د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / عيب يا «حدس» إنه البصيري
1 يناير 1970
05:01 م
صُعقت كما صُعق الكثيرون ممن أعرف للقرار قوي اللهجة الذي أصدرته «الحركة الدستورية الإسلامية» في حق أحد أبرز عناصرها ورموزها معالي وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور محمد البصيري.
عرفت الدكتور البصيري عن قرب، إذ كان الأب الروحي لجميع الحركات الإسلامية في الجهراء، انضم إلى صفوف الحركة عام 1975، وترأس «جمعية الإصلاح الاجتماعي» (فرع الجهراء) أول نشأتها، وترأس تحرير مجلة المجتمع الإسلامية، ومثّل «حدس» في انتخابات 1992، 1996، وفاز في انتخابات 1999، ثم كررها عام 2003 وحاز على ثقة المجلس وأصبح نائب رئيس المجلس.
هذا الشخص يحترمه الجميع، أعداؤه قبل محبوه، المختلفون معه قبل المتفقين معه، هذا الشخص أكثر من عرفت ممن يلتزم بقرار حركته التي أخلص لها، وأحرق شمعة حياته بين صفوفها، باذلاً معطاء مخلصاً من دون كلل أو ملل، لا يلقاك إلا بابتسامته المعهودة، ويحاول قدر الإمكان مساعدة الجميع من دون تفرقة، إذ كان غيره يفرق على أساس القيد الانتخابي!
عندما كنا نعمل مع أبوعبدالله في الانتخابات كنا نفخر أنه يمثلنا، ويحق لنا أن نفخر به، فهو شخص يشرف من يعمل له، وأعتقد أنه أفضل من مثّل تياره منذ العام 1981 من ناحية التمثيل النيابي، والطرح العقلاني، والتوازن الفكري، وطيب السمعــــة بين الجمـــيع، ولم نعهد له خصومة مع أحد، لم يتغير بعدما وصل إلى البرلمان، كما فعل غيره، بل ثبت أمام إغراءات المنصب والجاه والسلطة، وصمد أمام الكرسي الأخضر الوثير، وكفى به فتنة!
الآن... وبعد هذا التاريخ الطويل، يأتي «زعاطيط حدس»، وبدم بارد ليفصلوا البصيري وبهذه السرعة! ألم يكفهم تجميده كما جمد من قبلهم العميري والشطي والجارالله ألم يكفهم أن يقولوا إنه لا يمثل «حدس» والسلام، وكفى الله المؤمنين القتال؟
في الأفق:
أنا لا ألوم «زعاطيط حدس» على فعلتهم فهم مراهقو الأمس، ولكن ألوم عراب بيان الفصل السريع، وأذكره بكلام الشافعي: الحر من راعى وداد لحظة! عيب والله عيب!
د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
www.alsuraikh.net