مواجهة الغزو الثقافي الذي يمس مجتمعنا والتعاون والتنسيق بين المسجد والمدرسة والبيت، مشيرا الى ان للمؤسسات التربوية والشبابية والاعلامية دورا كبيرا في العمل على غرس القيم الحميدة.
أما العميد السابق لكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور يعقوب يوسف الكندري فيرى أن تقنية التكنولوجيا وتأثيراتها الاجتماعية هي من القضايا الاساسية المتعلقة بالعلوم الاجتماعية، وان هناك تداخلا وعلاقة تأثر وتأثير باستخدام التكنولوجيا وتأثيرها السلبي على السلوك الانساني.
ويضيف « قمت باجراء دراستين على المستوى الشخصي بهذا الجانب حيث تفيد بأن الافراط في عملية استخدام الانترنت وقضاء ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر له تأثير سلبي على الحياة الاجتماعية والاسرية، وخاصة في ما يتعلق بفئة المراهقين »، ويذكرأن هناك استخدامات سيئة لشبكة المعلومات متمثلة بالطرق غير الأخلاقية التي يستخدمها البعض خلال تصفحهم للمواقع المخلة بالآداب أو تلك المواقع التي تتيح عملية المناقشة مع الجنس الآخر، خاصة ان هناك العديد من الصفحات الالكترونية التجارية التي تسوق مثل هذه المواضيع الاباحية وغيرها.
أما في ما يخص طرق العلاج فيقول الكندري انه لا يمكن بأي حال من الاحوال علاج هذه القضية بمنطلق أحادي، فهناك عدة مؤسسات يفترض أن تساهم في الحل والعلاج ونبدأ بالاسرة التي تعد اللبنة الأولى في تقديم أي حل أوطريقة علاج بحكم كونها نواة المجتمع، كما ان هناك حاجة للقيام بعمل برامج أسرية خاصة تقدم مجموعة من التوصيات التوعوية للأسرة عن طريق رعاية الأبناء وخاصة في سن المراهقة والشباب، بالاضافة الى المؤسسة الاعلامية التي يجب أن تحذر من مخاطر الانترنت وتبرزها بشكل واضح، وكذلك المؤسسة القانونية من خلال سن قوانين وتشريعات صارمة للحد من الأخطار التي تأتي عبر شبكة المعلومات، ولجمعيات النفع العام والمجتمع المدني دورفي عملية التوعية فالجهود لا بد أن تكون جهودا مشتركة جماعية وليست أحادية.
أما الاستاذ المساعد في الحاسب الآلي رئيس وحدة تقنية المعلومات والحوسبة في الجامعة العربية المفتوحة الدكتور سيد محسن الموسوي فيقول ان منع وحجب بعض المواقع الالكترونية أمرلابد منه لما فيها من أثار سيئة على المجتمع، خصوصا ان هذه المواقع تنشر ثقافات أخرى، مؤكدا انه جرى منعها منذ ما يزيد عن عام في الجامعة حيث تم حجب Msn ومواقع التعارف واليوتيوب والمحادثات الكتابية والصوتية.
ويشير الموسوي الى ان فوائد الانترنت لا تقتصر على بعض المواقع بل ان من فوائده الكبيرة هو استخدام البريد الالكتروني لارسال رسائل وملفات لشخص أو لعدة أشخاص خلال ثوان وعرض معلومات عن الأشخاص أو المؤسسات من أجل أهداف تجارية أو أهداف أخرى بحيث يمكن مشاهدتها، وتكوين موقع مثل (لوحة اعلامية) Bulletin Board بحيث يحتوي على مواضيع للنقاس، ويستطيع أي شخص وضع رده الخاص على أي موضوع من المواضيع المطروحة أو وضع موضوع جديد لمناقشته والحصول على معلومات مطلوبة مع توفيره امكانية البحث عبر الانترنت، حيث يتم تحديث وعي الطالب الجامعي خاصة والمواطن وتسهيل امكانات التعاون والتبادل الثقافي وتوفير تكاليف الاتصال عبر الدول وأمور كثيرة لا تقف عند حد بل لها آفاق بعيدة وعالم كبير جدا ان استغل بشكل ايجابي لكانت الفائدة كبيرة، لكن للاسف هناك قلة تتجه الى الاستخدام السلبي الذي في النهاية لا يولد الا الفساد الاخلاقي والبعد عن العادات والتقاليد الاجتماعية والتي تعد نسيجا قويا لا يسمح لأحد بتمزيقه.
وتساءل الاستاذ الاكاديمي في الاحصاء أحمد راشد الصبر عن سبب استقطاب عدد كبير من هذه المواقع لشريحة كبيرة من الشباب والشابات، خصوصا الذين هم في الفئة العمرية من 18 الى 25 سنة، وعزا ذلك الى ترابط الطلاب في المرحلة الجامعية والثانوية للاستفادة من خاصية نقل المعلومات الموجودة في الموقع نفسه والتي صممت بغرض نقل المعلومات سواء كانت معلومات كتابية أو مرئية.
ويضيف الصبر « انتشرت هذه المواقع منذ 5 سنوات لتعرف الشباب على الجنس الناعم الذين هم أعضاء مسجلون لدى هذه المواقع عن طريق خاصية البحث المتوافرة في الموقع نفسه، وبسبب عدم وجود أي ضوابط بدأت الاساءة تظهر باستخدام صور وعبارات وبعض مقاطع فيديو مخلة بالآداب والتي انتشرت وبشدة في الفترة الأخيرة».
ويتابع الصبر قائلا ان هناك بعض الشباب أو الشابات لهم غرض اخر من هذه المواقع وهو وضع بعض الاعلانات الخاصة بهم بالتعارف مقابل شراء كرت تعبئة للهاتف النقال، وانتشرت هذه الظاهرة بكثرة وتسببت بعملية نصب لبعض هؤلاء الشباب.